تنامي ظاهرة استقطاب التلاميذ في التنظيمات الإرهابية وشبكات المخدرات في تونس

 

اعتبر اليوم الخميس، رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل معز شريف، أن خلال العشرية الأخيرة للبلاد التونسية، شهدت إرتفاعا ملحوظا لظاهرة العنف داخل المحيط المدرسي واستقطاب التلاميذ في التنظيمات الارهابية وشبكات المخدرات.

وأضاف، رئيس الجمعية معز شريف، أن محيط المدرسة شهد في العشرية الأخيرة مظاهر غريبة، كاقامة الخيمات الدعوية لاستقطاب التلاميذ في التنظيمات الارهابية فضلا عن الاستقطاب الإلكتروني في فضاءات الانترنات والألعاب الإلكترونية التي تشجع على العنف. و من أسباب ظاهرتي الاستقطاب والعنف في المحيط المدرسي هو تواجد التلاميذ لفترات أمام مقرات مؤسساتهم التربوية بسبب الساعات الجوفاء بين الحصص والتي تجبرهم على البقاء أمام المدارس والمعاهد دون حماية.

وتأتي تصريحات رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل، في وقت نشر فيه المركز التونسي للبحوث والدراسات دراسة أبرز فيها أن التنظيمات الارهابية في تونس، شهدت انخراط قاعدة شبابية هامة بعد الثورة وخاصة خلال سنتي 2014 و2015 يتم استقطابها من المدارس والجامعات.

واشارت الدراسة، الى ان عدد التلاميذ والطلبة المتورطين في قضايا ارهابية قد ارتفع من 154 سنة 2014 الى 241 في سنة 2015.

وأكد شريف أن أسباب تنامي هو بالأساس تخلي الدور الأمني عن مراقبة محيط المؤسسات واقتصارها في بعض الأحيان على الحملات الأمنية.

ونفى أن تكون الاسرة هي العامل الوحيد في تنامي هذه الظواهر، لافتا الى أن حماية الأطفال هي مسؤولية مجتمعية تنطلق من مراقبة فضاءات الانترنت القريبة من المحيط المدرسي وانتهاء بحمايتهم من الاستقطاب و السلوكات المحفوفة بالمخاطر. ودعا الى تحميل المسؤولية لكل المتدخلين في الشأن التربوي وشأن الطفولة عبر اعتماد مقاربة حقوقية تضمن لهم حقوقهم المادية والمعنوية.

ومن جهته، اكد رئيس الجمعية التونسية للاولياء والتلاميذ، رضا الزهروني، على ضرورة تكثيف الحضور الأمني اي الوقاية في مرحلة اولى ومعاقبة الجناة في مرحلة ثانية خاصة مروجي المخدرات او المعتدين بأعمال عنف داعيا الى تفادي الساعات الجوفاء وأحداث قاعات مراجعة حتى يتسنى للتلميذ قضاء وقته الفارغ فيها.

وكان المسح الوطني حول استهلاك المخدرات والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر قد كشف أن تلميذا واحد على 5 تلاميذ تناول الكحول و 1 على 10 تناولوا المخدرات قبل بلوغ سن 13 عشر.

كما أشار المسح، الذي شمل عينة من 6230 تلميذا وتلميذة (60 % إناث)، أن نسبة 28 % من التلاميذ اعتبروا أن النفاذ الى التدخين متاح في حين أقر 12 % من التلاميذ بسهولة اقتناء حبوب المهدئات والمنومات دون وصفة طبية.

ويذكر أن فتحي السلاوتي وزير التربية والتعليم بتونس كشف، مؤخرا أن 85 % من مظاهر العنف بالوسط المدرسي متمركزة في المدارس الاعدادية، وأن نحو 40 % من مظاهر العنف تتعلق بتلاميذ السنة السابعة أساسي.

ولفت الى توجه وزارة التربية الى انجاز دراسة في الفترة المقبلة لتحديد أسباب العنف المستشري في الوسط المدرسي وخاصة في المرحلة الاعداديات.