إيقاف قناتين دعائيتين لـ”تحرير الشام” في إدلب

كشفت حسابات محسوبة على التيار الجهادي وجود انقسامات داخل هيئة تحرير الشام التي تُسيطر على مدينة إدلب في شمال سوريا، بالتزامن مع إغلاق قنوات دعائية شهيرة تعمل ضمن ما يُسمى بالإعلام الرديف للهيئة، واغتيال قيادي جهادي بارز كان من ضمن فصيل بحركة أحرار الشام بايع أبو محمد الجولاني، زعيم الهيئة، أمس الأربعاء بغارة لطائرة مسيرة.

وقال أبو يحيى الشامي، أحد أبرز الكوادر الجهادية في شمال سوريا، إن قناة “الشمالي الحر” على تطبيق تيليغرام للتواصل الاجتماعي توقف النشر بها في 18 يناير/ كانون الثاني الجاري، وكذلك توقف النشر بقناة “حقائق من الواقع” في التاريخ ذاته.

وتتبع قناتي “الشمالي الحر”، و”حقائق من الواقع” إعلام الهيئة الرديف، وهو عبارة عن إعلام شبه رسمي لـ “تحرير الشام” يتكون من مجموعات ولجان إلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي يديرها مجموعة من كوادر الهيئة بتنسيق مباشر مع قيادات بارزة بها من بينهم أبو مارية القحطاني.

وأوضح أبو يحيى الشامي أن سبب توقف القناتين الدعائيتين هو قيام “أمنيي الهيئة” بالقبض على مديريهما وسجنهما في سجن الأمنيين، مشيرًا إلى مديري القناتين يتبعان للعراقي أبو مارية القحطاني، القيادي بالهيئة، وأن المسؤول عن القبض عليهما هو أبو أحمد حدود والمعروف أيضًا بـ”أبو أحمد جيرود”، أحد المقربين من أبو محمد الجولاني.

إيقاف قناتين دعائيتين لـ"تحرير الشام" يكشف الانقسامات الداخلية للهيئة

وأبو أحمد حدود، هو المسؤول عن ملف المعابر والحدود داخل هيئة تحرير الشام، وكان قياديا بتنظيم داعش قبل أن ينشق عنه مع أبو محمد الجولاني وأبو مارية القحطاني، أواخر عام 2013، حينما كانت الهيئة تعمل تحت اسم جبهة النصرة قبل أن تُغير اسمها مرتين على التوالي في عامي 2016، و2017، إذ باتت تُعرف من أكتوبر/ تشرين الأول 2017 باسم هيئة تحرير الشام.

وألمح أبو يحيى الشامي إلى أن وجود انقسام في داخل هيئة تحرير الشام، مضيفًا أن هناك كتلتين متصارعتين داخل الهيئة في الوقت الحالي، واعدًا بالكشف عن تفاصيل الانقسام خلال وقت قريب.

بوادر خلاف وانقسام بين جبهات هيئة تحرير الشام

وبدوره، تحدث حساب “مزمجر الثورة السورية” عن بوادر خلاف وانقسام بين جبهات الهيئة، مرجعًا أسباب هذا الانقسام إلى اختلاف الدول والجهات التي تتحكم في تيارات هيئة تحرير الشام.

واعتبر مزمجر الثورة السورية أن أبرز شواهد هذا الخلاف اغتيال أبو عدي عولان “صدام الموسى”، القيادي بحركة أحرار الشام- فرع حسن صوفان، المبايع لهيئة تحرير الشام وأبو محمد الجولاني، واعتقال قيادي آخر يُدعى “أبو دجانة” خلال الأيام الأخيرة.

وأردف أبو شعيب طلحة المسير، الشرعي البارز بهيئة تحرير الشام سابقًا، أن اغتيال أبو عدي عولان مؤشر على وجود أحداث كبيرة واستهدافات أخرى قد تطال قيادات جهادية بارزة في الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن هناك أحاديث تدور حول أن القيادي المقتول كان يعمل في واحدة من جبهات هيئة تحرير الشام المنقسمة، وهما جبهة أبو محمد الجولاني وجبهة أعدائه، وفق تعبير “المسير”.