تحركات عسكرية حوثية تستهدف دعم القاعدة في أبين

حسمت القوات المشتركة في أبين معركة تطهير مديريات المحافظة من عناصر تنظيم القاعدة ضمن عملية “سهام الشرق“، بعدما خسر معاقله في المحافظة، ليجد نفسه أمام تحدٍ وجودي، بالنظر إلى افتقاده المناطق التي ظلّت، طوال السنوات الأخيرة، بمثابة ملاذه الآمن.

فالعملية العسكرية التي نفذت وفق خطة عسكرية على 4 مراحل استطاعت تأمين أجزاء واسعه من محافظة أبين، وأجبرت عناصر التنظيم إلى الهروب للجبال المتاخمة لمحافظة البيضاء.

ومع تنفيذ المرحلة الاخيرة من عملية “سهام الشرق” التي تهدف لتأمين مديرية المحفد، رصدت القوات المشتركة تحركات لعناصر “مليشيات الحوثي” في مناطق عده بين محافظتي البيضاء وأبين.

إرباك عملية “سهام الشرق” وإنقاذ تنظيم القاعدة

وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات الجنوبية المسلحة، المقدم محمد النقيب لـ”أخبار الآن” أنه ومنذ انطلاق عمليتي “سهام الشرق” و”سهام الجنوب” في محافظتي أبين وشبوة، صعدت ميليشيات الحوثي الإرهابية عسكريًا في مختلف جبهات الضالع ويافع وكرش وطور الباحة وجبهة ثرة والمسيمير، وذلك بهدفِ إرباك عملية “سهام الشرق” وتخفيف الضغط العسكري على عناصر تنظيم “القاعدة” في أبين.

تحركات عسكرية للحوثي في حدود أبين لإنقاذ تنظيم القاعدة

 

وأضاف النقيب أن: “الحوثي وبعد عجزها في تلك الجبهات، بدأت محاولتها البائسة موخراً لإرباك عملية “سهام الشرق” من خلال تصعيد الوضع العسكري في المناطق المتاخمة لمحافظتي أبين والبيضاء.”

وأشار المتحدث باسم القوات الجنوبية المُسلحة في حديثه لـ “أخبار الآن” إلى أن التحول العسكري في محافظة أبين، بعد تمكن القوات الجنوبية من السيطرة على معظم المحافظة، وتضييق الخناق على العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة، أثار حالة استنفار قصوى لدى مليشيات الحوثي، وقد رُصدت تحركات حوثية تهدف لتصعيد الموقف في جبهة ثرة وعلى حدود أبين في مديرية جيشان.

وبحسب النقيب فقد استحدثت مليشيات الحوثي الارهابية مواقع وشقت الطرق في مفرق (امشعبة) و(رأس المزمار) ومنطقة (امعليب) و(كرمه) المحاذية لمديرية جيشان، إضافة لوصول تعزيزات أخرى إلى جبهتي امحلحل وحدود عقبة ثره وطريق طلح ظلامه، موكداً أن عناصر الميليشيات تتمركز في بعض الجبال المرتفعة والتي تمثل مناطق حدودية لأبين.

الحوثي سلاح مساند لتنظيم القاعدة

وأكد المتحدث باسم القوات الجنوبية “أن هذه التحركات تؤكد أن ميليشيات الحوثي، هي سلاح مساند لتنظيم القاعدة، داعياً الميليشيات إلى إدراك أن أي عمل عدائي ستكون له عواقب وستتحمل عواقبه، مضيفاً أن الميليشيات الحوثية واهمة، إذا تعتقد أنها بذات السلوك تستطيع إرباك معركتنا ضد العناصر الإرهابية، التي تتخذ من مناطق سيطرة الحوثي في محافظة البيضاء معقلًا رئيسيًا ومراكز تجمع وفرار .”

تحركات عسكرية للحوثي في حدود أبين لإنقاذ تنظيم القاعدة

وأوضح المقدم النقيب لـ”أخبار الآن”: “أن الحوثي والقاعدة الإرهابية يجمعهم سلاح المواجهة كالمفخخات سواء طائرات مسيرة انتحارية، أو عبوات ناسفة والواضح أن مصدرها واحد وهي إيران، كما أن الكثير من نتائج التحقيقات مع العناصر الإرهابية، التي تم ضبطها في عدن وأبين وشبوة أكدت أن الممول والمحرك لتلك العناصر هي ميليشيا الحوثي وجماعة الإخوان.”

تحالف الضرورة

من جانبه أكد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، سعيد الجمحي لـ”أخبار الآن” أن تنظيم القاعدة يعيش وضعاً صعباً، بعد الهزائم المتوالية التي تعرض لها من العمليات العسكرية في محافظة أبين، وذلك بسبب جدية من يقاتلوه، والذين عزموا على القضاء على التنظيم في محافظة أبين، وهذا لا يمكن مقارنته بمن سبق من عمليات عسكرية واجهها التنظيم.”

تحركات عسكرية للحوثي في حدود أبين لإنقاذ تنظيم القاعدة

وأضاف الجمحي، أن استهداف القاعدة في مناطق كان يلوذ لها العناصر والقادة عند الشدة، فاقم من معاناة التنظيم، وأجبرته على البحث عن ملاذات أخرى يلملم فيها صفوفه ويستجمع أنفاسه، كما دفعته إلى خلق قنوات تواصل وتخادم حتى مع خصومه التقليديين ميليشيات الحوثي و”يمكن أن نسمي ما يحدث (تحالف الضرورة)”.

إذ أشار الجمحي إلى أن التحالف تحكمه المصالح المشتركة، كتقديم الدعم من الحوثيين عبر إطلاق سجناء التنظيم لديهم، و الإمداد ببعض الأسلحة والذخائر، لتغطية العجز الذي يعاني منه التنظيم، فضلاً عن الانسحاب من بعض المناطق لإفساح المجال لعناصر التنظيم بالتمركز فيها واللجوء إليها.

هذا واستبعد الجمحي أن يكون تنظيم القاعدة في مراحله الأخيرة أو أنه بات عاجزاً كلياً عن تشكيل تهديد حقيقي، أو أنه غير قادر على استهداف خصومه. مؤكداً: “أن ضعف التماسك وهشاشة الوضع السياسي، والتدهور الاقتصادي، لهما تأثيرًا سلبيًا ويخدمان التنظيم والذي يقدم خطاباً عاطفياً يدغدغ فيه عواطف البعض، وكذلك استفحال الفساد والبطالة، يعتبران رافدان كبيران يستغلهما التنظيم لخلق مزيد من السخط والغضب لاسيما بين الشباب.”

إعادة ترتيب أوراق التنظيم

وفي هذا الصدد، أكد المحلل العسكري العقيد ياسر صالح في حديثة لـ”أخبار الآن”: “أن ميليشيات الحوثي لا تتحرك جزافًا، بل لديها أهداف تسعى لتحقيقها، وهدفها الرئيسي هو زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وهذا لايقل أهمية عن عملياتها العسكرية في خطوط التماس.”

تحركات عسكرية للحوثي في حدود أبين لإنقاذ تنظيم القاعدة

وأضاف العقيد صالح: “أن مليشيات الحوثي لم تستطيع خلال فتره الهدنة تحقيق أي انتصارات رغم تنفيذها عمليات عسكرية في عدة جبهات، ناهيك عن الخسائر التي تلقتها في الفترة الأخيرة في محافظة شبوة وغيرها من المحافظات، وهذا يجعلها تسعى دائمًا لتكوين خلايا في المناطق المحررة، لتنفيذ العمليات الإرهابية.”

وأكد المحلل العسكري لـ”أخبار الآن” أن تكوين الخلايا الإرهابية ودعمها لضربة أمن واستقرار المناطق المحررة، جعل التخادم بين مليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة أكثر وضوحاً وبات ظاهراً في الفترة الأخيرة.

ولفت العقيد ياسر صالح إلى عملية إطلاق قادة تنظيم القاعدة الذين كانوا في سجون صنعاء، مؤكداً أن لقاءات عقدت بين قيادات التنظيم وقيادات الحوثي أفضت إلى إطلاق قادة وعناصر التنظيم من سجون صنعاء، والمقابل يعود نشاط عناصر التنظيم بضرب الأطراف المناهضة للحوثيين في المحافظات المحررة، بهدف خلط الأوراق.

وحول تحرك ميليشيا الحوثي في حدود محافظة أبين، قال المحلل العسكري العقيد ياسر صالح: “يعيش تنظيم القاعدة أسوأ لحظاته في محافظة أبين بعد الحملة العسكرية “سهام الشرق” وهذا استدعى تحرك حوثي في محاولة من الميليشيات لتقديم الدعم لعناصر القاعدة، والذين طرودا من معظم محافظة أبين وباتوا هاربين في الجبال المتاخمة لمحافظة البيضاء.

وأشار إلى أن تواجد الحوثي في حدود أبين، يأتي لتقديم الدعم والمساعدة للتنظيم، بهدف أن تستمر عمليات القاعدة في استهداف القوات المشتركة، سوى بالعبوات الناسفة أو غيرها من العمليات الإرهابية، وأيضًا حتى يعيد التنظيم ترتيب أوراقه في أبين، و “هدف المليشيات من ذلك إرهاق القوات المشتركة، و خلق دعاية أن المليشيات هي من تحارب التنظيم المتواجد في أبين وأي تحرك عسكري للحوثيين للسيطرة على محافظة أبين، أو المناطق الممتدة على حدود محافظة البيضاء. يأتي ضمن إطار مكافحة الإرهاب.”