النشاط عرض لدور التكنولوجيا في حماية البيئة

نظمت جمعيات المجتمع المدني يجماعة أيت يوسف وعلي، وبتأطير من نادي التنشيط التربوي والفني والنادي البيئي بدار الشباب آيت يوسف، نشاطًا بيئيًا توعويًا بشاطئ السواني في المغرب.

استهدف النشاط، الذي جرى في السادس من حزيران/ يونيو الجاري (2021)، 80 مشاركًأ، أغلبهم من الأطفال، كما عرف مساهمة المؤسسات التعليمية والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة، الذين قاموا بعرض دور التكنولوجيا في حماية البيئة.

ميّز النشاط مشاركة فاعلين محليين من مختلف المسؤوليات من عمال الجماعة والسلطة المحلية وأعضاء المجلس الجماعي وموظفين بنفس الجماعة جنبًا إلى جنب رفقة الأطفال.

وشهد برنامج اليوم برمجة مسابقات جماعية حول أسئلة بيئية ومعلومات حول الشاطئ الذي يعد أطول شاطئ بإقليم الحسيمة، الذي يتميز بتواجده على مقربة من غابة من الاشجار الكثيفة، توفر تنوعًا في المناظر الطبيعية ذات جودة فريدة، كما تستهوي محبي الطبيعة والبحار.
واعتبارًا للأهمية التي يحظى بها الشاطئ، حرصت اللجنة المنظمة للنشاط البيئي على أن يكون للأطفال، كما لبقية المشاركين، فرصة لتصحيح مجموعة من السلوكيات التي تسيء لجمالية المكان.
المشاركون في مبادرة المجتمع المدني البيئية بالسواني في المغرب

تعزيز لأهمية حماية البيئة في فكر الأطفال

في هذا السياق، أوضح طارق بن حدو مدير دار الشباب في أيت يوسف وعلي لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، أن الشاطئ يعرف خلال فصل الصيف ارتياد أعداد كبيرة من السياح والمصطافين من داخل المغرب وخارجه، ما يجعل نظافته وجماليته مطلبًا أساسيًا يحتاج انخراط جميع الفاعلين.
وأضاف بن حدو، “أن المشاركين والمشاركات استفادوا من ورشات حول حماية البيئة، وحول طريقة التعامل مع الشاطئ لتظل زيارتنا بدون تلوث، كما تم تقديم بعض الأفكار التي من شأنها تقليل نسبة النفايات، من قبيل الحرص على ترك أكبر قدر من المخلفات في المنزلو والحرص على تفريغ المعلبات الصناعية في علب منزلية نحملها معنا عند نهاية زيارتنا”.
ولفت بن حدو إلى أن جميع الأنشطة الترفيهية كانت تحمل رسائل ضمنية توعوية بأهمية الشاطئ ومدى ارتباطه بإنعاش الاقتصاد المحلي وخلق فرص شغل للساكنة المحلية، وهو ما تجاوب معه المشاركون والمشاركات بشكل إيجابي جدًا، على حد قوله.
نشاط بيئي بشاطئ السواني بالمغرب بمشاركة 80 ناشطًا

شارك مجموعات الأطفال بأفكار وحلول بيئية

استغرق النشاط يومًا كاملًا بدءا من الساعة التاسعة صباحًا وإلى حدود الساعة الخامسة مساءً، مع فترة استراحة استفاد منها المشاركون والمشاركات خلال فترة الظهيرة.
بعد ذلك، استؤنف البرنامج بترديد أناشيد جماعية، وتوزيع المشاركين لمجموعات، إذ عهد لكل مجموعة تقديم مشكلة بيئية مع التفكير في حل لها أو حل يساهم في التخفيف من حدتها.

مبادرة “صفر نفايات” نجحت بتخفيف تلوث الشواطىء 

كما تم استعراض مجموعة من المبادرات المجتمعية الرائدة في مجال حماية الشواطئ، من أبرزها مبادرة “صفر نفايات” التي أطلقها ثلاثة شباب صيف سنة 2013، وتعتبر من أنجح المبادرات التي ساهمت في تخفيف تلوث الشواطئ المغربية.
نشاط بيئي بشاطئ السواني بالمغرب بمشاركة 80 ناشطًا

مجموعات المشاركين خلال العصف الذهني بحثًا عن حلول تحمي البيئة

حظيت المجموعة التي حصلت على أكبر مجموع خلال جميع فقرات البرنامج بجوائز رمزية مع تنويه من جميع الفاعلين الحاضرين الذين عبّروا عن أهمية مثل هذه البرامج في تعزيز انخراط الأطفال في الدفاع عن أهمية الحفاظ على البيئة.
سارة، وهي صبية عمرها 14 سنة ومن ساكنة جماعة إمزورن القريبة من شاطئ السواني، قالت لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني إنها قضت يومًا ممتعًا بالشاطئ رفقة زميلاتها وزملائها، مضيفة أنها استفادت من قدر كبير من المعلومات المهمة حول الشاطئ والتي لم تكن تعرفها.
كما عبّرت عن غامر سعادتها بفوز فريقها بجائزة أحسن فريق خلال هذا اليوم، بعد أن حصلن على 25 سؤالًا صحيحًا، واستطعن أن يطورن أفكارًا من شأنها تقليل النفايات البلاستيكية في الشاطئ عن طريق تخصيص حاويات تحمل رسومات تجذب الانتباه، خصوصًا انتباه الأطفال، بدل الألوان الكلاسيكية التي لا تضفي جمالية على الشاطئ.
الفريق الفائز بالنشاط البيئي في شاطىء السواني بالمغرب

فريق سارة فاز بفكرة تلوين حاويات النفايات في الشواطىء لجذب انتباه الأطفال

في ختام البرنامج قام جميع المشاركون والمشاركات كما الضيوف بحملة لجمع النفايات الملقاة في الغابة المجاورة للشاطئ، كسلوك يرسخ لدى الأطفال أهمية الحفاظ على الفضاء نظيفاً وأن تظل زيارتهم بدون نفايات.
يذكر أن شاطئ السواني، سمي كذلك لتواجد مجموعة من “السواني” بمحيطه سابقًا. والسواني هي جمع سانية أو الناعورة وهي أسلوب تقليدي للسقي يعتمد قرصًا خشبيًا دائريًا تديره دابة لجلب الماء من منبع مائي، عادة ما يكون شبه سطحي.
ومنطقة السواني بكثرة المنابع المائية التي لا تستدعي الحفر العميق لاستخراج مياهها. وكانت هذه السواني تشغل لسقي حقول القطن التي كانت رائجة بالمنطقة، هذا فضلًا عن أحواض الملح ومزروعات أخرى.