بطاريات شحن تسعف متوسطي الحال

تقع محطات توليد الكهرباء في سوريا تحت وطأة موجة حرٍ شديدة، أدت لمعاناة السوريين من زيادة في التقنين الكهربائي الذي كانوا يعانون منه أصلًا بسبب شُح الموارد النفطية في البلاد.

لكن الأمور باتت “لا تطاق مؤخرا” حسب رأي الشارع السوري، خصوصًا مع تردي لأوضاع الاقتصادية وتدني دخل الفرد، إذ بالكاد يبلغ معدل الرواتب 20 دولارًا شهريًا.

تختلف طرق السوريين في التصدي لموجات الحر الشديدة التي تمر بها البلاد. بدايةً من بيوت المواطنين السوريين التي قال بعض أصحابها أن “الخروج منها أرحم من البقاء فيها”، فمثلًا “أبو نديم”، وهو أحد القاطنين في منطقة ركن الدين الواقعة في العاصمة السورية دمشق، يصف العودة إلى المنزل بعد يومٍ حارّ ومتعب بالدخول إلى “الفرن”.

وأوضح أبو نديم لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في سوريا محمد صباهي أن، “ساعات التقنين تزداد بشكلٍ مقلق والوعود الحكومية لا تسمن ولا تغني من جوع”. وعند سؤاله عن البدائل التي تستطيع أن تخفف من وطأة أزمة الكهرباء، بيّن أنه، “توجد في المنزل بطارية تشحن عندما تأتي الكهرباء ونستعملها لإضاءة المنزل “بالليدة” وهو نوع من الإنارة لا يحتاج لطاقة كبيرة، وأحيانًا لتشغيل المروحة”.
بطارية شحن في منزل سوري تستخدم كحل في مواجهة لهيب الصيف وسط ساعات التقنين الكهربائي

بطاريات الشحن تسهم في إضاءة “الليدة” لإضاءة المنازل في دمشق وقت التقنين الكهربائي

أما عن الوقت المستغرق حتى تنفد البطارية من الشحن، فقال إنه، “عندما تشحن البطارية لمدة جيدة فإن عملها يدوم بعض الشيء، وبالطبع حسب الاستخدام، لكن كان ذلك الأمر متاحًا أكثر حين كانت الكهرباء تقطع لمدة متساوية، أما الآن فهي شبه معدومة، ولا يمكننا حتى شحن البطارية”.

ألواح الطاقة الشمسية لمن يقدر على تكلفتها

 
في الجانب الآخر، هناك مناطق يُعتبر قاطنوها من الطبقة التي تستطيع توفير بدائل أكثر كلفة. على سبيل المثال منطقة المالكي التي تعتبر من أفضل الأماكن للعيش فيها ضمن مدينة دمشق بسبب الاهتمام المتوفر إليها نتيجة سكن طبقات سياسية فيها، ومسؤولين سوريين.
الحجة أم ضياء، وهي من سكان منطقة المالكي، اعتبرت تقول أن الوضع في المالكي من حيث الكهرباء بات “مثل باقي المناطق”، وأن الأزمة تضع الكل في سوريا بالـ “هوا سوا”، أي أن الكل يعاني من نفس الأزمة.
ألواح الطاقة الشمسية في دمشق حل لمشكلة التقنين لكهربائي

خيار تركيب الطاقة الشمسية لمن هو أكثر قدرة مادية

عندما سألها مراسل “تطبيق خبّر” الميداني عن البدائل التي يتبعونها في البيت وقت ساعات التقنين الكهربائي، تحدثت فيها عن الطاقة الشمسية التي بات يقتنيها المقتدر على سعرها من السوريين في البلاد، ومنزلها أحد هذه المنازل.
تبلغ تكلفة تركيب ألواح الطاقة الشمسية لمنزل صغير ما يزيد على 5 ملايين ليرة سورية، وهو ما يعادل 1500 دولار أميركي. وتوفر هذه التقنية التسخين للمياه والطاقة للإنارة وتشغيل بعض الإلكترونيات كالتلفاز، وذلك حسب عدد الألواح المتوفرة. ويقوم سكان المبنى بوضع الألواح على أسطح البناء لضمان الحصول على الكهرباء من الشمس.
في ظل التقنين الكهربائي.. السوريون يدارون لهيب الصيف بالطاقة المتجددة وبدائل أخرى

الطاقة المتجددة تبدو حلًا للسوريين في الأحياء الميسورة وسط تقنين كهربائي متزايد

 بالنسبة للشريحة التي تقبع تحت خط الفقر من الشعب السوري فيتحتم عليها العيش ضمن المتوفر وانتظار الكهرباء لتشغيل المراوح وأجهزة التكييف، إن وجدت في المنازل.
وفي جولةٍ قام بها مراسل التطبيق في إحدى عشوائيات منطقة جرمانا التابعة لريف دمشق، أخبره رجل يدعى “أبو مؤمن” عن حال الأهالي مع تردي الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة، قائلًا، “كما ترى أغلب الناس خارج منازلهم المختنقة بوهج الحرارة، وأصبح أطفال المنطقة يخرجون للعب بالماء لمواجهة الحرارة الشديدة”.