لانعدام أحواله المادية.. رجل لبناني فقير يتخلى عن ابنته

  • قال الرجل لعنصر الأمن: “خود طعميا، ما بدنا ياها.. خذوها إلى الميتم”
  • يعاني لبنان أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار

 

تخلى رجل لبناني عن طفلته وأعطاها لعنصر في قوى الأمن الداخلي في مدينة صيدا جنوبي البلاد، بسبب الفقر وعدم قدرته على توفير الطعام لها، قبل أن يتراجع باكياً.

وأظهر مقطع انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، مواطناً لبنانياً وهو يحمل طفلته الرضيعة ويتوجه بها إلى أحد عناصر قوى الأمن الداخلي اللبناني محاولاً إعطاءه الصغيرة.

وقال الرجل لعنصر الأمن: “خود طعميا، ما بدنا ياها.. خذوها إلى الميتم ما هي مش عم تاكل ومحفضها بالنايلون”.

وبقي المواطن يصرخ بسبب عدم تمكنه من توفير حفاضات لها وتوفير الطعام لها، ودخل في نوبة من البكاء والصراخ وهو يسأل: “شو بدها تاكل”.

وبحسب القصة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الحادثة وقعت في مدينة صيدا بعدما أزال عنصر من قوى الأمن بسطات لبيع السمك كانت موضوعة على الرصيف، بدعوى أن أصحابها مخالفون للنظام.

وكانت واحدة من تلك البسطات تعود للرجل الذي ظهر في الفيديو وهو يقدم طفلته لعنصر من قوى الأمن ليعيلها، بعد أن حُرم من بسطة السمك التي تعد وسيلة العيش الوحيدة لديه.

ومنذ عامين، يعاني لبنان أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلاً عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار القدرة الشرائية لمواطنيه.

ومطلع حزيران الماضي، وصف البنك الدولي الأزمة في لبنان بأنها “الأكثر حدة وقساوة في العالم”، وصنفها ضمن أصعب ثلاث أزمات سجلت في التاريخ منذ أواسط القرن التاسع عشر.

وفي 24 كانون الثاني الماضي، اتهم البنك الدولي “قيادات النخبة” في لبنان بالتسبب بكساد الاقتصاد في البلاد، مشيراً إلى دورها في تعريض السلم والاستقرار الاجتماعي للخطر.

وقال البنك الدولي في تقريره له، إن إيرادات الحكومة اللبنانية انخفضت إلى النصف تقريباً في 2021، مقدّراً إجمالي الناتج المحلي الحقيقي هبط 10.5%.