“حميشو” و”نجلاء” وغيرها أنقذوا في شواطئ المنستير

قام بحارة ومجموعة من الناشطين في الحقل البيئي بإعادة سلحفاة بحرية مهددة بالانقراض إلى البحر من جديد بعد علاجها في شاطئ مدينة المنستير الواقعة على الشريط الساحلي، وذلك يوم 6 حزيران/ يونيو الجاري (2021).
انتظمت المبادرة من أجل التوعية بأهمية دور سلحفاة البحر في السلسلة الغذائية، ووضع علامة السلحفاة “حميشو” التي تم صيدها عن طريق الخطأ ثم إعادتها إلى المياه مجددًا.

 

وتمكن مركب صيد من إنقاذ السلحفاة “حميشو” يوم 24 أيار/ مايو الماضي (2021) بعد أن علقت بشباك البحارة وعجزت تمامًا عن الحركة، ليتم نقلها ومداواتها وفق ما صرح به فتحي، أحد البحارة المشاركين في عملية الانقاذ، خلال اتصال هاتفي مع مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في تونس رامي جبنوني.

أكد فتحي أنه عندما يكون البحار واعيًا بمخاطر انقراض السلاحف يكون جزءًا من الحل وليس المشكل، لهذا فهم لا يترددون في نصح البحارة الصغار وتعليمهم أصول الصيد وأخلاق البحر، وفق تعبيره.
بحارة تونسيون ينقذون أكثر من 12 سلحفاة بحرية مهددة بالانقراض

نظرة أمل للعودة إلى المنزل.. في البحر

من جهته، أشاد المكلف بحماية الثروة البحرية في رئاسة الحكومة محمد علي الكعلي، في تصريح لمراسل “تطبيق خبّر”، بالدور الهام الذي يقوم به البحارة في سواحل المنستير من ترشيد للصيد والمساعدة في إنقاذ بعض الحيوانات المهددة بالانقراض.
وذكر الكعلي أنه تزامنًا مع اليوم العالمي للتنوع البيولوجي واليوم العالمي للسلاحف البحرية، الذي يصادف يوم 23 أيار/ مايو، فقد تمكن عدد من البحارة من إنقاذ السلحفاة البحرية “حميشو”، فضلًا عن أكثر من 12 سلحفاة خلال السنة الجارية (2021)، بعد أن تم تخليصها من الحبال.
بحارة وبيئيون توانسة خلال إطلاق سلحفاة بحرية

بحارة وناشطون بيئيون في تونس يطلقون “حمشو” إلى الحرية بعد تطبيبها

وأضاف الكعلي، “كان يمكن لهذه السلحفاة أن تنفق خلال ساعات وتلحق بكثيرات غيرها اللاتي نفقن بالعشرات في السنوات الأخيرة لولا تدخل البحارة في الوقت المناسب. وقد تم إطلاق اسم نجلاء على إحدى السلاحف الناجية، وإرجاعها من جديد إلى البحر بعد الاطمئنان على صحتها”.

إنقاذ السلحفاة روزي في شواطئ جزيرة قرقنة

كما نجح البحارة بجزيرة قرقنة، التي تبعد ستة عشر كم عن مدينة صفاقس عاصمة الجنوب التونسي، في إنقاذ سلحفاة كبيرة علقت بشباك صيده، وقام بتفحص حالتها الصحية قبل أن يعيدها إلى الماء وقد اختار لها من الأسماء “روزي”.
 وأفاد البحار الذي يدعى إلياس إياد لمراسل “تطبيق خبر” بأن إنقاذه للسلحفاة روزي يوم 5 حزيران/ يونيو الجاري، وتصويرها خلال إطلاقها، هي رسالة لكل بحارة الجهة بضرورة التعاون من أجل حماية الثروة البحرية وخاصة المهددة بالانقراض، مضيفًا أن الأمر لا يتطلب مجهودًا استثنائيًا ولكنه يحتاج فقط إلى حركة بسيطة وممارسات جيدة.
بحارة تونسيون ينقذون أكثر من 12 سلحفاة بحرية مهددة بالانقراض

الوعي البيئي لدى البحارة والصيادين مهم جدًا

حمادي، وهو صاحب مركب صيد من جزيرة قرقنة، عبّر لمراسل “تطبيق خبّر” عن سعادته بإعادة “روزي” و”حميشو” و”نجلاء” إلى المياه بسلام، مؤكدًا أنه توقف هو وأصدقائه البحارة عن صيد السلاحف بالرغم من أن أكلها يدخل في العادات الغذائية لأهل الجزيرة، كما تستغل صدفتها دوحًا للأطفال الرضع.
وأشار حمادي إلى أن نقص تواجد السلاحف البحرية ساهم في انتشار السرطانات الضخمة على السواحل التونسية التي تمزق شباكهم ،وتفسد مجهوداتهم في الصيد التي يصرفون من أجلها أيامًا وليالي على سطح الماء دون أن يروا اليابسة، لهذا هم حريصين على إنقاذ السلحفاة وحمايتها مما يهدد سلامتها.
 من جهة أخرى، أوضح الباحث الإيكولوجي التونسي حمد الميعادي لمراسل “تطبيق خبّر” أن الصيد العشوائي للسلحفاة في بعض البلدان المجاورة هو من أبرز أسباب تزايد قناديل البحر على الشواطئ، أو ما يسمونه العامة في تونس بـ “الحرّيقة” لما تسببه من حروق متفاوتة الدرجات على جلد السابحين الذين يتعرضون للسعتها.
كما أوضح أن السلحفاة البحرية واحدة من الحيوانات التي استطاعت أن تصمد منذ حقبة الديناصورات إلى يومنا هذا بالرغم من أنها على عكس باقي أنواع السلاحف البرية، فإنها لا تتمتع بالقدرة على إخفاء رأسها وأقدامها داخل قشرتها، ما يجعلها عرضة للعديد من المخاطر.
وأبرز الميعادي أن أهم المخاطر أمام السلحفاة البحرية هو الوقوع في شباك الصيادين الذين يبيعونها طعامًا باعتبار أن أكلها يدخل ضمن العادات الغذائية لدى بعض الشعوب الآسيوية، كما يتم استغلال قشرتها وجلدها في الصناعات اليدوية والحلي التقليدي.