فراس الغضبان.. طبيب سوري يقضي أيامه في علاج لاجئي بلاده في لبنان

  • عمل الغضبان كطبيب أسرة في سوريا لكنه فر من الحرب في بلده عام 2017
  • تقدم العيادة المتنقلة في لبنان التي تم إطلاقها عام 2018، خدماتها الطبية الآن في نحو 40 مخيما
  • يتأمل الغضبان في أن يتوسع مشروع العيادة المتنقلة في لبنان

يقضي الطبيب السوري فراس الغضبان أيامه في علاج اللاجئين السوريين والمواطنين اللبنانيين في عيادته المتنقلة التي تجوب سهل البقاع الشاسع في  لبنان لتقديم الخدمات الطبية للأكثر تضررا من الأزمة الاقتصادية.

وعمل الغضبان كطبيب أسرة في سوريا لكنه فر من الحرب في بلده عام 2017 إلى لبنان المجاور. وقال إنه لم يكن لديه مال ولا عمل ولا وضع قانوني في ذلك الوقت، ولذلك عمل بائعا للخضروات من أجل إعالة نفسه وتمويل رحلة عائلته إلى لبنان بعد خمسة أشهر.

وقال  لرويترز “بلشت بلبنان أول ما أجيت ما فيه مصاري، ما عندي شغل، ما عندي أي أوراق، بلشت بأني أبيع خضرة وأشتري خضرة بالأسواق الموجودة، بعدها لقيت فرصة على الانترنت بالدليل المدني إني أتطوع كدكتور بالمخيمات”.

لبنان

فراس الغضبان – طبيب سوري

بعد ذلك أُتيحت له فرصة للعمل كطبيب متطوع مع إحدى المنظمات الخيرية في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، لكن ذلك لم يدم سوى ثلاثة أشهر لاحظ خلالها الطبيب السوري مدى ضعف الخدمات الصحية في المخيمات غير الرسمية التي تستضيف لاجئين سوريين فقرر توظيف خبرته الطبية للمساعدة.

وعن ذلك قال “وظيفتي دامت معهم حوالي ثلاث شهور، خلال هول الثلاث شهور قدرت أرفد المخيمات، قدرت أشوف الناس، قدرت أشوف الحاجة الكبيرة الموجودة على الأرض. للأسف المشروع من بعد الثلاث شهور وقف، اضطريت إني أرجع للشغل القديم، فتحت محل صغير خضرة، وصرت كل يوم حوالي ساعتين أو ثلاثة أجي ع المخيم وأعمل عيادة بشكل تلقائي بأي خيمة موجودة بعد ما شفت الحاجة الكبيرة للناس. من هناك انطلقت، من هناك كانت الفكرة إنه ضروري نعمل عيادات نقالة تكون موجودة وتساعد الناس ونقدر نغطي هذا الفراغ الموجود”.

لبنان

فراس الغضبان – طبيب سوري

وبعد ذلك ضبط الغضبان أوراقه القانونية في لبنان ليتسنى له إطلاق مشروع (إندلس ميديكال أدفانتج) بالتعاون مع ممارس طبي آخر وفريق من المتطوعين ومنظمة محلية.

ويوضح الغضبان أن معظم من يعالجه هو وفريقه الطبي عبر “العيادة النقالة” من اللاجئين السوريين قائلا “معظم مرضانا من الأطفال وكبار السن اللي هن اللاجئين السوريين والمجتمع المضيف لهم من اللبنانيين، بشكل عام زاد عدد اللبنانيين بالفترة الأخيرة وخاصة بآخر سنة ونص بسبب الأزمة الاقتصادية اللي صارت بالبلد. عدد المرضى بيختلف من مخيم إلى مخيم، وحسب الاتصالات اللي إحنا بنتلقاها”.

وتدرب الطبيب الشاب (37 عاما)، الذي يعالج المرضى ذوي الموارد المحدودة، على علاج إصابات حرب في سوريا شملت كسورا في الفكين وكسورا في الجمجمة ونزيفا في المخ.

وبناء على تلك الخبرات يرى أن ما يعالجه في مخيمات اللاجئين في لبنان أمورا بسيطة مقارنة بما عالجه خلال الحرب في سوريا. وعن ذلك قال الغضبان بينما كان يعالج حرقا في مريض مستظلا بظل خيمة في المخيم “هاي الجروح الخفيفة والحروق اللي عم بنشوفها هون مقارنة باللي شفناه بسوريا تعتبر ولا شيء، تعتبر جدا بسيطة وكتير سهلة علينا كأطباء سوريين”.

ويوضح الغضبان، وهو أب لخمسة أطفال، أنه متاح على مدى ساعات الليل والنهار حتى عندما يكون في بيته.

ويقول “وقتي دائما معبى بالاتصالات بالتليفون، بالتشخيص على الهاتف، أحيانا طوارئ بالليل، دائما عم بأكون موجود مع الناس، حتى أحيانا باحس إنه بيتي وعيلتي كله متطوع معاي ليشتغل ويساعد الناس. كتير حالات بتيجيني ع البيت، الناس بتعرف بيتي وين بتيجي بس يكون فيه إسعاف، باضطر أستجيب للناس، ما باقدر أقفل موبايلي، علطول باحس عندي عقدة الذنب، باحس بالذنب إذا سكرت موبايلي وصار فيه شيء طارئ وأنا قادر أساعد، لازم أكون دائما موجود أساعد الناس”.

لبنان

فراس الغضبان ، طبيب سوري ، يكتب وصفة طبية بعد فحص مريض داخل العيادة المتنقلة

وعن العيادة المتنقلة أو “النقالة” قال لاجئ سوري مريض من حمص يدعى محمد لتلفزيون رويترز “وفرت علينا كتير، معاه في السيارة ويحط مصروف ومصاري وبيتبع للمشفى”.

وقال الغضبان “وجود الفان بوجود الأطباء والشغل اللي عم بيصير فيه والشغل اللي عم بيتعاطى فيه والأدوية اللي عم تتعاطى فيه وعدد المرضى اللي عم ينشاف فيه. فأنا باعتبر إن أهميته كتير كبيرة، أكتر من، يمكن أحيانا، عيادات كبيرة ومشافي، بسبب الفراغ والخدمة اللي عم يقدمها للناس”.

وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجهه وفريقه الطبي يقول الغضبان “أكثر الصعوبات اللي بنواجهها هي إنه ما بنقدر نشخص المرض بشكل صحيح لأنه ما إنا قدرانين نوفر تحاليل أو صور لهاي المرضى، مضطرين إنه نعطي أدوية وننطر (ننتظر) نشوف النتائج، نعمل متابعة لكل حالة وننطر النتائج، وعلى أساسها يا بنغير العلاج يا بنظل ماشيين على نفس خطة العلاج”.

وتقدم العيادة المتنقلة، التي تم إطلاقها عام 2018، خدماتها الطبية الآن في نحو 40 مخيما بأنحاء سهل البقاع للاجئين السوريين والمواطنين اللبنانيين مجانا أو مقابل رسوم رمزية.

ويتعشم الغضبان في أن يتوسع المشروع، الذي أطلقه من خلال حملة لجمع تبرعات، ليشمل مئات المخيمات في سهل البقاع وخارجه من أجل مساعدة الأشخاص الذين يعيشون في ظروف قاسية ويفتقرون أحيانا إلى الصرف الصحي المناسب ومياه الشرب النظيفة.