مملكة الحضر تستعيد ألقها بعد زوال إرهاب داعش 

افتتح مسؤولون عراقيون صباح اليوم الخميس اثار مملكة الحضر الاثرية بعد انتهاء المرحلة الاولى من إعادة صيانة وتأهيل المملكة الواقعة على بعد 110 كيلومتر جنوب غرب مدينة الموصل شمالي العراق.

‏وتحتوي مملكة الحضر الأثرية التي بنيت في القرن الثاني قبل الميلاد على سبع معابد رئيسية ‏محاطة جميعها بسور للحفاظ عليها كونها من أهم المعابد الموجودة في مدينة الحضر بالإضافة لهذه المعابد فإن مدينة الحضر تحتوي كذلك على 14 معبداً صغير خارج أسوار المملكة.

وكان تنظيم داعش الإرهابي وبعد سيطرته على مناطق واسعة في العراق قد بث مقطع فيديو في عام 2015 يظهر فيه تدميره لتماثيل عديدة لمعابد ممكلة الحضر بحجة انها اوثان.

و‏بعد تحرير مدينة الموصل من التنظيم الإرهابي ، بدأت مفتشية أثار محافظة نينوي بالتعاون مع منظمة Isemo الإيطالية وبتمويل من منظمة Aliph بأعمال صيانة وترميم المملكة في نيسان / ابريل من العام الماضي وكانت المرحلة الأولى قد شملت ترميم وصيانة بعض القطع الأثرية الصغيرة.

المملكة لم تتعرض لدمار كبير

وتحدث مفتش اثار وتراث محافظة نينوى الاستاذ خير الدين احمد ناصر لقناة الان وقال “هذه الاعمال شملت الصيانة العاجلة لبعض الجدران وتأهيل موقع الادارة والبعثات العاملة في الموقع بالاضافة لصيانة وترميم العديد من القطع الاثرية وخصوصاً التماثيل والوجوه التي تعلو اقواس مقدمة المعابد الحضرية”

يضيف خير الدين قائلاً “الموقع مفتوح للسياح الاجانب ولدينا سواح اجانب يزورون هذا الموقع بشكل شبه يومي”

“هذا الموقع يعتبر من المواقع الاثرية والحضارية المهمة في تاريخ العراق القديم وتعتبر المملكة حلقة وصل وامتداد للحضارة العراقية كونها قد انشئت سنة 200 قبل الميلاد بعد سقوط مدينة بابل الاثرية 539 قبل الميلاد”

حول الدمار الذي لحق بالموقع يقول خير الدين “هذا الموقع نسبة الدمار به لاتتجاوز 15 بالمئة نتيجة حرص القوات الامنية اثناء عمليات التحرير ومباغتة العدو وتحريره بسرعة والحفاظ عليه”

وتحدث وليد الدباغ البالغ من العمر 51 عاماً وهو احد سكان مدينة الموصل الذي يزور اثار ممكلة الحضر لأول مرة قائلاً “فرحتي كبيرة جداً وانا اشاهد هذا الصرح العظيم ، متفاجئ جداً بهذا الجمال الموجود من خلال هذه الاثار القديمة علماً انني من ابناء محافظة نينوى وهذه المرة الاولى التي ازور بها هذه المملكة”

ويضيف الدباغ “الفرحة الاكبر ان هذا المكان لم يتعرض لدمار كامل ، بقي محافظاً على جماله وقدمه وتراثه”

“اتوقع بالمستقبل القريب ان شاء الله ان تصبح المملكة مصدر جذب للسياحة العالمية”

ودعى الشاب عثمان أنيس احد زوار مملكة الحضر اليوم خلال حفل انتهاء المرحلة الاولى من إعادة تأهيلها وصيانتها دعى الحكومة العراقية للإهتمام بهذا الموقع كما تهتم الحكومتين الاردنية والسورية بمدن البتراء وتدمر لما لهم من اهمية تراثية كبيرة في المنطقة العربية.

مملكة الحضر ضمت لقائمة اليونيسكو عام 1985

هذه المملكة التي كانت قد استخدمت كموقع عسكري ومكان تدريب لإرهابي تنظيم داعش نجت وباعجوبة من الحرب الاخيرة فلم تتضرر كثيراً كباقي المواقع الاثرية في محافظة نينوى فقد اقتصر الدمار على المنحوتات التي كانت تزين واجهات المعابد في المملكة

‏مملكة الحضر الأثرية التي أنشئت في القرن الثاني قبل الميلاد كانت تعتبر مكاناً استراتيجياً مهماً نتيجة لوقوعها على طريق التجارة الرابط بين الإمبراطوريتين الفارسية والرومية ، هاتين الإمبراطوريتين حاولتا السيطرة على المملكة مرات عديدة بسبب بموقعها الاستراتيجي.

وتعتبر المملكة واحدة من اقدم الممالك المأهولة بالسكان في المنطقة العربية والعراق تحديداً وقد ضمت للائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو في عام 1985 م.