إيران.. احتجاجات الأحواز تؤثر على موادر النظام من النفط والغاز

  • تصاعدت احتجاجات الأحواز في 15 يوليو ضد النظام الإيراني
  • أفادت الأنباء أن إيران اعترضت شحنات أسلحة غير مشروعة إلى محافظة خوزستان، ما يشير إلى أن المواجهة مع قوات النظام من المرجح أن تتصاعد أكثر
  • من خلال ممارساته قام النظام الإيراني بزيادة مظالم الأقليات

 

شنت الأقلية العربية الأحوازية في إيران في 7 يوليو/تموز احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للنظام تركزت في مقاطعة خوزستان بغرب البلاد. كان النقص الحاد في المياه الذي أصاب الأحواز حافزاً للمظاهرات.

تصاعدت الاحتجاجات في 15 يوليو، مع قيام النشطاء بإغلاق الطرق الرئيسية في المحافظة، واقتحم متظاهرون الأسبوع الماضي مكتب البلدية في مدينة الأهواز.

لكن قوات الأمن الإيرانية ردت بإطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين، إذ أفاد نشطاء محليون بمقتل ثلاثة متظاهرين لم يعترف النظام إلا بواحد فقط.

أفادت الأنباء أن إيران اعترضت شحنات أسلحة غير مشروعة إلى محافظة خوزستان، ما يشير إلى أن المواجهة مع قوات النظام من المرجح أن تتصاعد أكثر.

تواجه إيران نقصاً مزمناً في المياه، هذا النقص حاد بشكل خاص في المحافظات الحدودية الإيرانية، والتي تضم أقليات عرقية.

ومن خلال ممارساته قام النظام الإيراني بزيادة مظالم الأقليات، التي تنظر إلى النقص كجزء من سياسة مقصودة لتفضيل احتياجات الفرس، حيث يزعم سكان الأحواز أن طهران تعمد تحويل المياه من المناطق التي يعيشون فيها، وبناء السدود والصناعة في أهوارهم، لإجبار الأحوازيين على المغادرة.

في حين أن المياه قد تكون حافزاً، فإن الاحتجاجات الحالية لا يمكن إنكارها بانها على أساس عرقي قومي، فالهتافات واللافتات كلها كانت بالعربية بهدف حشد المزيد من الأحوازيين، وكان هناك هتافاً شعبياً في الاحتجاجات هو “نفديك يا أحواز بروحنا ودمائنا”.

يبلغ عدد سكان الأحواز في إيران حوالي 5 ملايين نسمة، يعيشون في موقعين استراتيجيين مهمين هما مقاطعة خوزستان (موطن إنتاج النفط والغاز الطبيعي الرئيسي في إيران والموانئ الرئيسية)، ومنطقة الخليج العربي بين بوشهر وبندر عباس، والتي تشهد حركة بحرية كبيرة.

الأحوازيون هم من أقل الأقليات العرقية في إيران اندماجاً، وفقاً للاستطلاعات فإن 82 في المئة من الأحوازيين يتحدثون العربية في المنزل.

على مدى عقود، سعت طهران عمداً إلى إضعاف الأغلبية العرقية الأحوازية في خوزستان، بسبب الأهمية الاستراتيجية لهذه المحافظة، ويدير النظام برامج لتشجيع الفرس وغيرهم من غير العرب على الانتقال إلى المحافظة من أجل الديموغرافيا.

في تقرير ربيع 2021 ، أشار جاويد رحمن، المقرر الخاص لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن إيران، إلى “تقارير عن عمليات إخلاء قسري في مناطق الأقليات العرقية” أثرت على الأحواز، ويواجه عرب الأحواز تمييزاً وظيفياً في صناعة النفط والغاز في خوزستان، إذ يشغل السكان الفارسيون الوظائف ذات الأجور المرتفعة، في حين أن الأحوازيين هم في الغالب من العمال ذوي الياقات الزرقاء.

في 6 يناير 2021 ، محسن حيدري، ممثل المرشد الأعلى في الأحواز، قال إن العرق العربي يشغل 5 في المائة فقط من وظائف المحافظة على مستوى الإدارة في صناعة النفط.

في السنوات الأخيرة ، اندلعت مواجهات عنيفة بين النظام والأحوازيين، كما شنت الجماعات الأحوازية عدة هجمات عنيفة جريئة على الجيش الإيراني ووحدات الحرس الثوري الإيراني في خوزستان، وقع الهجوم الأخير الأكثر جرأة في 22 سبتمبر/ أيلول 2018، عندما هاجمت مجموعة مسلحة عرضاً عسكرياً في مدينة الأحواز، ما أسفر عن مقتل أكثر من 30 من قوات الأمن الإيرانية.
في أعقاب الهجوم ، أعدم النظام أكثر من 20 أحوازياً واعتقل مئات آخرين في محافظة خوزستان.

أفاد المقرر الخاص لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن إيران أن حملة النظام القمعية على الأحواز بعد موجة أوسع من الاحتجاجات في عامي 2017 و 2018 كانت قاسية بشكل خاص، ما أدى إلى مقتل 84 شخصاً في خوزستان. في شتاء 2019 ، وسط قمع الاحتجاجات التي اندلعت في أنحاء إيران، قتل النظام عشرات الأحوازيين الذين فروا إلى أهوار خوزستان .

جندت طهران ميليشيات عربية أجنبية لسحق الاضطرابات الأحوازية. في ربيع وصيف 2019 ، تسببت الفيضانات في خوزستان في قتل ودمار واسع النطاق.
ولقمع الاحتجاجات اللاحقة ، نشرت طهران مقاتلين أجانب من لبنان والعراق ، بما في ذلك وحدات الحشد الشعبي العراقية (الحشد الشعبي) وحزب الله اللبناني.

وتستهدف طهران أيضاً قادة الأحواز المقيمين خارج إيران، في نوفمبر 2017 ، قُتل الناشط الأحوازي أحمد مولا نيسي، وهو مواطن هولندي من أصل أحوازي بالرصاص على عتبة منزله في لاهاي، على الفور وجهت الحكومة الهولندية رسمياً أصابع الاتهام إلى النظام الإيراني، وفي تشرين الأول / أكتوبر 2020 ، اختطف النظام الناشط العربي الإيراني المقيم في السويد حبيب شعب في اسطنبول ونقله إلى إيران.

في الوقت الحالي من غير المرجح أن تنضم القوى الأخرى المناهضة للنظام إلى احتجاجات الأحواز، في الواقع لا تدعم معظم المعارضة الرئيسية في إيران النشاط السياسي للجماعات الإثنية الإيرانية، والتي يخشون أن تقوض سلامة إيران.

من المرجح أن يظل التأثير، في الوقت الحالي، معزولاً عن قطاع صناعة النفط والغاز، حيث يمكن أن تؤدي الاحتجاجات المستمرة إلى تعطيل الإنتاج.

ومن شبه المؤكد أن حملات القمع التي يقوم بها النظام ستستمر.