الأمير حمزة بن الحسين قيد الإقامة الجبرية.. ما هي قصته بالضبط؟

  • الأمير حمزة بن الحسين، قاد محاولة انقلاب فاشلة ضد الملك الأردني عبدالله الثاني، في أبريل 2021
  • بعد ذلك أصدر الديوان الملكي الهاشمي الأردني بياناً أعلن فيه اعتذار الأمير حمزة بن الحسين
  • اليوم أصدر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمراً بتقييد اتصالات الأمير حمزة وإقامته وتحركاته

 

أصدر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمراً بالموافقة على توصية المجلس المشكّل بموجب قانون الأسرة المالكة، بتقييد اتصالات الأمير حمزة وإقامته وتحركاته، والتي رفعها المجلس لجلالة الملك عبدالله الثاني منذ الثالث والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي.

ولكن ما الذي دفع الملك عبدالله الثاني للقيام بهذا الفعل؟ وما هي قصة الأمير حمزة بالضبط؟

كشفت صحيفة واشنطن بوست أن الأمير حمزة بن الحسين، قاد محاولة انقلاب فاشلة ضد الملك الأردني عبدالله الثاني، في أبريل 2021.

وشغل الأمير حمزة منصب ولي عهد الأردن لمدة أربع سنوات قبل أن يتم نقل اللقب إلى الابن الأكبر للعاهل الحالي، حسين.

وأكد رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، عدم صحة ما نشر من ادعاءات حول اعتقال سمو الأمير حمزة، لكنه بيّن أنه طٌلب منه التوقف عن تحركات ونشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره في إطار تحقيقات شاملة مشتركة قامت بها الأجهزة الأمنية، واعتقل نتيجة لها الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرون.

وقال اللواء الحنيطي إن التحقيقات مستمرة وسيتم الكشف عن نتائجها بكل شفافية ووضوح. وأكد أن كل الإجراءات التي اتخذت تمت في إطار القانون وبعد تحقيقات حثيثة استدعتها، مثلما أكد أن لا أحد فوق القانون وأن أمن الأردن واستقراره يتقدم على أي اعتبار.

ثم أكدت الحكومة الأدرنية أن الأجهزة الأمنية تابعت نشاطات الأمير حمزة والشريف حسن بن زيد ورصدت اتصالات خارجية تزعز استقرار البلاد.

وقال نائب رئيس الوزراء الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحافي ” إن الأجهزة الأمنية من القوات المسلحة والمخابرات الأردنية ومديرية الأمن العام تابعت على مدى فترة طويلة نشاطات وتحركات للأمير حمزة بن الحسين، والشريف حسن بن زيد، وباسم إبراهيم عوض الله وأشخاص آخرين تستهدف أمن الوطن واستقراره.

وتابع: “رصدت التحقيقات تدخلات واتصالات شملت اتصالات مع جهات خارجية حول التوقيت الأنسب للبدء بخطوات لزعزعة أمن أردننا الشامخ”.” مشيرا إلى ان الأشخاص الذين تم اعتقالهم أمس بحدود 14 أو 16 شخصا.

وأضاف الصفدي انه في ضوء ذلك رفعت الأجهزة الأمنية توصية إلى الملك عبدالله الثاني بإحالة هذه النشاطات والقائمين عليها إلى محكمة أمن الدولة لإجراء المقتضى القانوني بعد أن بينت التحقيقات الأولية أن هذه النشاطات والتحركات وصلت مرحلة تمس بشكل مباشر بأمن الوطن واستقراره .

في ضوء قرار الملك عبدالله الثاني في التعامل مع موضوع الأمير حمزة ضمن إطار الأسرة الهاشمية، أوكل الملك الأردني هذا المسار لعمه، الأمير الحسن، الذي تواصل بدوره مع الأمير حمزة، وأكد الأمير حمزة بأنه يلتزم بنهج الأسرة الهاشمية، والمسار الذي أوكله الملك عبدالله الثاني إلى الأمير الحسن.

وذكر الديوان الملكي الأردني أن الأمير حمزة بن الحسين أكد التزامه بنهج الأسرة والمسار الذي أوكله الملك لعمه

وبعد أن قرر الملك عبدالله الثاني التعامل مع موضوع الأمير حمزة بن الحسين في ضوء تطورات اليومين الماضيين ضمن إطار الأسرة الملكية، وأوكل الملك هذا المسار إلى الأمير الحسن بن طلال، تواصل الأمير الحسن مع الأمير حمزة، الذي أكد بأنه يلتزم بنهج الأسرة الهاشمية، والمسار الذي أوكله الملك إلى الأمير الحسن.

واجتمع الأمير الحسن والأمراء هاشم بن الحسين، وطلال بن محمد، وغازي بن محمد، وراشد بن الحسن، اليوم الاثنين، مع الأمير حمزة في منزل الأمير الحسن، حيث وقع الأمير حمزة رسالة تاليا نصها:

“بسم الله الرحمن الرحيم”

كرس الهاشميون عبر تاريخهم المجيد نهج حكم أساسه العدل والرحمة والتراحم، وهدفه خدمة الأمة ورسالتها وثوابتها. فلم يكن الهاشميون يوما إلا أصحاب رسالة، وبناة نهضة، نذروا أنفسهم لخدمة الوطن وشعبه.

ويحمل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اليوم الأمانة، ماضيا على نهج الآباء والأجداد، معززا بنيان وطن عزيز محكوم بدستوره وقوانينه، محصن بوعي شعبه وتماسكه، ومنيع بمؤسساته الوطنية الراسخة، وهو ما مكن الأردن من مواجهة كل الأخطار والتحديات والانتصار عليها بعون الله ورعايته.

ولا بد أن تبقى مصالح الوطن فوق كل اعتبار، وأن نقف جميعا خلف جلالة الملك، في جهوده لحماية الأردن ومصالحه الوطنية، وتحقيق الأفضل للشعب الأردني، التزاما بإرث الهاشميين نذر أنفسهم لخدمة الأمة، والالتفاف حول عميد الأسرة، وقائد الوطن حفظه الله.

وفي ضوء تطورات اليومين الماضيين، فإنني أضع نفسي بين يدي جلالة الملك، مؤكدا أنني سأبقى على عهد الآباء والأجداد، وفيا لإرثهم، سائرا على دربهم، مخلصا لمسيرتهم ورسالتهم ولجلالة الملك، وملتزما بدستور المملكة الأردنية الهاشمية العزيزة. وسأكون دوما لجلالة الملك وولي عهده عونا وسندا.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً( [النساء : 59]“.

وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني: “لا شيء يقترب مما شعرت به من صدمة وألم كأخ وكولي أمر العائلة الهاشمية”، مؤكدا أن مسؤوليته الأولى هي خدمة الأردن وحماية أهله ودستوره وقوانينه.

وأكد، أن “الأمير حمزة بن الحسين اليوم مع عائلته في قصره وتحت رعايتي”، بعد خمسة أيام على أزمة غير مسبوقة أُعلن خلالها عن مخطط يستهدف الملكية الأردنية، أبرز المشاركين فيه ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين.

وأوضح الملك في رسالة موجهة للأردنيين تليت باسمه عبر التلفزيون الرسمي، “لقد التزم الأمير حمزة أمام الأسرة أن يسير على نهج الآباء والأجداد، وأن يكون مخلصا لرسالتهم، وأن يضع مصلحة الأردن ودستوره وقوانينه فوق أي اعتبارات أخرى”، وفي ذات السياق، أشار إلى أن أطراف الفتنة كانت من داخل بيته وخارجه، مؤكداً أن الفتنة وئدت.

بعد ذلك أصدر الديوان الملكي الهاشمي الأردني بياناً أعلن فيه تلقي الملك عبدالله الثاني رسالة من الأمير حمزة بن الحسين أعلن فيها اعتذاره وإقراره بالخطأ بشأن ما عرف بـ”قضية الفتنة”.

وقال الأمير حمزة، في الرسالة التي نشرت نصها الوكالة: «أتحمل مسؤوليتي الوطنية إزاء ما بدر مني من إساءات خلال السنوات الماضية وما تبعها من أحداث في قضية الفتنة».

وقال الديوان الملكي الأردني: إن اعتذار الأمير حمزة خطوة في الاتجاه الصحيح للعودة إلى دور الأمراء في خدمة الوطن

وجاء في بيان الديوان الملكي الهاشمي أن الأمير حمزة رفع رسالته إلى الملك بعد لقاء جمعهما مساء يوم الأحد الماضي بناء على طلبه.

ثم أعلن الأمير حمزة بن الحسين التخلي عن لقبه.

وجاء ذلك عبر تغريدة شاركها عبر موقع تويتر، مؤكداً أنه “نال الشرف في خدمة بلده” وفق ما جاء في الصورة.

واليوم أصدر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمراً بالموافقة على توصية المجلس المشكّل بموجب قانون الأسرة المالكة، بتقييد اتصالات الأمير حمزة بن الحسين وإقامته وتحركاته، والتي رفعها المجلس لجلالة الملك عبدالله الثاني منذ الثالث والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وذكر العاهل الأردني في رسالة مطولة تفاصيل قضية الامير حمزة والتي وصفها “الفتنة”.