صناعات كيماوية توفر العمل وتدمر الصحة والبيئة
مدينة آسفي، التي تقع على الساحل الأطلسي، تعتبر من المدن المغربية الأكثر تضررًا من تلوث الهواء الناتج عن الأنشطة الصناعية، إذ تضم أحد المجمعات الصناعية لتكرير الفوسفات في المغرب، الذي يُعد أول مصدر له في العالم. بموازاة ذلك تعرف مدينة أسفي تجمعًا حضريًا واسعًا يمكن ملاحظته بكل وضوح، كما يمكن معاينة ذلك بصفة غير مباشرة من خلال الأرقام والإحصاءات التي تنشرها المندوبية السامية للتخطيط.
يعزى هذا التجمع السكاني إلى عدة اعتبارات، منها كون المدينة تقع على الساحل الأطلسي، وتمتاز بوجود أنشطة اقتصادية متنوعة ومتجاورة، وحسبنا أن نذكر الصناعات الكيماوية المرتبطة بالفوسفات، التي بقدر ما توفر من مناصب شغل، بقدر ما تؤثر سلبًا على صحة الإنسان والتنوع الإحيائي والإيكولوجي بالمدينة.
ويعاني سكان مدينة آسفي، القاطنون بجوار فوهات مداخن المركب الكيماوي التابع للمكتب الشريف للفوسفات بآسفي، صحيًا جراء انبعاثات ثنائي أكسيد الكبريت والغازات السامة من أمراض في الجهاز التنفسي، فيما تتسبب النفايات الكيماوية التي يتم رميها بالبحر بطرد السمك الذي تعتمد عليه المدينة الساحلية.
ويعتبر سكان جماعة ولاد سلمان المجاورين للمحطة الحرارية بآسفي، الأكثر تضررًا بالنظر إلى قربهم من المحطة، وهو ما أكده الحاج البيضي الذي أفاد مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور أن أغلب ساكنة جنوب اسفي يعانون أمراضًا تنفسية مزمنة بسبب الانبعاثات السامة، وأضحت أدوية الجهاز التنفسي والرشاشات من الأشياء الاعتيادية وفق تعبيره.
وأضاف الحاج البيضي أن “أبناءنا غير قادرون على ممارسة الرياضة أو أي من الأنشطة الحركية الأخرى، كما أن مستواهم الدراسي يظل مضطربًا بسبب المرض”.