التطريز اليدوي موروث تمتاز به نابل

انطلقت الدورة التكوينية الثانية في التطريز اليدوي التي ينظمها الاتحاد الوطني للمرأة التونسية بنابل لفائدة مجموعة من النساء والفتيات اللواتي ترغبن في تعلم هذه الحرفة وخلق مورد رزق منها.
تنتظم الدورة التكوينية الثانية بمقر النيابة الجهوية للاتحاد الوطني للمرأة التونسية بنابل منذ انطلاقها في 13 أيلول/ سبتمبر الجاري (2021) بإشراف المكونة هيفاء حوات التي تتقن كأنواع التطريز اليدوي.

 

تستفيد من هذه الدورة 10 نساء سيتدربن طيلة شهر كامل، وتتحصلن عند إتمام مراحل التكوين على شهادات تمكنهن من الدخول في سوق الشغل وإحداث مشاريعهن الخاصة، كما تسهل لهن إجراءات الانتفاع بالقروض.

شهدت هذه الدورة مشاركة نساء من أعمار ومستويات تعليمية مختلفة، فنجد فيها ربة البيت والأستاذة الجامعية وفتيات منقطعات عن الدراسة في سن الرابعة عشرة والسابعة عشرة.
نسوة يتدربن على التطريز اليدوي في نابل بتونس

التطريز اليدوي موروث حضاري تمتاز به جهة نابل

وكانت دورة أولى لمجموعة سابقة مكونة من تسع نساء قد عقدت تزامنًا مع الاحتفال باليوم الوطني للمرأة الموافق في 13 آب/ أغسطس من كل سنة. وقد تحصلت أربعة منهن على شهائد في اختصاص التطريز اليدوي، فيما تواصل البقية منهن المشاركة في دورات تدريبية أخرى.

إقبال للنسوة من مختلف الأعمار

حول هذه الدورات التي ينظمها الاتحاد الوطني للمرأة التونسية بنابل، التقت مراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية ليلى بن سعد برئيسة النيابة الجهوية بالاتحاد فستقة مهير التي عبرت عن سرورها بنسبة الإقبال الكثيفة من قبل الفتيات والسيدات وربات البيوت على دورة التطريز اليدوي، مشيرة إلى تلقيهن طلبات لدورات تكوينية في الرسم والإعلامية.
دورات في التطريز اليدوي للنساء في نابل

رئيسة النيابة الجهوية بالاتحاد الوطني للمرأة التونسية فستقة مهير

وبخصوص الدورة التكوينية في التطريز اليدوي، ذكرت مهير أنها أرادت من خلال هذه المبادرة أن تساهم في المحافظة على الموروث الحضاري الذي تمتاز به جهة نابل شمال شرق تونس، وأن تحافظ على حرفة التطريز اليدوي المهددة بالاندثار بالرغم من الإقبال الجيد عليها في الداخل والخارج.
وأضافت أن الموروث الحضاري للجهة يتميز بأنواع متعددة من التطريز اليدوي للباس التقليدي الخاص بالعرائس، وانواع الطريزة هي: “الطريزة بالخيط” التي تستعمل للمفروشات وأغطية الطاولات، و”طريزة بالكنتيل والعدس والعقيق” لفساتين السهرات وهي بصفة كبيرة في تونس وخارجها.
دورات في التطريز اليدوي للنساء في نابل

إقبال النساء من مختلف الأعمار على تعلم التطريز اليدوي

وبيّنت النائبة الجهوية بالاتحاد الوطني للمرأة التونسية بنابل عن امتهانها لحرفة التطريز اليدوي منذ الصغر، بعد أن تعلمتها على يد والدتها منذ سن الثامنة، نظرًا لعدم وجود وسيلة ترفيه أخرى في ذلك الوقت، فتعلمت صنعة التطريز ومارستها كهواية مفضلة لها، كغيرها من الفتيات والسيدات اللواتي كن يجتمعن في سقيفة الدار العربي لتزيين فساتين الأعراس واللباس التقليدي.
واشتغلت فستقة مهير منذ صغرها على فن الطريزة للباس التقليدي، وبعد الزواج عادت لتتفرغ من جديد لممارسة هوايتها وعملت في هذا المجال سنوات عديدة إلى جانب مشاركتها في عدد من المعارض الدولية، ثم انضمت كعضوة في رابطة الحرفيات، ومن ثم رئيسة للرابطة ثم عضوة ونائبة جهوية للاتحاد الوطني للمرأة التونسية فرع نابل.
دورات في التطريز اليدوي للنساء في نابل

التطريز اليدوي فيه أشكال وغرز مختلفة تتعلق بالتراث الثقافي لنابل

مساهمة في خلق فرص عمل حرفي

بدورها، أكدت هيفاء الحوات، وهي شابة عصامية التكوين تبلغ من العمر 27سنة، وهي المشرفة على الدورات التكوينية في التطريز اليدوي، أنها هي من بادرت باقتراح فكرة تكوين مجموعة من النساء في التطريز اليدوي وقدمتها إلى رئيسة النيابة الجهوية للاتحاد الوطني للمراة التونسية بنابل التي رحبت بالفكرة وشجعتها.
وأشارت الحوات في تصريح لمراسلة “تطبيق خبّر” إلى أنها تحذق كل أنواع التطريز اليدوي، بما في ذلك طريزة التل البرمقلي والحرير، مضيفة أن هناك إقبالًا مكثفًا من قبل النساء على تعلم هذه الحرفة.
دورات في التطريز اليدوي للنساء في نابل

هيفاء الحوات مدربة فن التطريز اليدوي

وتتولى هيفاء الإشراف على سلسلة من الدورات التدريبية بعد الإعلان عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدًا فيسبوك، وتقوم خلال التكوين بتقسيم النساء المنتفعات إلى فرق، تتلقى كل مجموعة متكونة من 7 إلى 10 نساء دورة تكوينية طيلة شهر كامل، تتضمن كل أساسيات حرفة التطريز اليدوي والرشن والتزيين وصباغة (تلوين )القماش والغرزة.
تكون المتدربات بذلك قد تعلمن كل فنون التطريز أولًا بأول، وفي نهاية الدورة تصبح كل منهن حرفية معولة على ذاتها وقادرة على إحداث مشروعها الخاص بمفردها من دون مساعدة أحد.
دورات في التطريز اليدوي للنساء في نابل

دورات في التطريز اليدوي للنساء في نابل

كذلك التقت مراسلة “تطبيق خبّر” ببعض النساء المتدربات، منهن ريم دغفوس التي قالت إنها تشارك في هذه الدورة لأول مرة، معبرة عن سرورها بإتاحة مثل هذه الفرصة التي مكنتها من تعلم حرفة جديدة.
وقدمت ريم شكرها للمدربة والمكونة في فن التطريز اليدوي هيفاء الحوات “التي بذلت مجهودًا كبيرًا وخصصت من وقتها لتعلمهن تقنيات هذه الحرفة التقليدية العريقة”. وتعلمت ريم كيفية صناعة الكرنافة والرشم وغرزة التل البمقلي و”الطريزة على العالي”.
دورات في التطريز اليدوي للنساء في نابل

إلى جانب التطريز اليدوي، طالبت النساء في نابل بدورات تكوينية في الرسم والإعلامية

من جانبها، أشارت إيمان الفهري، وهي ربة بيت أرادت أن تتعلم حرفة لتحدث منها مورد رزق، فوجدت هذه الدورة التكوينية في التطريز وشاركت فيها، وبعد مدة شهر من التدريب أصبحت تحذق بعض أنواع التطريز اليدوي. وذكرت الفهري أنها تنوي خوض تجربة الأعمال الحرة من خلال إحداث مشروعها الخاص بعد إتمام كافة مراحل التدريب.
دورات في التطريز اليدوي للنساء في نابل

إيمان الفهري، ربة منزل أرادت إيجاد مورد رزق لها عبر التطريز اليدوي

بدورها، أوضحت بسمة شهيدة، وهي أصيلة الحمامات إحدى مدن محافظة نابل التونسية، أنها صاحبة شهادة جامعية في اختصاص التصميم وتشارك في هذه الدورة التكوينية لتطوير معرفتها في هذا المجال من الجانب التطبيقي.
دورات في التطريز اليدوي للنساء في نابل

بسمة شهيد لديها شهادة جامعية في التصميم وأرادت توسيع معارفها عبر دورة التطريز اليدوي

تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الوطني للمرأة التونسية هو منظمة وطنية غير حكومية مستقلة، ذات مصلحة وطنية تعمل على الرفع من مستوى المرأة في المجال الثقافي والعلمي والاجتماعي والسياسي، وضمان تمتعها بحقوق مساوية لحقوق الرجل في جميع المجالات.
كما من أهدافه العمل على زيادة توفير فرص متكافئة في الشغل وزيادة تطوير المرأة للوصول إلى أعلى الوظائف، فضلا عن تأطير المجموعات النسائية في مختلف الميادين والعمل من أجل إدماجها في عملية التنمية الشاملة، ودعم الأسرة ورعاية الأمومة والطفولة والعمل على تطوير العقليات لإرساء علاقات تعاون أفضل بين المرأة والرجل.