عائلات لبنانية تفجع بمقتل أبنائها في العراق

  • داعش يستغل الأزمة.. استقطاب شباب لبنان إلى العراق
  • أمهات لبنانيات يواجهن مصير أولادهن الغامض في العراق
  • التنظيم الإرهابي يستغل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها شباب لبنان

قبل أسبوعين من الموعد المفترض للزواج، أخبر بكر سيف والدته أنه سيخرج لرؤية خطيبته وسيعود لتناول طعام الغداء.

عندما لم يحضر ليلاً ، اتصلت والدته بخطيبته التي اخبرتها إنه لم يزرها.
في ذلك اليوم، 8 ديسمبر، كانت آخر مرة رأته فيها والدة سيف، الأسبوع الماضي ، كان من بين تسعة أشخاص قتلوا في غارة جوية للجيش العراقي استهدفت مسلحين مشتبه بهم في شرق العراق. أربعة منهم على الأقل لبنانيون، جميعهم من قرية صغيرة وفقيرة في وادي نحلة بالقرب من مدينة طرابلس الشمالية.

قالت والدة سيف: “عندما تحدث معي بالهاتف كان ذلك قبل مقتله بخمسة أيام. ظننت في البداية أنها (المكالمة) من السجن وربما أنهوا تحقيقهم، سألته: أين أنت؟ ” لم يخبرني بمكانه. قال: لي أنا مظلوم “

لبنان.. الانهيار الاقتصادي قد يدفع الشباب نحو التطرف

والدة بكر سيف

وكان سيف قد أمضى سبع سنوات في السجن للاشتباه في قيامه بارتكاب “أعمال إرهابية” وأطلق سراحه في يونيو حزيران دون تقديمه للمحاكمة على الإطلاق.

تمسكت الأسرة ببراءته وفتحت له بقالة ليعمل فيه، حيث لن يوظفه أحد بعد الإفراج عنه.

كانت عائلة بكر سف تعتقد أنه موقوف لدى الأجهزة الأمنية، لكن قبل خمسة أو ستة أيام من مقتله اتصل بهم حيث قال: “أنا في العراق، الله يظلم الذي ظلمني”.

مؤخرا، كثر الحديث في لبنان عن اختفاء شبان من مدينة طرابلس (شمال) ليتبين لاحقاً أنهم التحقوا بتنظيم داعش في العراق.

من جانبه قال رئيس بلدية وادي النحله  فاضل سيف: “نريد أن نعرف من وراء حالات إختفاء الشباب . ما هو السبب الذي يجعل كل هؤلاء الشباب يغادرون؟ هناك شيء خطأ هناك شخص ما يلعب بعقولهم. من وكيف؟”

 

لبنان.. الانهيار الاقتصادي قد يدفع الشباب نحو التطرف

فضل سيف – رئيس بلدية وادي نحلة

اختفى عشرات الشبان من جنوب لبنان في الأشهر الأخيرة، وظهروا لاحقًا في العراق، حيث يُعتقد أنهم انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي.

يبدو أن الهجرة للانضمام إلى داعش في العراق جديدة، قال مركز حقوق السجناء إنه يعتقد أن ما بين 70 إلى 100 شاب اختفوا من منطقة طرابلس في الأشهر القليلة الماضية، على الرغم من أن العدد الدقيق غير معروف.

لقد كانوا من أفقر المناطق في طرابلس وحولها، وقد يكون البعض قد استدرجهم الوعد بالوظائف، ولم يدركوا أنهم سينضمون إلى داعش.

وكان آخرون خائفين من الانقلاب عليهم في حملات القمع.

سلطت الضربات الجوية التي نفذتها خلية الاستهداف المشترك في قيادة العمليات المشتركة، وقيادة القوة الجوية العراقية، يوم السبت الماضي بمنطقة حاوي العظيم في محافظة ديالى، الضوء على عمليات تجنيد لبنانيين في تنظيم داعش، وذلك بعد مقتل عدد منهم في غارات شنتها طائرات “أف-16” التابع لسلاح الجو العراقي.

يبدو أن الوضع الاقتصادي المتردي أدى إلى وقوع بعض الشباب اللبناني في فخ تنظيم داعش الإرهابي قبل أشهر بدأت حالة اختفاء عدد من شبان طرابلس تظهر إلى العلن، أغلبيتهم ما دون العشرين سنة، لتتلقى بعدها عائلاتهم اتصالاً منهم يطلعونهم من خلاله أنهم في العراق، ومن ثم يصل خبر مقتلهم في ضربات جوية تلاحق الإرهابيين.

علامات استفهام كثيرة تشوب رحلة هروب الشبان من لبنان والإنضمام إلى تلك التنظيمات الإرهابية فكيف يمكن لمجموعة كبيرة من الشبان مغادرة لبنان بهذه السهولة من دون أن يكون لدى الأجهزة الأمنية علم.