حملة مستمرة استعدادًا لاستقبال المصطافين

تحت شعار “حملة شواطئ نظيفة”، نظمت جمعية اسنفلول ميرللفت نشاطًا بيئيًا بشاطئ افتاس بقرية ميرللفت المغربية، بهدف تنظيفه من النفايات التي تراكمت طيلة سنة كاملة وتهيئته لاستقبال الزوار خلال فصل الصيف.

شارك في هذا النشاط البيئي الذي انطلق يوم الأحد في 6 حزيران/ يونيو الجاري ويستمر كل يوم أحد، 30 متطوعًا ومتطوعة، كما تميز بحضور ثلاثة أجيال مختلفة، إذ عرف مشاركة شباب وأطفال من المنطقة وكبار السن، الذين كانوا أجانب قادمين من دول أجنبية ومقيمين بميرللفت.

انطلقت عملية التنظيف وجمع النفايات على الساعة العاشرة صباحًا، واستمرت إلى غاية الساعة الرابعة عصرًا، وأفرزت جمع عدد كبير من الأزبال المتراكمة على الشاطىء وجانبات الطريق المؤدية إليه وبعض أزقة المساكن القريبة منه. وقد عمل المتطوعون على جمعها ووضعها في أكياس بلاستيكية كبيرة الحجم، مستعينين في ذلك بمعدات جلبوها معهم مسبقًا لتسهيل التنظيف.
ويعتبر هذا النشاط البيئي الأول من نوعه الذي تقوم به جمعية اسنفلول المحلية كونها حديثة العهد، إذ  جاء هذا النشاط في إطار حملتها البيئية الأولى التي أعلنت عن انطلاقها يوم الأحد وستستمر خلال الفترة المقبلة لتستهدف أماكن وشواطئ أخرى بالمنطقة.
متطوعون في حملة بيئية في ميرللفت بالمغرب

حملة شواطىء نظيفة استعدادًا لاستقبال المصطافين

في سياق الموضوع، صرح مصطفى بقدور، الكاتب العام لجمعية اسنفلول ميرللفت، لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في الكغرب هدى لبهالة أن إطلاق “حملة شواطئ نظيفة” يوم الأحد بشاطىء افتاس، جاء  في إطار استقبال الموسم الصيفي الحالي ببيئة نظيفة وجو ملائم لأهالي ميرللفت والسياح الداخليين والأجانب، الذين يفضلون الاصطياف في القرية بعيدا عن اكتظاظ باقي الشواطئ المغربية.
كما أشار بقدور إلى أن هدوء المنطقة وتنوع شواطئها وجمالية مناظرها، يجعلها سنويًا قبلة للكثيرين الباحثين عن شواطئ نظيفة وسحر الطبيعة وممارسة هواية الصيد أو رياضة ركوب الأمواج.

الاهتمام بالبيئة يحمي ميرللفت ويساهم في نهوض السياحة فيها

في إطار الاستعدادات لاستقبال هؤلاء الزوار والنهوض بالسياحة المحلية التي تضررت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، بيّن بقدور، أنه ” كان من الضروري القيام بحملة مشابهة للحفاظ على المكانة السياحية التي تحضى بها المنطقة، وحماية بيئتها من خطر التلوث الذي قد يجعلها تفقد ذلك الانطباع المرتسم فى ذهن الزائرين الذين سبق وأن زاروا قرية ميرللفت، أو في ذهن الذين سيزورونها لأول مرة “.
في المغرب.. انطلاق حملة شواطىء نظيفة بميرللفت بمشاركة 30 متطوعًا

الحملة من تنظيم جمعية اسنفلول ميرللفت

ولفت الانتباه إلى أن عملية تنظيف الشواطئ كان يقوم بها في السابق بعض شباب القرية وبعض مالكي محلات الأكل والمحال التجارية والفنادق الصغرى، لكن نظرًا لتخصص جمعية اسنفلول التي تأسست منذ أشهر قليلة فقط، في المجال الفني والبيئي والرياضي، “اخترنا أن يكون تنظيف الشواطئ أحد أولوياتنا وبداياتنا في العمل الجمعوي هذه السنة”.
على الرغم من أن  هذه الحملة البيئية تعد الأولى من نوعها، فإنها “نالت استحسان السكان، لا سيما المقيمين الأجانب”، كما أوضح بقدور، “فبعد نشر دعوة مفتوحة على صفحة الجمعية قبل أيام من تنظيم النشاط البيئي، تفاجئنا بحضور 22 متطوعًا صبيحة يوم الأحد قرب شاطىء افتاس الذي حدد كنقطة انطلاق لعملية التنظيف”.
كذلك بيّن بقدور أنه ولتسهيل عملية جمع الأزبال والنفايات التي ظلت متراكمة لمدة سنة كاملة، قسم المتطوعون إلى مجموعات جابت الشاطىء وجنبات الطريق وبعض الأزقة السكنية القريبة من الشاطىء.
في المغرب.. انطلاق حملة شواطىء نظيفة بميرللفت بمشاركة 30 متطوعًا

مشاركة الأطفال إلى جانب الشباب وكبار السن كانت مهمة في زاوية التوعية البيئية

كما شكلت مشاركة الأطفال في النشاط البيئي إضافة رمزية ومعنوية للمشرفين على النشاط، وحافزًا لأعضاء الجمعية الذين اعتبروها عاملًا إيجابيًا لتشجيع باقي الأطفال على المشاركة خلال الأنشطة القادمة، وتربيتهم أيضًا على حب التطوع وتنمية الحس البيئي بداخلهم، ودفعهم إلى العناية بنظافة وجمالية المحيط الذي يعيشون فيه، خصوصًا أن أغلب الأزبال التي يتم رميها في الأماكن العامة يكون وراءها الأطفال.
وحسب برنامج “حملة  شواطئ نظيفة”، فإن كل يوم أحد باعتباره عطلة نهاية الأسبوع بالمغرب، سيعرف تنظيم نشاط بيئي مشابه، من أجل استغلال تواجد الأسر والزوار بالشواطىء في هذا اليوم للقيام بحملات تحسيسية لفائدتهم .
في المغرب.. انطلاق حملة شواطىء نظيفة بميرللفت بمشاركة 30 متطوعًا

حماية البيئة مسؤولية مجتمعية

واختتم مصطفى بقدور حديثه مع مراسلة “تطبيق خبّر” بالقول إن المتطوعين قاموا بعد يوم متعب وعمل متواصل بتناول وجبة غداء جماعية، تبادلوا خلالها أطراف الحديث حول الأنشطة البيئية المقبلة، والبحث عن طرق أخرى لتوعية الأهالي بضرورة التعاون الجماعي المشترك من أجل  حماية المنطقة من التلوث وجعلها على الدوام محجًا للزائرين القادمين من مناطق مغربية أخرى أو من دول أجنبية، ممن تساهم زيارتهم في تحسين مدخول الأهالي بميرللفت والذين يشتغلون في السياحة المحلية خلال فصل الصيف فقط، عن طريق بيع منتجات مغربية محلية أو كراء شقق ومنازل للسياح أو عبر العمل في المطاعم الصغيرة التي تنتشر على جنبات الشواطئ بالمنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن قرية ميرللفت هي قرية مغربية أمازيغية، تقع بالمحيط الأطلسي بين مدينتي سيدي افني وتيزنيت، وتشكل أجمل محطات الاصطياف بالمغرب، نظرًا لجوها المعتدل طيلة السنة وشواطئها الفريدة التي تتوفر على جروف صخرية. كما تشتهر بالصيد ورياضة ركوب الأمواج بسبب توفرها في هذا الجانب على مدربي تعليم هذا النوع من الرياضات.