السويداء تنتفض..لماذا خرجت الاحتجاجات في هذه المدينة وما هي مطالب المحتجين ؟

أخبار عربية

مطالب معيشية وسياسية تطلق احتجاجات في جنوب سوريا

  • مقتل محتج وشرطي خلال “أحداث السويداء”
  • سوريون يقتحمون السرايا الحكومي بالسويداء
  • انتشار أمني مكثف لعناصر قوات النظام في السويداءعلى وقع أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها سوريا منذ سنوات،انتفضت مدينة السويداء جنوب سوريا مع وقوع إصابات بين المدنيين جراءَ إطلاق النار على محتجين خرجوا في المدينة يندّدون بتدهور الأوضاع المعيشية وعجز النظام عن لجم الانهيار الذي تشهده البلاد منذ نحو أسبوع نتيجة اشتداد أزمة المحروقات، التي أدَّت إلى شلل الحركة في معظم مناطق البلاد بالترافق مع موجة ارتفاع غير مسبوقة للأسعار.

وللمرة الأولى منذ اندلاعها قبل عام تقريباً، هاجمت الحشود مقراً رسمياً هو مبنى المحافظة في قلب المدينة في السويداء، إذ قام المحتجون بمهاجمة المبنى وإحراقه، وإزالة صورة الرئيس بشار الأسد عن واجهته. وقُتل مدني وشرطي وجُرح آخرون في منطقة مبنى المحافظة ومبنى قيادة الشرطة اللذين شهدا توتراً للأوضاع الأمنية.

وانتشرت عناصر قوات النظام في السويداء، بعد أن تمكنوا من تفريق المتظاهرين. وأشار المرصد السوري إلى أنَّ متظاهرين قطعوا أوتوستراد دمشق – السويداء، بالقرب من قرية حزم، بإشعال الإطارات المطاطية، تضامناً مع الاحتجاجات في مركز مدينة السويداء، وتنديداً بتدهور الأوضاع المعيشية في البلاد.

يأتي ذلك وسط شلل حكومي في دمشق عمّق قلق السوريين في مناطق النظام، من احتمال انهيار متسارع للمؤسسات قد يفجر دورة انفلات أمني جديدة، على خلفية انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي، وذلك في أعقاب تصاعد التوتر في مدينة السويداء، وجراء اشتداد أزمة المحروقات التي شلت الحركة في معظم مناطق البلاد مع موجة ارتفاع غير مسبوقة للأسعار.

هذا وكانت محافظة السويداء شهدت منذ فبراير الماضي حراكاً شعبياً في وجه نظام الأسد، تمثل في عصيان مدني تخلله قطع للطرقات الرئيسية ودعوات لإغلاق الدوائر الرسمية، احتجاجاً على تردي الوضع الاقتصادي وتفشي الفقر والبطالة.

وتعاني البلاد من أزمة اقتصادية حادة منذ سنوات طويلة بفعل الحرب الطاحنة التي مرّت بها، تشمل الوقود والطاقة والخبز إضافة إلى انهيار الليرة ما عاد بآثار كارثية على كل مفاصل الحياة فيها وجعل منها حياة متاحة بشق الأنفس.

السويداء

النظام السوري حوّل السويداء لقاعدة تصنيع المخدرات

حوّل النظام السوري، منطقة السويداء التي تشهد احتجاجات غاضبة على وقع أسوأ أزمة إقتصادية تعيشها سوريا إلى قاعدة لتصنيع وتهريب للكبتاغون لتحوّل سوريا الغارقة في نزاع دام منذ 2011، إلى دولة مخدرات وتشمل دورة إنتاج وتهريب هذه الحبوب المخدرة لبنان المجاور الذي ينوء أيضاً تحت ثقل انهيار اقتصادي.

بدأ حزب الله اللبناني، بإنشاء مصنع لحبوب الكبتاغون المخدرة في السويداء جنوبي سوريا، بدعم من مجموعة تابعة للنظام السوري في المحافظة.

 

استثناء طيلة سنوات النزاع

وشكّلت مدينة السويداء استثناءً طيلة سنوات النزاع، إذ تمكن دروز سوريا الذين يشكلون ثلاثة في المئة من السكان، إلى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد دمشق ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الاجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم.

وبقيت محافظة السويداء بمنأى نسبياً من الحرب باستثناء هجمات محدودة بين 2013 و2015 شنتها فصائل معارضة بعضها متطرفة وتصدت لها مجموعات محلية، إضافة الى هجوم واسع لتنظيم داعش  عام 2018 تسبّب بمقتل أكثر من 280 شخصاً.

وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.