جهاز "سامسونغ" يكشف أسرار فاغنر في ليبيا

جهاز سامسونغ تركه أحد مقاتلي فاغنر في ليبيا

كشف تحقيق جديد لشبكة بي بي سي النقاب عن حجم العمليات التي تقوم بها مرتزقة الفاغنر الروسية في ليبيا ، فيما كشف لوح إلكتروني من طراز سامسونغ خلّفه وراءه أحد مقاتلي مجموعة فاغنر عن الدور الأساسي الذي تقوم به هذه المجموعة فضلاً عن أسماء حركية للمقاتلين أمكن تعقبها.

كما حصلت الشبكة على “قائمة مشتريات” لمعدات عسكرية متطورة من أحدث طراز يقول شهود خبراء بأنه لا يمكن أن تأتي إلا من إمدادات الجيش الروسي.

وكشف لوح ألكتروني من طراز سامسونغ خلّفه وراءه أحد مقاتلي مجموعة فاغنر عن الدور الأساسي الذي تقوم به هذه المجموعة.

ومما لاشك فيه أنهم يقتلون الأسرى، الأمر الذي اعترف به بكل صراحة أحد المقاتلين السابقين في صورة عبارة قال فيها : “لا أحد بحاجة الى فم زائد يطعمه”.

وتشمل الأمور الأخرى التي كشف الوثائقي النقاب عنها أدلة على ارتكاب جرائم حرب، ولاسيما القتل العمد للمدنيين.

ويصف قروي ليبي للشبكة كيف أنه تظاهر بالموت بينما كان أقاربه يُقتَلون. وساعدت شهادته فريق بي بي سي على التعرف على أحد المشتبه بهم.

ثمة جريمة حرب محتملة أخرى يصفها لنا جندي تابع للحكومة الليبية في طرابلس، وكيف أن رفيقاً له استسلم لجنود فاغنر، لكنهم أطلقوا عليه النار مرتين في بطنه، ولم يشاهد الجندي صديقه هذا منذ ذلك الحين كما لم يشاهد ثلاثة أصدقاء آخرين أُسروا في الوقت نفسه.

ووفر اللوح أيضاً أدلة على تورط المرتزقة في زرع الألغام والفخاخ الخادعة في المناطق المدنية. ومن المعروف أن زرع الألغام دون وضع علامات عليها يعدّ جريمة حرب.

 

 

لوح سامسونغ كاشف الأسرار

وخلّف أحد مقاتلي مرتزقة الفاغنر  وراءه اللوح بعد أن تقهقر مقاتلو فاغنر من مناطق في جنوب طرابلس في ربيع 2020 ، وتضم محتوياته خرائط باللغة الروسية لجبهة القتال مما يؤكد وجود فاغنر الكبير، كما يوفر رؤية معمقة غير مسبوقة للعمليات التي تقوم به المجموعة.

بالاضافة الى صور بطائرات مسيرة وأسماء حركية لمقاتلي فاغنر قالت شبكة بي بي سي أنها تعرفت على هوية واحد منهم على الأقل . واللوح موجود الآن في مكان آمن .

وعثر على قائمة شاملة لمشتريات أسلحة ومعدات عسكرية في وثيقة من عشر صفحات بتاريخ 19 يناير كانون الثاني 2020 وفرها مصدر استخباراتي ليبي وربما أخذت من أحد مواقع تمركز مرتزقة الفاغنر.

وتشير الوثيقة إلى من يمكن أن يكون وراء تمويل ومساندة العملية، وتشير القائمة إلى مواد ضرورية “لإكمال أهداف عسكرية” وتشمل أربع دبابات ومئات من بنادق كلاشنكوف ونظام رادار حديث.

وأخبر محلل عسكري أن بعض التقنيات التي تتوفر عليها الأسلحة المطلوبة لا يمكن أن تتوفر إلا عند الجيش الروسي .

وقال خبير آخر متخصص في مجموعة الفاغنر إن القائمة تشير الى ضلوع ديمتري أوتكين.

وأوتكين هذا هو ضابط مخابرات عسكرية روسي سابق يُعتقد أنه أسس فاغنر وأطلق عليها هذا الاسم (وهي شارة التعريف السابقة له) وقد حاولت بي بي سي الاتصال به لكنها لم تتلق أي رد.

وبحسب الشبكة فان التفصيل لـ” قائمة المشتريات” وفي فحص الوثيقة أخرى، يقول الخبير إن كلمات “ايفروبوليس” و”المدير العام” تشير إلى ضلوع يفغيني بريغوجين وهو المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين.

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت عقوبات على إيفرو بوليس في عام 2018 ووصفتها بأنها شركة روسية تم التعاقد معها “لحماية” حقول النفط السورية “المملوكة أو التي يسيطر عليها” يفغيني بريغوجين.

وربطت التحريات التي قام بها صحفيون غربيون بين يفغيني بريغوجين ومجموعة فاغنر وكان ينكر على الدوام وجود أي علاقة بإيفرو بوليس أو فاغنر.

وعلق بريغوجين بالقول إنه لم يسمع بأي شيء يتعلق بانتهاك حقوق الانسان في ليبيا من جانب الروس، إذ قال “إنني واثق أن هذه محض كذبة”

وأخبرت وزارة الشؤون الخارجية الروسية شبكة “بي بي سي” أنها تبذل قصارى جهدها لتعزيز وقف إطلاق النار وتشجيع التوصل لتسوية سياسية للأزمة في ليبيا، وتضيف قائلة إن التفاصيل المتعلقة بفاغنر في ليبيا تستند إلى بيانات “زائفة” تهدف إلى “تشويه سمعة السياسة التي تنتهجها موسكو” في ليبيا.

 

 

ما هي فاغنر؟ مقاتلوها السابقون يتحدثون

من الناحية الرسمية لا وجود لها، بيد أنه يعتقد أن 10000 فرد قد أبرموا عقداً واحداً على الأقل مع فاغنر منذ خروجها إلى الوجود وهي تحارب إلى جانب الانفصاليين الموالين للروس في شرقي أوكرانيا في عام 2014 .

ويعتقد أن نحو ألف فرد من رجال فاغنر حاربوا في ليبيا في الفترة من 2019 الى 2020.

وطلبت شبكة بي بي سي في روسيا من أحد مقاتلي فاغنر السابقين أن يصف المجموعة، فأجاب قائلاً: “إنها كيان هدفه الترويج لمصالح الدولة خارج حدود بلدنا”.

أما بالنسبة للمقاتلين فقال إنهم إما” محترفو حروب” أو أشخاص يبحثون عن عمل أو أشخاص مدفوعون بأفكار خيالية لخدمة وطنهم.

وأخبر مقاتل سابق آخر  أنه لا توجد مدونات سلوك واضحة وإذا لم يكن لدى أسير الحرب معلومات يقدمها أو لا يستطيع أن يعمل “كعبد” إذن فـ”النتيجة معروفة”.

ويقول اندريه شوبرغين، وهو خبير يعمل مع المجلس الدولي الروس، إن موقف الحكومة الروسية كالتالي “دعهم ينضمون إلى ذلك الشيء وسنترقب النتيجة فإذا ما نجحوا فيمكن استغلال النتيجة لصالحنا أما اذا منيت العملية بالفشل فلا شأن لنا بها إذن”.