احتجاجات تطالب بالمحاسبة مع ارتفاع حصيلة انهيار مبنى في إيران الى 26

نزل مئات من سكان محافظة خوزستان في جنوب غرب إيران الى الشوارع ليل الخميس مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن انهيار مبنى في مدينة آبادان، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية الجمعة، في كارثة أودت بحياة 26 شخصا على الأقل.

وانهار الاثنين جزء كبير من مبنى “متروبول” المكوّن من عشر طبقات في آبادان بمحافظة خوزستان الحدودية مع العراق، متسبّبا بإحدى أسوأ الكوارث الناتجة عن حوادث مماثلة في إيران منذ أعوام. ويقع المبنى غير المنجز بالكامل، في أحد أبرز شوارع المدينة التي يبلغ عدد سكانها 230 ألف نسمة.

أظهرت صور وأشرطة مصوّرة نشرتها وكالة “فارس” على موقعها الالكتروني الجمعة مئات الأشخاص في شوارع آبادان ليل الخميس لإحياء مراسم الحداد على الضحايا والمفقودين من خلال قرع طبول تقليدية وصنوج نحاسية.

وأفادت الوكالة أن بعض المشاركين في التجمع، هتفوا بشعارات من قبيل “يسقط المسؤول غير الكفؤ”، ووجّهوا التحية الى “شهداء متروبول”.

الى ذلك، نقلت وكالة تسنيم أن متجرا يعود الى عائلة مالك المبنى المنهار “أضرمت فيه النيران وتم تحطيمه من قبل أفراد مجهولين ليل الخميس”.

وفي الأمسية نفسها، شهدت شوارع مدينة خرمشهر في خوزستان، تحركات أعرب خلالها السكان عن تعاطفهم مع عائلات الضحايا والمفقودين، وطالبوا بمحاكمة “حاسمة وجدّيّة” للمسؤولين.

ذكر التلفزيون الرسمي أن شوارع آبادان شهدت تحركات أيضا ليل الأربعاء على خلفية انهيار المبنى.

وبعد مرور أكثر من أربعة أيام على سقوط المبنى الضخم، لا تزال فرق الانقاذ تنتشل جثثًا من بين الأنقاض.

وأظهر شريط مصوّر بثته وكالة “تسنيم” الجمعة رجال انقاذ يعبرون فوق الركام وهم ينقلون حمّالة طبية وضعت عليها ضحية مغلّفة بالكيس الأسود المخصص للجثث. ولاقى عشرات كانوا ينتظرون في الشارع، خروج رجال الانقاذ بهتافات “لا اله الا الله”.

ومساء الجمعة، أفاد التلفزيون الرسمي أن حصيلة القتلى ارتفعت من 24 الى 26 بعد العثور على جثتين إضافيتين خلال اليوم، وذلك نقلا عن المشرف على عمليات إزالة الركام.

وسبق لمسؤولين أن أكدوا إصابة 37 شخصا، خرجت غالبيتهم من المستشفى بعد العلاج. ولم تحدد السلطات العدد الدقيق للمفقودين الذين يخشى أنهم لا يزالون تحت الأنقاض.

غضب شعبي في الأحواز

إلى ذلك تجدد الغضب الشعبي ضد النظام الإيراني في إقليم الأحواز ذي الغالبية العربية، خلال اليومين الماضيين، بمظاهرات حاشدة تمثلت بقطعٍ للطرقات، وذلك للتنديد بسياسة الاضطهاد التي تنتهجها الميليشيات الحاكمة والتهميش المتعمد الذي تمارسه سلطات النظام الإيراني.

وخرجت حشود كبيرة من المتظاهرين الأحوازيين بمظاهرات متفرقة، ضد عنجهية الاحتلال الإيراني وبطش ميليشياته تجاه المتظاهرين.

وعبر المتظاهرون عن غضبهم ضد ميليشيات نظام الملالي التي تضيّق على الإقليم منذ سنوات بأساليب التهجير والتفقير والتمييز الطائفي.

 

وكانت مدن إقليم الأحواز شهدت انتفاضة كبرى في معظم مناطقه ومدنه الرئيسية منتصف تموز الماضي، وذلك احتجاجاً على نقص مياه الشرب وعمليّات التهجير المُمنهجة التي تُمارسها سُلطات النظام الإيراني، ولا سيما سياسة تهجير العرب من الأحواز من خلال تجفيف الأنهار والإفقار المُمنهج للشعب العربي هناك.