بلا مأوى.. مأساة الناجين من الزلزال مازالت مستمرة

افترش العديد من سكان جنديرس في الشمال السوري الأرض لينامو بعد عدة ليالي قاسية من الغبار والموت، حيث أصبح الشارع والسيارات المتاحة مأواهم، يشعلون النار ليحصلوا على الدفئ بينما مازالت تجربة هذه الكارثة من تداعيات وهزات جديدة ترعش قلوبهم.

العديد منهم كانوا نازحين من بلدات ومحافظات أخرى، لكن هذا الزلزال أجبرهم على النزوح مرة أخرى بعد أن دمر منازلهم وذكرايتهم وخبأها بالغبار والركام.

شردوا من منازلهم زمن أراضيهم وجعلوا النجوم سقفاً لهم، حيث كشفت الأمم المتحدة عن عدد المشردين بسبب زلزال سوريا، بعد مرور خمسة أيام على الزلزال المدمّر الذي أودى بنحو 26 ألف شخص في إحدى أسوأ الكوارث التي تشهدها هذه المنطقة منذ قرن، فيما وافقت دمشق على ايصال المساعدات الدولية للمناطق المتضررة والخارجة عن سيطرتها.

وحذرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين الجمعة من أن الزلزال قد يكون شرد 5,3 ملايين شخص في سوريا. وقال ممثل المفوضية في سوريا سيفانكا دانابالا خلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف وشارك فيه من دمشق ”هذا رقم ضخم لدى شعب يعاني أساساً من نزوح جماعي“.

وفي غضون ذلك، طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بـ ”وقف فوري لإطلاق النار“ في سوريا لتسهيل إيصال المساعدات الى ضحايا الزلزال.

وتتدفّق المساعدات الإنسانية الدولية على تركيا، وأعلنت ألمانيا خصوصًا الجمعة إرسال 90 طنًا من المواد جوًّا، لكنّ الوصول إلى سوريا التي يخضع نظامها لعقوبات دولية، أكثر تعقيدًا بكثير.

وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصّصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود. لكن الطرق المؤدية الى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما أثّر مؤقتًا على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه.