أهالي جنديرس بسوريا: “لا نريد إمدادات غذائية نريد خيمة تؤوي أطفالنا”

يواجه السوريون في شمال غرب سوريا وفي جنديرس تحديداً، كارثة إنسانية جديدة، بعدما ضاعف الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا قبل أسبوع، من معاناتهم بسبب ما خلفه من دمار واسع في المباني وتشريد آلاف العائلات.

وبعد مرور 9 أيام لم تتلق المنطقة أية مساعدات، ويكافح السكان الذين فروا من منازلهم المدمرة للعيش، وسط إمكانيات محلية محدودة، وإقامة العديد منهم في مخيمات وسط طقس شديد البرودة وتحت مياه المطر.

خريطة توضح حدود منطقة جنديرس

وفي حديث خاص لـ”أخبار الآن” مع أحد الأهالي، يقول الحاج أحمد الحلبي من ريف حلب الجنوبي والذي يعيش في جنديرس منذ خمسة وعشرين عاما: “عند انتقالي لهنا اشتريت شقتين لي ولعائلتي ودمر الزلزال كل شيء أملكه وبعد ذلك اضطررنا للنزوح إلى خيمة جيراننا واليوم نعيش في العراء ويمكن رؤية جميع الأهالي تعيش في العراء”.

وأضاف: “اليوم تنام النساء في خيمة مخصصة للدجاج ونحن ننام في العراء وسط درجات الحرارة المنخفضة واليوم وبعد أكثر من أسبوع على الزلزال لم نتلق أي خيمة ونذهب للمطالبة من قبل المجلس المحلي لا يعطينا ونذهب إلى الفصائل المسلحة أيضا ترفض مساعدتنا”.

أهالي جندريس الأكثر تضرراً من زلزال تركيا وسوريا يسألون.. أين الخيام؟

 

وتتزايد الانتقادات للعجز الدولي عن إيصال المساعدات إلى شمال غربي سوريا المتضرر من بشدة من الزلزال، حيث وصل الدمار إلى نحو 40 قرية وهدم آلاف البنايات بشكل كلي أو جزئي وأقرت الأمم المتحدة بإخفاقها في مساعدة آلاف المدنيين السوريين، وعجزها عن إيصال المساعدات إلى المنكوبين في شمال غربي البلاد، واعتبر مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أن المنظمة خذلت السكان شمال غربي سوريا.

من جهة أخرى يقول خازقلي براهيم جوبري من سكان مدينة جنديرس والذي دمر منزله عقب الزلزال أنه وقت حدث الزلزال: “كان لدينا خوف وهلع ولم نكن متصورين ماذا يحدث في الخارج وبعد أن وضعت أبنائي تحت أحد الأبنية وعلمت أن الوضع لم يكن مستقر والهزات الإرتدادية لا تزال جارية وبعد ظهور الضوء علينا نزحنا إلى إحدى الضيع المحاذية لنا”.

كما يصف أنه هناك تخاذل كبير من المجتمع الدولي والمنظمات والجميع خاصة وأنهم يحتاجون لأبسط مقومات العيش وهي خيمة والتي لم يحصلوا عليها حتى اليوم، مضيفا: “لا نريد إمدادات غذائية ولا سندويش نريد خيمة تؤوينا و تؤوي أطفالنا”. ويتابع أنه يتمنى من المجتمع الدولي والقادرين على الأرض مراعات ظروف البشر في المدينة المنكوبة والذين فقدوا كل شيء.

أهالي جندريس الأكثر تضرراً من زلزال تركيا وسوريا يسألون.. أين الخيام؟

 

ويصف أنه في “اليوم الأول والثاني من الزلزال كان هناك مساعدات قد قدمت لنا ولكن بعد اليومين الاولين من الكارثة وحتى اليوم حتى ان الأليات لرفع الأنقاض من الشوارع لا تعمل رغم أنه هناك دعم كبير يقدم لأهالي المدينة المنكوبة ولكن لم نرى منه أي شيء”.

وتستمر فرق الإنقاذ في سوريا وتركيا لليوم التاسع بعمليات البحث عن ناجين وانتشال جثث الضحايا، عقب كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين فجر الإثنين الماضي، وتسبب بمقتل أكثر من 37 ألفا وجرح عشرات الآلاف، بينما تعاني مناطق شمال غربي سوريا من تفاقم أزمة الإغاثة، بسبب تباطؤ الاستجابة الدولية لتداعيات الزلزال في هذه المناطق و وأعلن الدفاع المدني في مؤتمر صحفي، الجمعة، انتهاء عمليات البحث وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض في المناطق المنكوبة بالزلزال شمال غربي سوريا والبدء بعمليات البحث والانتشال بعد شبه انعدام وجود أحياء و كما ارتفع عدد الأبنية المنهارة كلياً إلى 550 بناء، والمنهارة جزئياً لأكثر من 1570، بالإضافة إلى آلاف المباني التي تصدعت في شمال غربي سوريا.

وتجاوزت حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال سوريا 41 ألفا، إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في البلدين، مع تضاؤل الآمال في العثور على ناجين بعد مرور 8 أيام على الكارثة.