الأزمة تتفاقم.. الجيش اللبناني مهدّد بالانهيار

  • الجيش اللبناني يحتاج لـ100 مليون دولار على الفور لتغطية الاحتياجات الأساسية لجنوده
  • المؤسسة العسكرية تحاول تجنب الإنهيار وفي حال حصل ذلك فسيضيع لبنان
  • بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، سيكون الجيش في حالة حرجة
  • رواتب العسكريين خسرت قيمتها بشكل كبير

قال جنرال عسكري لبناني لشبكة “CNBC” أنّ القوات المسلحة اللبنانية تحتاج إلى 100 مليون دولار على الفور لتغطية الاحتياجات الأساسية لجنودها، إذ زادت أزمة المالية في لبنان من تدهور العملة ما جعل قيمة رواتب العسكريين تنهار بشّدة.

وتأتي تصريحات اللواء في الجيش اللبناني يوسف حداد في الوقت الذي تحاولُ فيه المؤسسة العسكرية تجنب الانهيار، وقال: “من دون الروح المعنوية والحافز لجنودنا، سيؤثر ذلك سلباً على مهاماتنا”. وأضاف: “إذا انهار الجيش فسيضيع لبنان”.

ومع هذا، فقد حذر الجنرال حدّاد من أنّه “بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، سيكون الجيش في حالة حرجة”، وفق “cnbc”.

ويدفع الجيش اللبناني ما يُعادل 60 دولاراً شهرياً للمجندين على أساس سعر الصرف 19600 ليرة لبنانية لكل دولار أمريكي. وفعلياً، فإن هذا الراتب لا يكفي الجندي شيئاً لكي يعيش، الأمر الذي يضعه تحت خط الفقر.

ويمرّ لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود بعد أن فشل القادة السياسيون في تشكيل حكومة يمكنها إجراء إصلاحات والحصول على مساعدات ضرورية.

وشهدت الدولة المتوسطية التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة خسارة عملتها لـ90% من قيمتها خلال الأشهر الـ 18 الماضية في السوق غير الرسمية، لتصل إلى مستويات منخفضة جديدة مقابل الدولار الأمريكي هذا الأسبوع في السوق السوداء. أما التضخم، فقد ارتفع بنسبة 400%.

ووفقاً للبنك الدولي، فقد بلغ معدل التضخم 84% في العام 2020، وانخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنحو 40% من 2018 إلى 2020، ومن المقرر أن يتراجع أكثر.

ومنذ العام 2017، تبنى الجيش اللبناني سياسة تقشف رداً على الأزمة، حيث فرض تجميد التوظيف ووقف التقاعد المبكر.

ووسط ذلك، فقد سعى العديد من الجنود مع عائلاتهم إلى وظائف ثانية أو ثالثة. ومثل هذا العمل ينتهك السياسة الرسمية للجيش، لكن القادة يقولون إنهم متعاطفون مع محنة جنودهم.

وقال حداد: “هناك عقد خفي بين القيادة والجنود. نطلب من الجنود العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وربما يضحون بحياتهم/ن خلال العمل من أجل مصلحة البلاد”.

وأضاف: “الشيء الوحيد الذي يمكننا تقديمه للجندي هو راحة البال لأننا هنا لحماية أسرته، ولضمان حصولهم على التغطية الطبية الكافية وأن الأطفال يمكنهم الذهاب إلى المدرسة”.

ومع هذا، فإن هناك أيضاً مخاوف متزايدة من أن الجنود الساخطين قد يتركون الجيش اللبناني وينضمون إلى الجماعات المسلحة الأخرى التي يمكن أن تقدم رواتب أعلى ومزايا مربحة أكثر من المؤسسة العسكرية.

وينظر الكثيرون في المجتمع الدولي إلى الجيش اللبناني الذي يتكون من 80 ألف جندي تقريباً، على أنه الوسيط النزيه الوحيد في البلاد.

وفي ظل كل هذا المشهد، فإن ما برز مؤخراً هو أن العديد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، أكدت تصميمها على مساعدة الجيش ودعمه لأداء مهامه على كافة الأراضي اللبنانية.

يمكن لتقشف الجيش أن يلحق ضرراً شديداً بعمليات مثل أمن الحدود، وهو أمر مهم بالنسبة لدولة تشترك في الحدود مع سوريا في شمالها وشرقها. أما الحدود الجنوبية، فهي مع إسرائيل.