مشكلة جديدة في لبنان.. وأطياف متعددة “تدلي بدلوها” في جدال كبير

في قرار استثنائي، أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء اللبناني القاضي محمود مكيه، “تأجيل تطبيق قرار مجلس الوزراء رقم (5) المتعلق بتقديم التوقيت المحلي، بحيث يتم تقديم الساعة ساعة واحدة اعتبارا من منتصف ليل 20 -21 نيسان 2023 تاريخ بدء العمل بالتوقيت الصيفي لهذا العام استثنائيا”.

هذا القرار الذي اعتبره البعض مستفزا وجاء بتوصية من رئيس مجلس النواب نبيه بري، أثار موجة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وانهالت التعليقات في الشارع اللبناني الذي انقسم مجددا بين مؤيد ومعارض.

 

 

ونشرت وسائل إعلام لبنانية، وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مشهد فيديو يظهر بري وهو يطلب من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، تأجيل بدء العمل بالتّوقيت الصيفي إلى ما بعد شهر رمضان المبارك، قائلًا: “من هلق لآخر لرمضان يا خيي مشولهم ياها”. ليرد عليه ميقاتي قائلا “أنه تقدم بمثل هذا الاقتراح إلا أنه رفض بحجة أنه سيخلق مشاكل ويؤثّر على حركة الطّيران”.

وبعد انتهاء اجتماع الثنائي بري – ميقاتي في عين التينة في العاصمة اللبنانية، بيروت، صدر القرار القاضي بتأجيل بدء العمل بالتوقيت الصيفي.

 

 

واعتبر النائب السابق مروان حمادة، في حديث مع إحدى الإذاعات الوطنية، أن “في هذا القرار المزيد من المزاح في إدارة الدولة”، وأشار إلى أن في “الصيام قواعد غير خاضعة لهذه البهلونيات”.

 

“قصة الساعة ما بتنقبل”

من جانبه، استنكر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل هذا القرار، وعلق في تغريدة نشرها على تويتر قائلا : “قصة الساعة ما بتنقبل ومعبّرة كتير بمعانيها… ما بيجوز السكوت عنها لحدّ التفكير بالطعن فيها أو بعصيانها”.

 

 

ردا على تغريدة باسيل وتهديده بالعصيان، كتب المفتش العام المساعد لدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية والإمام في جامع الإمام علي بن أبي طالب “قبلت أم لم تقبل الأمر عندنا سيان والبحر أمامك بلطه أو اشرب ماءه وعنصريتك المقيتة التي خبرناها جيدا لن تنفعك بعد اليوم إلا بشيء من العطف والبكاء على الأطلال .. لقد سقطت سقوطا حراً في قعر جهنم التي فتح بابها عمك كرمى لعيونك على حساب لبنان وشعبه وقريبا جدا سترى خصمك على كرسي الرئاسة أما أنت فلو تحققت العدالة فمكانك خلف القضبان”.

 

“استحوا ع حالكم”

وتعليقا على موجة الغضب العارمة التي أصابت فريقا من اللبنانيين عقب هذا القرار، كتب الناقد الفني جمال فياض عبر تويتر: “كارثة وطنية ستحلّ بلبنان، بسبب تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي… ستتغير مواعيد المصانع والمراكز العلمية وتتأثر البورصة العالمية وعملية استخراج النفط ستتراجع الى النصف، والكهرباء… يا ويلي شو رح يصير بالكهرباء! استحوا ع حالكم، الدنيا ماشيه بتوقيت واحد وأنتم مشغولين بالهبل والتفاهات!”

 

 

وغرد النائب سيزار أبي خليل في حسابه عبر تويتر، قائلا “فضيحة التوقيت الصيفي قرار مشترك مجلسيّ -حكومي من النوع يلي بيسقّط حكومات بأنظمة بتحترم حالها. القائمين عليه، وهني ٢، حبّوا يقولوا للبنانيين إنو هني أصحاب القرار على طريقتن، حتى لو كان مليان غبا وجهل وطائفية. هيدا أقلّ ما يقال عنو ضرب لارتباط لبنان بالاقتصاد العالمي”!

 

 

وألغت دول عدة حول العالم العمل بالتوقيت الشتوي وأصبح التوقيت المعتمد لديها طيلة السنة هو التوقيت الصيفي، ومن بين هذه الدول روسيا، وبيلاروسيا وأوكرانيا، وسوريا وتركيا التي ألغت بدورها في 2017 العمل بهذا التوقيت وقررت العمل بالتوقيت الصيفي على مدار العام في مختلف أنحاء البلاد.

وبأسلوب متهكم، علقت هنادي جرجس، قائلة “في ناس عم تقول لو كان عنا رئيس جمهورية ما كان سمح بقصة تأجيل التوقيت الصيفي وكان تابع تحرك كوكب أورانوس صوب كوكب بلوتو”.

 

ولفت الخبير في التحول الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم، إلى أن “المشكلة هي أن لبنان قرر لوحده وبقرار من مجلس الوزراء، أن ينفصل عن هذا النظام العالمي.. في حين أن الخادم أو السيرفير في الشركات والمواقع كلها مرتبطة بالخارج، وكل الأجهزة الإلكترونية المتصلة بالإنترنت تعمل أوتوماتيكيًّا على تغيير التوقيت. إذًا لتغيير الوقت ستضطر كل الشركات اعتماد الطريقة اليدوية”.

وأوضح أن هذا القرار سيحدث بلبلة وإشكاليات لدى شركات الطيران في ما يتعلق بالرحلات الجوية، وكذلك لدى جميع المواقع الإلكترونية والشركات، وسيؤثر سلبًا على الـ”auto-updates” في الأجهزة.

وطالبت فنلندا الاتحاد الأوروبي بإلغاء تغيير التوقيت في الشتاء والصيف والإبقاء على نظام توقيت موحد.