140 قتيلاً من جماعة الشباب على يد القوات الصومالية في يومين

تصاعد في وتيرة العمليات العسكرية التي تشنها قوات الجيش والأمن التابعة للحكومة الفيدرالية وقوات الولايات بمساعدة المقاتلين العشائريين (معويسلي) والولايات المتحدة في ولاية هيرشبيلي وغلمدوغ، منذ انطلاق الحرب الشاملة ضد حركة الشباب المصنفة إرهابياً في أغسطس 2022، بعد أشهر من تنصيب الرئيس حسن شيخ محمود.

وتمكنت القوات الحكومية وحلفاؤها من القضاء على المئات من عناصر حركة الشباب في محافظات وسط البلاد، في ولايتي؛ هيرشبيلي وغلمدغ، وتخطط الحكومة لفتح جبهات أخرى لتحرير البلاد بشكلٍ كامل من الحركة الإرهابية.

وشهد اليومان الماضيان عمليات عسكرية ناجحة للقوات الحكومية، أسفرت عن قتل ما يزيد عن 140 من مقاتلي حركة الشباب في مناطق متعددة في ولاية هيرشبيلي، في وسط البلاد، واستسلام 14 من عناصر الحركة للجيش. وفي عملية وصفها قادة عسكريون بدلالة على يأس الحركة الإرهابية، هاجمت الحركة مصابين من مقاتلي العشائر في هجوم على مقرّ إيوائهم في منزل بمديرية عبد العزيز في إقليم بنادر، وقتلت 10 منهم.

الشباب تقتل مصابي قوات العشائر

كشف وزير الشؤون الداخلية في ولاية هيرشبلي، عبدي ضاهر جور (كارور)، عن حصيلة ضحايا هجوم شنته حركة الشباب الإرهابية على منزل في مديرية عبد العزيز في محافظة بنادر، التي تقع فيها العاصمة مقديشو، مساء أمس الثلاثاء.

وخلف الهجوم الذي استهدف منزلاً يأوي عدداً من مصابي مقاتلي العشائر المحلية (معويسلي)، الذين أصيبوا في المعارك ضد الشباب في إقليم هيران بولاية هيرشبيلي، 10 قتلى من مصابي الميليشيات العشائرية، من بينهم الطبيب الذي كان يعالجهم. وأصيب 7 آخرين، من بينهم 4 من القوات الأمنية.

بدأ الهجوم بتفجير انتحاري في مدخل المنزل، ثم اقتحم أربعة من الإرهابيين المنزل، وقتلوا المصابين. واستجابت قوات الأمن التي كانت قريبة من الموقع للهجوم، وتمكنت بعد قتال لمدة 6 ساعات من قتل عناصر الشباب.

وألقى الوزير كارور باللوم على مسؤولي الأمن في منطقة بنادر، لضعف الحماية لمصابي العمليات العسكرية من ولايته، في المنزل الذي استهدفه الهجوم.

مدغ: 80 قتيلا واستسلام 14

وأعلن الجيش الصومالي أمس الثلاثاء عن مقتل 80 على الأقل من مقاتلي حركة الشباب وجرح آخرين، وقعوا في الأسر، بعد هجوم على مخبأ للمقاتلين في منطقة “شبيليو” بإقليم مدغ، في ولاية غلمدوغ. وبحسب البيان استسلم 14 من عناصر حركة الشباب للجيش الوطني، معلنين أنّهم تعرضوا للتضليل من الحركة.

واستهدفت العملية العسكرية مخبأ للشباب، وبعد قتال لمدة 10 ساعات، تم تحرير المنطقة، بمشاركة القوات الخاصة في الجيش “دنب”، ومقاتلي الدراويش التابعين لولاية غلمدوغ ومقاتلين محليين، إلى جانب الدعم الجوي من الولايات المتحدة.

هرارديري: 14 قتيلاً في صراع داخل جماعة الشباب

وارتباطاً بالنجاحات السابقة للجيش وحلفائه ضد الحركة في إقليم مدغ، أعلن قائد القوات البرية، الجنرال محمد تحليل بيهي، المتواجد في مدينة هرارديري بالإقليم عن مقتل 14 من عناصر حركة الشباب الإرهابية في قتال داخلي.

وبحسبه، اندلع القتال بين مجموعتين من الحركة في ضواحي مدينة هرارديري، بعد فرار 10 من مقاتلي الحركة من مواقعهم، بهدف الاستسلام للجيش. ووقعت الاشتباكات أثناء مطاردة الفارين، وأسفر عن مصرعهم جميعاً، ومقتل 4 من المجموعة الأخرى، إضافة إلى إصابة العشرات.

وشهدت المنطقة ذاتها حادث إعدام جماعي نفذته حركة الشباب بحق 6 من مقاتليها، يوم السبت الماضي، بعد تخطيطهم للفرار والاستسلام للقوات الأمنية.

القوات الصومالية تقضي على 140 من جماعة الشباب في يومين

مهداي: مقتل 42 من جماعة الشباب

وفي قتال استمر لمدة 30 ساعة في قرية “عدلي” التابعة لمنطقة “مهداي” بمحافظة شبيلي الوسطى، في ولاية هيرشبيلي، أعلن الجيش الصومالي عن قتل 42 من عناصر حركة الشباب، بدعم من الشركاء الدوليين.

وسيطرت القوات الحكومية والمقاتلين المحليين على القرية بعد تحريرها من عناصر الشباب، وصادروا كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات التي كانت بحوزة عناصر الحركة.

تفجيران في مقديشو

وشهدت العاصمة مقديشو تفجيرين إرهابيين خلال اليومين الماضيين، وقع الأول عندما انفجرت سيارة مفخخة أمام مستشفى آدم عدي في منطقة زوبي، وأسفر عن إصابة شخص واحد، وتضرر سيارة كانت قريبة.

واستهدف تفجير ثان صباح أمس الثلاثاء موكب قائد لواء الحرس الوطني التابع لقوات الشرطة الصومالية الرائد محمد ضاهر، أثناء مروره بشارع جلال سياد في مقديشو. وأسفر الانفجار الذي وصفه شهود عيان لصحف صومالية بالقوي عن مقتل عدد من حراس قائد لواء الحرس الوطني، واثنين من المدنيين، وإصابة 5 أشخاص من بينهم عسكريين.

وفي سياق الإجراءات الحكومية لضبط الأمن في العاصمة، والقضاء على تسلل مقاتلي حركة الشباب، أعلن المتحدث باسم الشرطة الصومالية، صادق دوديش، منح صلاحيات كاملة لعناصر الأمن في نقاط التفتيش في عدد من مناطق المدينة، لتفتيش جميع السيارات التي تمرّ عبرها، دون استثناء، حتى للقيادات الأمنية والعسكرية.

واستبدلت الحكومة الفيدرالية الشهر الماضي عناصر الشرطة في نقاط التفتيش بقوات تابعة لوكالة المخابرات الوطنية (NISA) بسبب انتشار الفساد بين وحدات الشرطة المحلية، التي طالت اتهامات التعاون مع حركة الشباب الإرهابية العديد من عناصرها. وقبل يومين من صدور أوامر الحكومة الفيدرالية لنقاط التفتيش، وقعت اشتباكات بين قائد عسكري ومرافقيه حاولوا المرور من إحدى نقاط التفتيش دون الالتزام بتعليمات عناصر التفتيش.

وفي سياق الجهود الحكومية لتجفيف منابع تمويل حركة الشباب، عقد رئيس الوزراء حمزة عبدي بري اجتماعاً أمس مع اتحاد البنوك الصومالية، طالبهم خلاله بدعم جهود الحرب على الإرهاب عبر مساعدة الحكومة في منع غسيل الأموال المرتبطة بالجماعة الإرهابية، والاستثمار في الموانئ والبنية التحتية للنهوض بالاقتصاد الوطني.