باحترافية شديدة.. كلابٌ في العراق تقيم حرباً ضد متفجرات “داعش”

  • مجموعة كلاب في العراق تعمد إلى اكتشاف المتفجرات التي زرعها داعش
  • الكلاب هذه يتم تدريبها من قبل خبراء محليين

نشرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية تقريراً جديداً سلطت الضوء فيه على الجهود المبذولة في منطقة سنجار شمال العراق، لإزالة العبوات الناسفة والألغام التي زرعها مسلحو تنظيم “داعش” قبل انسحابهم.

ويكمن الهدف من هذه الخطوة في تأمين المنطقة من أي خطر، وذلك في سبيل عودة أهالي المنطقة إلى ديارهم.

وحالياً، تعمل كلاب مُدربة على إزالة تلك الألغام والعبوات الناسفة التي لم تنفجر. ففي تلعفر والمناطق القريبة منها، يعمل فريق تلك الحيوانات باحترافية شديدة، وتديره منظمة بريطانية وهي مجموعة (MAG). أما في ما خص المدربين الخاصين بالكلاب، فهم من أبناء سنجار.

واستطاعت هذه الكلاب المدربة شم المتفجرات والتقاط روائح المطاط والمعادن والبطاريات، وهذا الأمر مهم في العراق حيث يتم تصنيع المتفجرات في كثير من الأحيان من الأدوات المنزلية مثل الأواني.

وفي الوقت الحالي، يعمل فريق الكلاب الجديد في منطقة مساحتها 8 كيلومترات مربعة. وبحسب “الغارديان”، يبدأ دوام الكلاب في الساعة الـ5 صباحاً، حتى تتمكن من الانتهاء من المهمة قبل أن تكون الشمس مرتفعة للغاية، ثم تقضي باقي اليوم مع مدربيها للترفيه.

وعلى عكس الأشخاص المدربين على إزالة الألغام من مسارات محددة، تتنقل هذه الكلاب في جميع الجوانب للبحث عن أي متفجرات مزروعة بشكل عشوائي.

وغالباً ما تعثر الكلاب على عبوات ناسفة يطلق عليها “VS500” وهي عبوات زرعها “داعش” وتعتمد على تصميم إيطالي يسمى “VS50” لكن حجمها أكبر بنحو 10 أضعاف النسخة الأصلية وتحمل حوالي 15 كيلوغراماً من المتفجرات.

ومن بين تلك الكلاب واحد يدعو “برانكو” وهو كلب “شيبرد” بلجيكي وعمره 8 سنوات ويتولى تدريبه الأيزيدي، خلف نايف، على الشم بطريقة تجنبه التعرض للأذى، إذ أنه يتوقف إذا ظهرت له رائحة ولا تطأ قدمه اللغم.

وفي تصريح له، يقول نايف: “أنا أؤمن به وبقدراته. أنا أعرف ماذا يمكنه أن يفعل. إنه صديق لي أكثر من كونه كلبا”.

من جهتها، تقول فيان نايف التي تدرّب كلباً آخر يدعى “أكس- لانغ”، إنها تسعى لإزالة الألغام كما باقي أفراد فريقها، حتى تتمكن العائلات من العودة إلى مزارعها.

وتضيف الأيزيدية الشابة، التي فرت مع أسرتها من سنجار بعد اجتياح “داعش” للمنطقة في عام 2014: “العلاقة بيني وبين كلبي ليست علاقة إنسان وحيوان. هو صديقي العزيز. إذا كان بإمكاني اصطحابه معي إلى المنزل في عطلة نهاية الأسبوع سأفعل ذلك”.

بدوره، يقول المشرف على الفريق المتخصص بإزالة الألغام، سلام رشو، وهو ضابط صف سابق في البيشمركة: “هدفنا هو إعادة الناس إلى أرضهم وجعل الناس يزرعون الأرض مرة أخرى”.

وحتى الآن، فإنه من غير المعروف بشكل دقيق عدد الألغام في العراق. ومع هذا، تقول “ذا غارديان” إن هناك نحو 3 كيلومترات مربعة من الأراضي الملغومة التي لم يتم تطهيرها بعد، والتي يعيش على مقربة منها حوالى 8.5 مليون شخص.

وساعدت جهود مجموعة (MAG)، التي تعمل في شمال العراق منذ 3 عقود، في إزالة وتدمير 3540 لغم أرضي ومتفجرات، في الفترة من يونيو/حزيران 2020 إلى يونيو/حزيران 2021.