طبيب يذهب لمنازل ضحايا زلزال سوريا لتقديم العلاج ومتابعة حالتهم

الدكتور أحمد سليمان هو جرّاح عظام كردي من مدينة عفرين وسكانها تطوع الدكتور أحمد بالذهاب إلى منازل وأماكن المصابين بالزلزال للكشف عنها وتقديم العلاج والمساعدات الطبية والصيدلانية والطبية الطارئة مجانا وبدون مقابل ولا يزال يفعل ذلك بينما يعاني ملايين السوريين خاصة في مناطق ريف عفرين حيث يقدم الطبيب خدماتهم وهم من بين المتضررين بشكل كبير حيث لا يوجد لديهم حتى ويسكنون الخيام في شوارع المدينة بعد أن صنفت المدينة على أنها منكوبة.

وفي حديث خاص لتلفزيون “أخبار الآن”، يقول الطبيب أحمد سليمان، طبيب العظام في عفرين، والذي لديه خبرة في هذا العمل منذ أكثر من 25 عامًا: “بعد حادثة الزلزال المدمر انتقلت بفكرة العيادة المتنقلة وانتقلنا بعد يوم فقط من الزلزال إلى مدينة جنديرس والتي كانت منكوبة بشكل كامل وأيضا ضواحي مدينة جنديرس واستطعت مسح أكثر من 80 قرية وايضا استطعت معالجة اكثر من 250 حتى 300 مصاب وأيضًا مرضى مزمنين.

بالمجان.. الطبيب أحمد سليمان يعالج متضرري زلزال سوريا

الدكتور أحمد سليمان خلال تقديم العلاج لضحايا زلزال سوريا. (صورة خاصة لـ “أخبار الآن”)

الدكتور أحمد سليمان خلال تقديمه للخدمات الطبيب لمتضرري الزلزال. (صورة خاصة لـ “أخبار الآن”)ويذكر أنه كان المصابين يعانون من بتر وكسور بسبب الزلزال المدمر في الأطراف والأضلاع والجمجمة ويقول: “قمت بمتابعة المرضى من فك القطب بعد العمليات التي قاموا بها وإخراجهم من المشافي خاصة في منطقة عقربات وما زلت أقوم بمتابعة المصابين في عيادتي الخاصة في عفرين جميع المصابين بشكل مجاني”.

وأضف: “أعالج الجميع وحتى آخر مصاب بشكل مجاني وأكدت الأمم المتحدة أن ما يقدر بـ5.3 مليون شخص ربما أصبحوا بلا مأوى في سوريا بسبب الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا وفي حديث أخر مع الطفلة أمنة محمد الخالد والتي أصيبت في داخل بنائها يوم الزلزال الذي وقع فجر يوم 6 فبراير وكما انه تصف ان الطبيب أحمد سليمان لم يقعطها من خدماته خلال مراحل علاجها حتى ان قام بفك القطب الجراحية لها  وتأكد من حالتها الصحية الجيدة.

أضرار الزلزال

وقال سيفانكا دانابالا، ممثل وكالة الأمم المتحدة للاجئين في سوريا في مؤتمر صحفي عبر الفيديو من دمشق “لدينا تقديرًا أوليًا بأن 5.37 مليون شخص تأثروا بالزلزال سيحتاجون إلى مساعدة لتوفير المأوى في كل أنحاء سوريا”.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن سوريا اليوم تعاني من أزمة مزدوجة جراء الحرب منذ عام 2011 والزلزال الذي زاد الوضع صعوبة، لافتاً إلى أنه قبل الزلزال كان هناك 15 مليون سوري بحاجة المساعدة، و4 ملايين منهم بحاجة إلى مساعدة يومية تقريباً.

ويضاف إليها اليوم تداعيات الزلزال الكارثي حيث زاد عدد المحتاجين للمساعدة و تعرضت مناطق شمال غرب سوريا مساء الاثنين لهزة أرضية قوية بقوة 6.4 درجات على مقياس ريختر، مما أدى إلى دمار منازل في مدينة إدلب وريفها وتسببت الهزة في إصابات بين المدنيين بعد انهيار جدران وأبنية سكنية في بلدة ملس ومدن حارم وسلقين في ريف إدلب، فضلا عن مناطق شران وجنديرس بريف حلب وتسبب الزلزال في هرع آلاف المدنيين إلى الشوارع وإلى سياراتهم، مؤكدين أن هذه الهزة هي الأقوى والأكثر تأثيرا بعد الزلزال المدمر قبل ثلاثة أسابيع.

بالمجان.. الطبيب أحمد سليمان يعالج متضرري زلزال سوريا

وفي حديث أخر مع أحد المرضى الأكراد في مدينة جنديرس والتي تعيش حاليا في خيمة بعد فقدان منزلها جراء الزلزال المدمر تقول زلوخ بلال من مدينة جنديرس أنه: “عندما بدأت الهزة شعرت ان المنزل قد سقط فوق رأسنا وهنا كانت أخر ما اتذكره ومن ثم غبت عن الوعي بشكل كامل وبعد وقت طويل استطعت الشعور انني تحت الانقاض وفوقي ركام ثقيل الحجم وأصبحت أصرخ بكل قوتي لأولادي من أجل مساعدتي بإخراجي من تحت الأنقاض”.

وأضافت: : “بعد وقت طويل تم إخراجي ولكن تم بتر قدمي بشكل كامل”، وتشكر زلوخ الطبيب أحمد سليمان كونه لم يتركها منذ وقت بتر قدمها وهو يقوم بمتابعة حالتها وزيارتها بشكل مجاني وهي في خيمتها ويقوم بشكل مستمر بالكشف الطبي على قدمها وتقديم العلاج لها.

وتنهي حديثها بلغته الكردية بحزن شديد بعد البلاء الذي حل بها أنه كان مصاب كبير وبلاء كبير وتدعوا الله أن يفرج عنها وما حل بها.

أزمة إيواء

وتشهد مناطق شمال غربي سوريا أزمة إيواء كبيرة من جراء الزلزال التي ضرب المنطقة خلال شهر شباط الجاري، إذ وصل عدد النازحين إلى ما يقرب من 190 ألفاً وقال فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان عبر صفحته على فيسبوك إن مناطق شمال غربي سوريا تشهد أزمة إيواء كبيرة عقب الزلازل الأخيرة، مع ارتفاع كبير في أعداد النازحين في المنطقة والذي تجاوز أكثر من 189 ألفاً و843، بينهم 55 ألفاً و362 نازحا ضمن مراكز الإيواء.

بالمجان.. الطبيب أحمد سليمان يعالج متضرري زلزال سوريا

وأشار إلى أنه مع استمرار النشاط الزلزالي في المنطقة خرج آلاف المدنيين إلى الشوارع والطرقات العامة، كما تخلت آلاف العائلات عن مساكنها غير المتضررة، واختارت البقاء في المناطق الخالية المنخفضة، خوفاً من أي حالة تدمير جديدة للمنازل والتي تحتاج معظمها إلى عمليات فحص هندسي للتأكد من صلاحيتها وطلب الفريق من كل الجهات المحلية والمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، العمل على تأمين الخيام بشكل أكبر كحلول مؤقتة لإيواء المتضررين، إضافة إلى العمل على نشر خيام كبيرة الحجم بالقرب من الأبنية السليمة لإيواء الأهالي.