الخوذ البيضاء تقود عمليات الإنقاذ بلا كلل

من انتشال أطفال من تحت الأنقاض وإسعافهم إلى إنقاذ عوائل كاملة.. الدفاع المدني السوري المعروف بـ “الخوذ البيضاء” هي منظمة من مجموعة متطوعين في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة شمال سوريا، تعمل ليلاً نهاراً لإسعاف ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا الإثنين 6 فبراير.

وبحسب وكالة فرانس برس بدأ هؤلاء المتطوعون العمل في العام 2013 بعد تحوّل الاحتجاجات السلمية في سوريا ضد السلطة إلى نزاع مسلّح، تسبب حتى اليوم بمقتل قرابة نصف مليون سوري وبنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

ومنذ 2014، باتوا يُعرفون باسم “الخوذ البيضاء” نسبة إلى الخوذ التي يضعونها على رؤوسهم.

وتعرّف العالم عليهم بعدما تصدّرت صورهم وسائل الاعلام وهم يبحثون بين الأنقاض عن أشخاص عالقين تحت ركام الأبنية أو يحملون أطفالًا تغطيهم الدماء إلى المشافي خلال المعارك والهجمات العسكرية التي طالت مناطق سيطرة الفصائل المعارضة.

تضم المنظمة، الناشطة في مناطق سيطرة الفصائل في شمال وشمال غرب سوريا، حالياً 3300 متطوع، معظمهم من الرجال. لكن بينهم أيضاً نساء يشاركن في عمليات الانقاذ.

وخسرت منذ انطلاقة عملها 300 متطوع قتلوا خلال سنوات الحرب، أربعة منهم قتلوا خلال الزلزال، وفق ما أفاد محمّد الشبلي، أحد المتحدثين باسم المنظمة، لوكالة فرانس برس.

وبعدما اكتسبت خبرة خلال سنوات الحرب الطويلة -حسب ما يقول تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية- فإن المنظمة تقود جهود الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في شمال سوريا، وتشارك في عمليات الإنقاذ بلا كلل منذ الزلزال الذي ضرب البلاد ومركزه تركيا المجاورة.

وأنقذ متطوعو الدفاع المدني منذ العام 2013 الآلاف من المدنيين من تحت ركام منازلهم التي دمرتها الغارات أو من على خطوط التماس.

وتتخذ المنظمة شعارا لها “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”، وهذا الشعار مقتبس من الآية القرآنية {من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} (المائدة: 32).

وتشدد في الوقت ذاته على أن متطوعيها يخاطرون بحياتهم “لمساعدة أي شخص بحاجة للمساعدة بغض النظر عن انتمائه الديني أو السياسي”.