أزمة الرقائق تزداد عنفاً في تونس

بدأت أزمة الرقائق منذ منتصف العام الماضي إلا أنها ازدادت عنفاً خلال الآونة الأخيرة.

الرقائق الإلكترونية مكون هام في العديد من الصناعات مثل الهواتف والألعاب الإلكترونية وأجهزة التلفزيون ووحدات التحكم في الألعاب والسيارات.

تونس لم تكن بمنأى عن هذه الأزمة خاصة وأنها بلد مورد لمعظم الأجهزة الالكترونية والهواتف الجوالة، والعاملين في هذا القطاع تأثروا كثيرًا بنقص الرقائق الالكترونية.

قطاع الهواتف مهدد بالاندثار

نادر شاب تونسي يملك محل لبيع وتصليح الهواتف الجوالة على دراية كاملة بأسباب الأزمة التي يعيشها قطاعه منذ فترة حتى أنه قال أن مهنته ومصدر رزقه مهددان بالانقراض بسبب هذه الأزمة التي تسبب في ارتفاع أسعار الهواتف الموردة ونقص كمياتها نتيجة إنتاج الشركات العالمية المصنعة للهواتف لكميات محدودة.

أزمة الرقائق الإلكترونية.. لهذا السبب لن تتمكن من شراء سيارة أو هاتف جديد في تونس

نادر مالك محل لبيع وتصليح الهواتف الجوالة

وأضاف نادر أن غلاء الهواتف الجوالة تسبب في غلاء قطع الغيار التي يحتاجها لتصليح هواتف الزبائن الذين حسب نادر يستغربون من الزيادة في تعريفة تصليح هاتف جوال لأنهم وحسب رأيه لا دراية لهم بالأزمة التي يمر بها عالم التكنولوجيا اليوم.

صينيون يشترون الرقاقات من تونس!

يبدو أن الصين أحد المتضررين من نقص الرقاقات حيث وجدت طريقة لتجاوز هذه الأزمة العالمية، فصرح نادر لأخبار الآن: “أن الصينيون يزورون محلات تصليح الهواتف في تونس ويجمعون الرقاقات الإلكترونية المستعملة بمقابل مادي يعودون بها إلى الصين حيث يتم إعادة استعمالها من جديد”.

يقول الشاب أن بعض زملائه من تجار الهواتف والإلكترونيات استغلوا الأزمة وقاموا بتخزين كميات من الأجهزة لبيعها بأسعار أغلى مستقبلًا.

أزمة الرقائق الإلكترونية.. لهذا السبب لن تتمكن من شراء سيارة أو هاتف جديد في تونس

لكن من الواضح أن صناعة السيارات أيضا كانت من المتضررين من هذه الأزمة وباتت تواجه صعوبات كبيرة في توفير احتياجاتها، حيث تُستخدم الرقائق لتشغيل كل شيء في السيارة، بدءًا من أنظمة إدارة المحرك إلى الترفيه ومستشعرات الوقوف

شراء سيارة في تونس.. بات حلما!

في تونس أصبح شراء سيارة حلم بعيد المدى حتى وإن توفرت لك الموارد المالية، فأزمة الرقاقات الإلكترونية أثرت على شركات تصنيع السيارات في العالم التي خفضت إنتاجها وتوقفت أخرى عن الإنتاج كليًا.

حسن صاحب شركة توصيل تقدم بطلب شراء عدد من السيارات لكنه تحصل على سيارة واحدة بعد طول انتظار.

يقول حسن أن مدة الانتظار للحصول على سيارة سابقًا كان لا يتجاوز الخمس عشرة يومًا لكن اليوم يمكن أن يمتد انتظارك لسنة أو أكثر للحصول على سيارة واحدة لا أكثر.

دفع نقص السيارات الجديدة الناتج من أزمة إمدادات أشباه الموصلات بحسب ما ذكره حسن إلى تغير ملحوظ في نمط الاستهلاك، حيث تنامى الطلب في تونس على السيارات المستعملة بصورة كبيرة، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ.