تظاهرة فنية في تونس حول الحرية في العالم العربي

  • نظمت مجموعة مناظرة التونسية حفلا شبابيا لمختف الفنون حول مفهوم الحرية
  • التظاهرة الفنية كانت فرصة للتعبير عن تطلعات الشباب العربي نحو الحرية

بالأغاني والرقص والشعر وقليل من الفكاهة، عبّر شباب عرب بصورة فنية عن رؤيتهم للحرية التي تفتقد إليها بلدانهم في أحيان كثيرة، خلال عرض أقيم أخيراً على مسرح في الهواء الطلق على شاطئ البحر في مدينة الحمامات في تونس.

ويكرّم العرض الذي نُقل مباشرة نهاية الأسبوع الفائت عبر اثني عشر قناة تلفزيونية عربية، الفائزين في مسابقة عبر الإنترنت كان المشاركون فيها مدعوين لإكمال جملة تبدأ بـ”سأكون حراً فقط عندما…” بأسلوب فني.

 

تونس.. الشباب العربي يعبّر بالفنون عن تصوره للحرية

يقف المشاركون لالتقاط صورة مع إطار مقطوع يصور منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي

وتولت تنظيم الحدث الذي حمل اسم  DDX مجموعة “مناظرة” الإنتاجية التي أنشئت في تونس، أعقاب ثورات الربيع العربي سنة 2011 التي أثارت آمالا كبيرة بالديموقراطية في منطقة يشكل الجيل الشاب الأكثرية الساحقة من سكانها.

وللمفارقة، أقيمت الأمسية الرابعة من نوعها هذه في تونس، مهد الربيع العربي، فيما تعيش الديموقراطية الفتيّة في البلاد تأرجحا منذ استحواذ الرئيس قيس سعيّد على كامل الصلاحيات الدستورية في البلاد في تموز/يوليو 2021.

وقال مؤسس مجموعة “مناظرة” الجزائري الألماني بلعباس بن كريدة البالغ 43 عاما، لوكالة فرانس برس إن هذا الحدث يرمي إلى “فتح المجال أمام حوارات ضرورية بشأن الحقوق والحريات والتغيير في المجتمعات العربية”.

وأبدى أسفه لأن “الآمال الكبيرة” التي أثارها الربيع العربي اصطدمت باستيلاء أنظمة قمعية على السلطة أو بنزاعات مدنية، و”ترك التفاؤل مكانه للتشاؤم، بما في ذلك لدى الشباب”.

ولفت بن كريدة إلى أن أفراد “الجيل زي” (المراهقون والشباب في أولى سنوات البلوغ) في العالم العربي “بلغوا نضوجهم السياسي في إطار من اليأس والانقسام الاجتماعي”.

تونس.. الشباب العربي يعبّر بالفنون عن تصوره للحرية

راقص يتدرب على ركح عرض المواهب في مدينة الحمامات

وقال محمد رضوان كردي، 22 عاما، وهو لاجئ سوري في تونس يقيم عروضا هزلية “ستاند آب كوميدي” وكان من بين الفائزين العشرين المشاركين في الحفل، إن “حرية الشباب مقيدة ليس في الدول العربية وحدها، بل في جميع دول العالم”.

ولدى جلوسه على جانب المسرح المضاء خلال استراحة، يوضح الكردي الذي يتابعه على حسابه عبر تيك توك أكثر من 2,3 مليون مشترك، أنه يتطرق في عروضه إلى “القيود التي نقيد أنفسنا فيها” أي “الخوف من الفشل، والخوف من النجاح، وهي قيود تحد من حرياتنا”.

ويشارك الكردي في هذا العرض مع اللبنانية دانة علي مكي (22 عاما)، في مشهدية كوميدية عن العلاقة بين امرأة وزوجها المتسلط.

تونس.. الشباب العربي يعبّر بالفنون عن تصوره للحرية

الموسيقار الفلسطيني أحمد الجريناوي يغني بالعود خلال العرض الخاص

وعرضت مكي المتحدرة من مدينة النبطية في جنوب لبنان، نظرتها إلى الحرية قائلة “أكون حرة عندما أقول ما أريد بصوت عال من دون خوف من أحد. أكون حرة عندما أتحرر من كل القيود اللتي يفرضها علينا المجتمع، كنساء بشكل خاص”.

ورغم الصعوبات الحالية، اعتبرت الممثلة أن شباب العالم العربي يتمتعون بمقدار أكبر من الحرية مقارنة مع أهلهم.

وقالت “بات هناك تمرد على الأعراف والتقاليد والدين والمجتمع في تونس ومختلف الدول العربية”.

واعتبر بن كريدة أن هذا العرض الفني يقدم نموذجا بديلا للتواصل “في منطقة تأخذ  فيها النقاشات السياسية، حتى بشأن الحقوق الأساسية، منحى الاستقطاب، خصوصا على الشبكات الاجتماعية”.

كما شكّل العرض منصة لإظهار مواهب صاعدة، بينهم الفلسطيني أحمد القريناوي الآتي من قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل.

وتعلم هذا الشاعر الشاب البالغ 25 عاما، بمفرده عزف العود الذي صنع نموذجا خاصا منه يتألف من سبعة أوتار بمساعدة صديق لها نجار.

وقال القريناوي في مطلع أغنيته “سأكون حرا فقط عندما يكون لي وطن عادي لا يراقبني الموت فيه”.

وأضاف “في غزة الحرية معدومة من جميع النواحي”، مشيرا إلى أن “الحرية ليست في الأكل والشرب والمال. أحضروا عصفورا وضعوه في قفص، سيظل أسيراً حتى لو قدّمتم له الطعام”.

أما الممثلة اللبنانية دانة مكي فقد رأت في العرض فرصة لتقديم رسالة مغايرة.

وقالت مكي “لا يمكنكم البقاء جالسين مكتوفي الأيدي في المنزل، ولا التزام الصمت. تعلموا أن تقولوا لا ضد الظلم وضد القمع”، مشيرة بيدها إلى وشم على ساعدها كُتب عليه “قاومي”.