مجلس الأمن يمدّد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا

 

تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع الجمعة قرارا يمدد لستة أشهر آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود ومن دون موافقة دمشق، في خطوة رأت الولايات المتحدة وروسيا أنّها بمثابة انطلاقة جديدة للعلاقات بينهما.

وجاءت مدّة التمديد محط تأويلين متباينين، إذ تقول الولايات المتحدة إنّها لعام واحد، فيما تؤكد روسيا أنّها لستة أشهر قابلة للتجديد في ضوء تقرير مرتقب لأمين عام الأمم المتحدة في نهاية لعام.

ولفت دبلوماسيون إلى عدم وجوب التصويت مجددا على النص بعد ستة أشهر.

وينحصر التفويض بمعبر باب الهوى عند الحدود الشمالية الغربية بين سوريا وتركيا “مع تمديد لمدة إضافية من ستة أشهر، أي إلى العاشر من تموز/يوليو 2022، شريطة نشر تقرير اساسي لأمين عام” المنظمة الدولية.

وأشار السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نبينزيا إلى أنّ الاتفاق الذي يأتي في أعقاب القمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن، “تاريخي”.

وقال “للمرة الأولى، لا تكتفي روسيا والولايات المتحدة بالاتفاق، ولكنهما تقدمتا أيضاً بنص مشترك يؤيده كافة الزملاء في المجلس”.

وأضاف “نتمنى أن يشكل هذا السيناريو نقطة تحول لا تستفيد منها سوريا فحسب، وإنّما أيضاً كافة منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره”.

وكانت روسيا، الحليفة الرئيسة للنظام السوري، سعت طويلاً من أجل إنهاء هذه الآلية لصالح أخرى تقرّ إمرار المساعدات عبر الجبهات انطلاقا من دمشق بغية الاعتراف بسيادتها الكاملة على كافة الأراضي السورية.

 

مخاوف من استغلال النظام للقرار لاستهداف المناطق المدنية

 

ويتخوف أهالي ميدنة النيرب شمال محافظة إدلب الذين عادوا لمدينتهم قبل فترة قصيرة من حملات النظام على المدينة وتدميرها، مشيرين الى ان هذه المساعدات ستكون وبالا عليهم عليهم فيما يتخوفون بان يستخدم النظام هذه المساعدات كذريعة لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرته.

المواطن السوري عمر الدج قال لـ”أخبار الآن” انه سمع بالبداية رفض روسيا لتمديد ادخال المساعدات، مشيرا الى انه تفاجأ بموافقتها، وان الأخيرة قد تكون وافقت مقابل منح النظام ميزات وخصوصا فيما يتعلق بمعبر سراقب.

 

سوريون: روسيا والنظام "قبضوا" ثمن فتح معبر باب الهوى

 

طاهر حاج طاهر وهو مواطن سوري من سكان بلدة النيرب قال لـ”أخبار الآن” ان موافقة روسيا على القرار وعدم استخدام الفيتو جاء بعد ان حصلت هي والنظام على مكاسب على حساب الشعب السوري، حسب تعبيره.

 

سوريون: روسيا والنظام "قبضوا" ثمن فتح معبر باب الهوى

 

وكان مجلس الأمن الدولي أتاح عام 2014 عبور المساعدات إلى سوريا عبر أربع نقاط حدودية. لكنه قلّصها مطلع العام الماضي بضغوط من روسيا والصين، لتقتصر على معبر باب الهوى الذي صار يدخل عبره شهرياً حوالى عشرة آلاف شاحنة لمساعدة أكثر من ثلاثة ملايين شخص في محافظة إدلب، آخر معاقل الفصائل المعارضة.

فيما قال علي ابراهيم الأحمد من سكان مدينة النيرب لـ”أخبار الآن” ان روسيا لا توافق على شيء الا بمقابل، مبديا تخوفه من ان يكون القرار مقدمة لاستعادة النظام المناطق الخارجة عن سيطرته.

 

سوريون: روسيا والنظام "قبضوا" ثمن فتح معبر باب الهوى

ورغم الاجماع الغربي والروسي على أنّ الوضع الانساني في سوريا أسوأ حاليا من أي وقت مضى، فإنّ موسكو تعزو الأسباب إلى العقوبات الغربية، ما تنفيه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.

ونددت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان بالإبقاء على معبر حدودي واحد، فيما أعربت منظمة اوكسفام عن الخشية من “مستقبل غامض” مع التمديد “لستة اشهر” فقط.