أسرار حريق غابات الموصل.. ما هي الحقيقة؟

على وقع حوادث باتت متكررة في العراق، أصيب سكان نينوى بالهلع بعد اندلاع النيران في غابات الموصل.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو بثتها مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي نيراناً مستعرة ممتدة على مساحات كبيرة من غابة الموصل، فيما كانت فرق الإنقاذ من الدفاع المدني والمتطوعين والأهالي يتصدون للحريق بغية السيطرة عليه.

أعلنت مديرية الدفاع المدني في نينوى مشاركة 13 فرقة إطفاء لإخماد حريق غابات الموصل، وفيما تشارك شهود عيان ومصادر أمنية “الشكوك” ذاتها بشأن إمكانية أن تكون الحرائق “مفتعلة” أطلق الشباب في الموصل مبادرة لإستبدال الأشجار المحروقة بأخرى جديدة.

فما الذي حصل وتسبب بالتهام النيران مساحات شاسعة من رئة الموصل؟

كشفت قيادة شرطة نينوى، يوم الأحد، تفاصيل مثيرة عن ملابسات حريق غابات الموصل، مؤكدة القبض على المتسببين بعد التوصل إلى هويتهم، واعترافهما بجريمتهما.

وذكرت القيادة في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن “بعد إجراء الكشف والمخطط على محل حادث احتراق (منطقة الغابات) وجمع كل ما له مساس بالجريمة وتتبع كاميرات المراقبة، تم كشف ملابسات الحادث والتوصل إلى هوية الفاعلين وهم متهمان (اثنان) تم القبض عليهما وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم وتدوين أقوالهما بالاعتراف ابتدائياً وقضائياً وتوقيفهما وفق المادة 342 ق ع”.

المتهمين اعترفا بعد خروجهما ظهر يوم الأربعاء الماضي، من المسبح القريب والمقابل لمنطقة الغابات، وأثناء سيرهما في المكان قام أحدهما برمي (بقايا سيجارته) على الأرض ليشاهد هل ستحترق الأعشاب اليابسة من عدمه.

المتهم قام مرة أخرى بحرق العشب اليابس بواسطة (القداحة)، بينما قام المتهم الآخر بتصويره، وموثق ذلك من خلال مقاطع الفيديو التي تم ضبطها بأجهزة أحد المتهمين الذين سيتم إحالتهم إلى المحاكم المختصة بعد إكمال مراحل التحقيق، لينالوا جزاءهم العادل.

وقدمت مصادر مطلعة وشبه رسمية إحصائية بالأضرار التي تسببها الحريق مؤكدين أن غابات الموصل فقدت أكثر من 80 دونماً.

وغابات الموصل تم إنشاؤها في بادئ الأمر بمساحة 10 دونمات عند الساحل الأيسر لمدينة الموصل والتي سميت في حينها (غابة الحدباء النموذجية) عام 1954 تم امتداد التشجير ليصل الضفة الشرقية لنهر دجلة في الجهة الشمالية للمدينة.

وتوسعت على مراحل إلى أن وصلت إلى مساحة (900) دونم، وقد تمت زراعة أنواع مختلفة من الأشجار مثلا لليوكاليبتوس والإسبندر والنجار والدردار والصنوبر وغيرها من الأنواع والأصناف التي تلائم الظروف البيئية للمدينة.

ويسجل العراق منذ سنوات حوادث حرائق متصاعدة تطال غالباً المؤسسات الحكومية ومباني القاع المختلط والخاص فضلاً عن مراكز تجارية ودور مواطنين.

وكانت مديرية الدفاع المدني كشفت عن تسجيل أكثر من 6 آلاف حادثة حريق خلال النصف الأول من العام الحالي.