يوسف العوادني لـ “أخبار الآن”: الاتحاد يعتبر طرد نقابي إسباني في تونس تهديدًا للعمل النقابي

يتصاعد التوتر بين الاتحاد العام التونسي للشغل والرئاسة التونسية في الفترة الأخيرة إذ قام الرئيس قيس سعيد للمرة الثانية على التوالي بطرد مسؤول نقابي دولي من البلاد التونسية.

وتلقى الاتحاد العام التونسي للشغل رسالة من الأمين العام المسؤول عن إفريقيا وآسيا في النقابة الإسبانية ماركو بيراز مولينا أرسلها من الطائرة في طريق السفر إلى باريس بعد منعه من دخول التراب التونسي وأمره بمغادرته فورا.

مسؤول نقابي دولي آخر يطرد من تونس وسط تنديدات ومخاوف من القادم

وفي هذا الإطار أجرت “أخبار الآن” حوارًا مع الكاتب العام للاتحاد الجهوي بصفاقس، يوسف العوادني الذي تحدث عن طرد المسؤول النقابي وقال: “في خطوة تصعيدية تم طرد مسؤول نقابي بارز إسباني من دخول تونس ومنعه من دخول تونس من المطار.

أخبار الآن تكشف القصة خلف التوتر الزائد في تونس بعد طرد النقابي الإسباني

وأضاف: “وفق بيان الاتحاد العام التونسي للشغل فإن النقابي قدم لتونس لتعبيره عن تضامنه مع الاتحاد العام التونسي للشغل وإيجاد البدائل وتجنب الصدام وندد الاتحاد بهذه الخطوة واعتبرها تهديدا للاتحاد وللعمل النقابي المستقل، في ذات الإطار قالت الحكومة إنها منعت وفدا آخر من الدخول للأراضي التونسية.”

أما النقابي الإسباني فصرّح وفقا لما نشرته جريدة الشعب نيوز “أبعث إليكم برسالة من الطائرة التي تعيدني إلى باريس، لأنني منعت للتو من دخول تونس. بصفتي عضوا في وفد الاتحاد الدولي للنقابات، جئت إلى تونس في نهاية هذا الأسبوع لدعم الاتحاد العام التونسي للشغل والتضامن معه، هذه منظمة أخرى تابعة للاتحاد الدولي للنقابات، وهي منظمة شقيقة تناضل من أجل الديمقراطية هنا في تونس منذ سنوات عدة”.

كما قال المسؤول النقابي الإسباني إن الحكومة تتبع سياسات خطيرة للغاية ضد النقابات العمالية، وخرقت القانون، وسجنت قادة نقابيين.

وأشار إلى أنهم قاموا بتقديم أسباب تتعلق بالأمن الداخلي، ووضح: قيل لي إن هذا هو السبب في أنني لا أستطيع دخول البلاد ولم أحصل على المزيد من المعلومات.”

كما ذكر العوادني وجود حملة لاستهداف المسؤوليين النقابيين وقال:”كنا يوم 18 فبراير في تجمع أمام مقر اتحاد الشغل بصفاقس وبحضور مكثف من قبل النقابيين وكانت حاضرة معنا الممثلة الدولية الأمينة العامة للاتحاد الأوروبي للنقابات الرفيقة أستر لينش وعبرت عن تضامنها مع النقابيين ونددت بالإيقافات النقابية في إطار التضامن العالمي لكن تم طردها من تونس”.

شخص غير مرغوب فيه

وفي عودة للشهر الماضي فإن السلطات التونسية المختصة و بأمر من رئيس الجمهورية قيس سعيّد دعت الأمينة العامة لاتحاد النقابات الأوروبية Esther LYNCH التي شاركت بمدينة صفاقس في مسيرة نظمها اتحاد الشغل إلى مغادرة تونس في أجل لا يتجاوز 24 ساعة من تاريخ إعلامها بأنها شخص غير مرغوب فيه وفق ما جاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية.

وفي نفس السياق صرحت عضوة المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي بصفاقس والمسؤولة عن العلاقات الخارجية والهجرة والتكوين النقابي سامية عميد حاجي لأخبار الآن: “قمنا بالتنديد على طرد النقابية الأوروبية الكبيرة إستار لانش التي شاركت في مسيرة 18 فبراير في صفاقس لأن هذه الممارسات انفعالية وغير مدروسة ومن الممكن أن تتسبب في أزمات، المنظمة مبنية على الحقوق الكونية وعلى السلم ما الخطر الذي من الممكن أن تشكله إستار على السلم في إطار التضامن النقابي مع الاتحاد”.

أخبار الآن تكشف القصة خلف التوتر الزائد في تونس بعد طرد النقابي الإسباني

وفي حين أشار يوسف العوادني: “يجدر بالذكر أن المنظمات النقابية الدولية جاءت لتونس لمساندة الاتحاد سنة 1978 وقدم الممثل النقابي الدولي أوتو كريستون في ذلك الوقت وتوسط بين الاتحاد والحكومة وفك الاشتباك ومنع الصدام بينهما وشدد العوادني أنه في كل العالم التضامن بين النقابات لا يتدخل في الشأن السياسي وأن ممثلة الاتحاد الاوروبية عبرت فقط عن تضامنها لذلك اعتبر الاتحاد أن هذا الطرد غير مبرر”.

وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد قرر الدعوة إلى عقد هيئة إدارية عاجلة، منددا بما اعتبرها خطوة تصعيدية عدائية جديدة من السلطة التونسية بسبب منع الأمين العام المسؤول عن إفريقيا وآسيا في النقابة الإسبانية من الدخول إلى التراب التونسي وترحيله بدعوى أنه شخص غير مرغوب فيه، وفق ما عبر عنه الاتحاد.

قيس سعيد: تونس ليست ضيعة والاتحاد ليس حرا في دعوة الأجانب

واعتبر اتحاد الشغل قرار منع الوفود النقابية من المشاركة في التجمع العمالي والمسيرة الوطنية ليوم السبت 4 آذار/مارس بالعاصمة تونس غير مبرر ويستهدف الاتحاد العام التونسي للشغل واعتبره إساءة لسمعة تونس.

في حين صرّح الرئيس التونسي، قيس سعيد، أنه يحق للاتحاد العام للشغل التونسي تنظيم المظاهرات، ‏ولكنه ليس حرا في أن يدعو الأجانب للمشاركة فيها.‏

وأضاف خلال اجتماع مع وزير الشؤون الاجتماعية التونسي، مالك الزاهي، أن “هناك من يريد أن يدعو بعض الأشخاص الأجانب للتظاهر في تونس، وهذا أمر غير مقبول على أي مقياس من المقاييس، لتكن معاملاتهم معهم كمؤسسات، ولكن تونس ليست ضيعة أو بستانا”، وفقا لمقطع مصور منشور بحساب الرئاسة التونسية على موقع فيسبوك.

تابع الرئيس التونسي: “أذكّر من خانته الذكرى أو يتظاهر بأنه يعلم كل شي وهو لا يعلم شيئا، أذكرهم بمواقف الاتحاد العام التونسي في أعوام 1977 و1978 كيف كانت مواقف الاتحاد في ذلك الوقت”.

تونس تعيش عزلة داخلية وخارجية

وفي حديث المكلف بالإعلام بالمكتب التنفيذي الجهوي لاتحاد الشغل بصفاقس ياسين الطريقي لأخبار الآن قال إن الاتحاد العام التونسي للشغل هو منظمة تاريخية، تأسس في 1946 أي قبل استقلال الدولة التونسية وكان لها دور ريادي في مقاومة المستعمر الفرنسي وكان له دور ريادي أيضا في التصدي للسلطة الديكتاتورية وبالنظر لكل ما مر في تاريخ تونس فإنه لأول مرة يقع في تاريخ تونس طرد مسؤول نقابي عالمي، تم في السابق طرد صحافيين، طرد سياسيين لكن مسؤول نقابي دولي لم تحدث من قبل خاصة أن ما يجمع النقابيين حول العالم هو حق التضامن وحق الدعم.

وكشف ياسين في حواره لأخبار الآن:” مؤخرا كان هناك وفد تونسي في فرنسا فهل رفضت الدولة الفرنسية النقابيين التونسيين؟ لا لم تفعل طبعا”

وتابع:” الإشكالية هنا ليست تضييق الخناق على النقابيين الإشكالية الحقيقية هي أن كل شخص يخالف النظام مآله السجن لكن إذا ثبتت الإدانة طبعا من حق الدولة أن تعاقبه شريطة محاكمته محاكمة عادلة وعدم المساس من سلامته الجسدية.”

أخبار الآن تكشف القصة خلف التوتر الزائد في تونس بعد طرد النقابي الإسباني

وأضاف:”التضامن النقابي موجود لكن ما يحدث لن يخدم صورة تونس، تونس المحتاجة للدعم المالي الخارجي، نحن أصبحنا في عزلة داخلية وخارجية من كان شركاؤنا التقليديين في الماضي الآن تخلوا عنا.”

ومن بين المفارقات التي ذكرها ياسين الطريق أن تونس قامت بتنظيم القمة الإفريقية ثم حاربت القمة الإفريقية بخطاب، نطلب دعم صندوق النقد الدولي ثم نطلق تصريحات ضد الولايات المتحدة.

مسيرة يوم السبت.. “لكل من له غيرة على البلاد”

تظاهرة 4 مارس

يعيش الاتحاد خلال الفترة الأخيرة على وقع تنظيم المظاهرة التاريخية ليوم السبت 4 مارس التي قال المتحدث باسم اتحاد الشغل سامي الطاهري عنها بأنها “مفتوحة لكل من له غيرة على البلاد”.

وفي حديثه لأخبار الآن اعتبر يوسف العوادني أن مسيرة يوم السبت هي تتويج لعدد من المسيرات شملت مختلف الولايات أخر تجمع كبير كان في صفاقس ورفعت فيه العديد من الشعارات التي تهم واقع الوضع الاجتماعي في تونس وبالخصوص في ما يتعلق بحقوق العمال وخاصة الاتفاقات التي أبرمها الاتحاد مع الحكومات المتعاقبة ما لاحظناه أن كل الاتفاقات تم التلاعب بها وعدم تطبيقها والتذرع بوجود أزمة اقتصادية في حين أن هذه الأزمة من المفترض أن تعالج بالحوار وليس بالتجاهل والإلغاء.

هذا وذكرت عضوة المكتب التنفيذي بصفاقس أن مسيرة يوم السبت تندرج في إطار تنفيذ مقررات الهيئة الوطنية دفاعا عن ثوابت الاتحاد في علاقة بالحق النقابي ودفاعا عن المقدرة الشرائية للمواطن وسعيا لعدم التفويت في المؤسسات الوطنية أيضا.