تونسيات يتربعن ملكات على كراسي الدراجات النارية

  • “نادي الملكات السائقات” في تونس يضم أكثر من 300 امرأة
  • تحمل كل واحدة منهن رخصة قيادة دراجة نارية في تونس
  • عضوات النادي يتحدين الأنماط المجتمعية بمحاولة تغيير مفهوم الناس بشأن قيادة المرأة للدراجات

في يوم مشمس تقود خمس نساء دراجات نارية على طريق الكورنيش في العاصمة التونسية فيما يقلن إنه مشهد نادر في بلدهن.

وتقول خديجة حسيني عضو نادي الملكات السائقات إن هذا النادي المخصص لقائدات الدراجات النارية في تونس يضم أكثر من 300 امرأة تحمل كل واحدة منهن رخصة قيادة دراجة نارية في تونس، لكن قليلات منهن يقدن بالفعل دراجات نارية ويمارسن هذه الرياضة لأن أغلبيتهن يرغبن في أن يفعلن ذلك وسط مجموعات نسائية وليس مع الرجال.

أول بطلة موتوكروس في تونس: عندما أقود دراجتي أشعر بإحساس مختلف.. كل الضغوط تتلاشى

وتأمل أول بطلة موتوكروس في تونس شيماء بن عمو، وهي أيضا بين عضوات نادي الملكات السائقات، في تشجيع المزيد من النساء على الانضمام لممارسة هذه الرياضة، وأن يقدن معا دراجاتهن النارية في أنحاء تونس ويشاركن في سباقات محلية ودولية.

 

وتصف شيماء إحساسها عندما تقود دراجة نارية قائلة “عندما أقوم بسياقة الدراجة أشعر بإحساس مختلف، كل الضغوط تتلاشى، لا أحس أنني موجودة في هذه الدنيا، في الطريق أحس بالحرية الكاملة، وبالنسبة إلى موتوكروس أحس أنني أتغير، أُصبح شيئا آخر”.

تونس

أول بطلة موتوكروس في تونس شيماء بن عمو

وتضيف “في أول جولة من سباق للدراجات، كنت أقوم بالسياقة وألتفت خلفي وأتساءل هل أصبحت الأولى أم أن الدراجين الآخرين قد سبقوني وأنا لا أراهم؟ وتلك كانت أول مشاركة لي في مدينة صفاقس، كنت الأولى في السباق، ومنذ ذلك الوقت عرفت القدرات التي أمتلك في قيادة هذه الدراجات وأنني أستطيع أن أفوز على الرجال”.

وتستهدف عضوات النادي تحدي الأنماط المجتمعية بمحاولة تغيير مفهوم الناس بشأن قيادة المرأة للدراجات النارية.

وفي ما يتعلق بذلك قالت شيماء (28 عاما) “المجتمع دائما يخاف من امرأة تقوم بأعمال أو رياضات كانت في السابق حكرا على الرجال، كأن تقود دراجة نارية أو تقود سيارة، لكن في الحقيقة يمكن للمرأة أن تكون أفضل من الرجال في السياقة وأحسن من الرجل في الكثير من الأشياء، حتى بالنسبة إلى مسابقات الرالي ممكن أن تحقق المرأة مركزا أحسن من الرجل، لأن الرياضات الميكانيكية ليست حكرا على الرجال في الحقيقة”.

وعن نظرة المجتمع لها وعن موقف عائلتها من ممارسة رياضة الدراجات النارية قالت شيماء “قليل من المجتمع من يتقبل سياقة المرأة للدراجات النارية الرياضية رغم أنه في مدينتي هناك نساء يقدن الدراجات النارية العادية في تنقلهن اليومي، أما عن أفراد عائلتي فكلهم مهتمون لشغفي بهذه الرياضة على الرغم من تذكيري بخطورتها”.

وتابعت “هناك الكثير من العائلات تقول لبناتها ألا يركبن معي على الدراجة بل من الأمهات من توصي ابنتها بألا تكلمني لأنني أركب دراجة نارية. هناك خوف عندما يسمعون بدراجة نارية كبيرة فهم لا يرون الأمر كرياضة، بل كشيء فوضوي لا يستقيم مع المجتمع”.

وتضيف أن “هذه الرياضة أصبحت شائعة في المجتمعات الأخرى حتى المحافظة منها، لذلك علينا تقبل الأمر خاصة وأن المرأة برعت في قيادات السيارات والطائرات والقطارات وحتى السفن الضخمة”.

تونس

دراجات نارية على طريق الكورنيش في العاصمة التونسية

وحول فكرة النادي نفسه قالت وفاء خليفة عضو نادي الملكات السائقات “الفكرة أتت من أن الكثيرات من سائقات الدراجات الكبيرة متفرقات، كل امرأة تملك دراجة لكنها وحيدة. أتت خديجة وقامت بتجميعنا، بحثت علينا في وسائل التواصل الاجتماعي، ووجدتنا كل واحدة بعيدة عن الأخرى، أرسلت إلينا رسائل لتقول لماذا نحن هكذا بعيدات عن بعضنا البعض فكانت ردود فعلنا إيجابية.. لقد فرحنا بهذه المبادرة كثيرا فنحن نريد أن نكون مجموعة مخصصة للنساء فقط”.