واشنطن تدين محاولة الانقلاب في السودان

  • الخارجية الأمريكية تندد بـ”أعمال مناهضة للديموقراطية” في السودان
  • واشنطن تحذر من أي “تدخّل خارجي يهدف إلى بثّ التضليل وتقويض إرادة السودانيين”

دانت الولايات المتّحدة المحاولة الانقلابية الفاشلة في السودان، الثلاثاء، مندّدة بـ”أعمال مناهضة للديموقراطية” ومحذّرة من أيّ “تدخّل خارجي يهدف إلى بثّ التضليل وتقويض إرادة السودانيين”.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان إنّ الولايات المتّحدة تؤكّد دعمها لعملية “التحوّل الديموقراطي” الجارية في السودان.

وكانت دول الترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج) أعلنت في وقت سابق، رفضها المحاولة الانقلابية.

وقالت في بيان مشترك “نرفض أي محاولة لعرقلة أو تعطيل جهود الشعب السوداني لإنشاء مستقبل ديموقراطي”، مشيرة الى أن “شركاء السودان الدوليين يقفون بحزم خلف شعب السودان وحكومته الانتقالية”.

الأوضاع تحت السيطرة التامة

وكانت الحكومة السودانية أعلنت إحباط “محاولة انقلابية” جرت فجر الثلاثاء، متهمة “ضباطا من فلول النظام البائد” بتنفيذها، في إشارة إلى نظام الرئيس المخلوع عمر البشير المعتقل منذ أكثر من سنتين بعدما أطاح به الجيش تحت ضغط حركة شعبية احتجاجية عارمة.

وقال رئيس الحكومة السوداني عبد الله حمدوك خلال اجتماع لمجلس الوزراء إن “تحضيرات واسعة” سبقت المحاولة الانقلابية، وتمثلت “في الانفلات الأمني بإغلاق مناطق إنتاج النفط وإغلاق الطرق التي تربط الميناء ببقية البلاد”.

وقال وزير الإعلام والثقافة حمزة بلول المتحدث باسم الحكومة السودانية في كلمة مقتضبة بثها التلفزيون السوداني “تمت السيطرة (…) على محاولة انقلابية فاشلة قامت بها مجموعة من الضباط في القوات المسلحة من فلول النظام البائد”.

وأضاف “نطمئن أن الأوضاع تحت السيطرة التامة، وتم القبض على قادة محاولة الانقلاب من العسكريين والمدنيين ويتم التحقيق معهم”.

وأكدت القوات المسلحة السودانية اعتقال 11 ضابطًا وعدد من الجنود المشاركين في المحاولة.

وأضاف بيان صادر عنها أنه “تمّت استعادة كل المواقع التي سيطر عليها الانقلابيون”، و”ما زال البحث والتحري جاريًا للقبض على بقية المتورطين”.

وأوضح حمدوك أنه كان “انقلابا مدبرا من جهات داخل وخارج القوات المسلحة”، وأنه “امتداد لمحاولات فلول النظام البائد لإجهاض الانتقال المدني الديموقراطي”.

وزار رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان معسكر الشجرة حيث بدأت، وفق بعض التقارير، المحاولة الانقلابية. وتحدث إلى الجنود قائلا “لو نجح ما حدث اليوم، لكانت له نتائج مدمرة على وحدة الجيش ووحدة القوات النظامية ووحدة البلد”.

وأضاف “نحن حريصون على حماية” المرحلة الانتقالية و”نؤيد تسليم البلد الى (سلطة منبثقة من) إرادة شعبية وتأتي بانتخابات حرة نزيهة”.

تنديد أممي لمحاولة الانقلاب الفاشلة في السودان

وبدوره، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش محاولة الانقلاب، محذّرا من كل من شأنه تقويض “العملية الانتقالية السياسية”.

من جهته، حثّ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد “بقوة على التمسّك بالسلطات الشرعية للمرحلة الانتقالية النابعة من إرادة كافة القوى الوطنية مدنية كانت أو عسكرية”.

وعقب الإطاحة بالبشير في نيسان(أبريل) 2019 إثر انتفاضة شعبية استمرت شهورا، وقّع المجلس العسكري الانتقالي الذي تسلم الحكم وقادة الحركة الاحتجاجية المدنيون في آب(اغسطس) من العام نفسه اتفاقًا لتقاسم السلطة نصّ على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقا حتى نهاية 2023 بعدما أبرمت الحكومة السودانية اتفاقات سلام مع عدد من حركات التمرد المسلحة في البلاد.

وتتألف السلطة الحالية من مجلس السيادة برئاسة البرهان، وحكومة برئاسة حمدوك، ومهمتها الإعداد لانتخابات عامة تنتهي بتسليم الحكم الى مدنيين.

وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس في بيان إن المنظمة الأممية ترفض “أي دعوات إلى قيام انقلاب عسكري او تبديل الحكومة الانتقالية بحكم عسكري”.