الدروس استمرت أسبوعين استعدادًا لامتحانات البكالوريا

في مبادرة مجتمعية انتهت في 6 حزيران/ يونيو الجاري (2021)، قامت منظمة الشبيبة التجمعية بمنطقة تافراوت بإقليم تيزنيت جنوب المغرب، بفتح باب مقرها لدعم التلاميذ المقبلين على الامتحانات باختلاف فصولهم الدراسية، وتقديم حصص من الدروس الخصوصية المجانية طيلة أسبوعين كاملين، لفائدة أبناء وبنات الساكنة المحلية.

 تدور المبادرة، كما بيّن لنا رئيس الفرع المحلي للشبيبة التجمعية بمنطقة تافراوت عبايد المحفوظ، وهو أستاذ أيضا لمادة الفلسفة بإحدى المؤسسات الثانوية بالمنطقة ذاتها، إلى توفير الدعم المعنوي والعلمي عن طريق مواكبة طلاب المدارس الذين يجدون صعوبة في تدبير الفترة التي تسبق الامتحانات، وخاصة الجانب المعنوي والنفسي.

 

وأضاف المحفوظ لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب جواد الأطلس أنه لذلك، “قررنا تنظيم برنامج مجاني خاص بحصص الدعم والتقوية من الدروس الخصوصية التي سيتم فيها امتحان التلاميذ، وتلقينهم تقنيات التعامل مع المواد والأسئلة.

وكشف المحفوظ أن منطقة تافراوت تعرف ديناميات مبادرات اجتماعية وشبابية دائمة ومستمرة، وتعتبر مبادرة “حصص الدعم المجاني” واحدة من هذه الديناميات، لأن المنطقة تعتمد بالأساس على رأسمالها البشري، ولا سيما من الشباب النشيط في المجال التعليمي والاجتماعي.
كذلك بيّن أن ما ساهم في إنجاح مثل هذه المبادرات هي طريقة اشتغال منظمة الشبيبة التجمعية بمنطقة تافراوت، التي تعتمد دائمًا على ضم الطاقات الشابة والكفاءات من أجل أن يستفيد منها السكان في مجالات مختلفة، مثل محو الأمية والتعليم والمبادرات الإحسانية الاجتماعية، وتأطير المجتمع المدني وغيرها.
الفكرة من الدروس الخصوصية أن تكون استباقية

تساهم المبادرة في تقديم دروس التقوية وكذلك الدعم النفسي قبيل الامتحانات

وأوضح أن الفكرة بالأساس جاءت لتعويض النواقص التي شهدتها الحصص الدراسية بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، إذ أن الحصص لم تكن منتظمة في المدارس، فأحيانًا تكون بطريقة التعليم بالتناوب على القاعات لضمان التباعد، وأحيانًا أخرى عن طريق التعليم عن بُعد، وهذا المشكل قد زاد تأثر التحصيل الدراسي بشكل سلبي عند الطلاب.
ارتأت منظمة الشبيبة التجمعية في الفرع المحلي – تافراوت العمل على المساهمة في هذا الجانب ومؤازرة أبناء المنطقة المقبلين على اجتياز امتحانات الباكالوريا بالسنتين الأولى والثانية وباقي المستويات التي ستشهد سنة نهائية، في التخصصات التالية: مسلك الآداب، ومسلك العلوم الإنسانية، ،مسلك علوم الحياة والأرض، ومسلك العلوم الفيزيائية، ومسلك العلوم الرياضية.
تأتي هذه المبادرة حسبما أشار إليه عبايد المحفوظ، كمؤازرة نفسية لتخفيف الضغط الذي يطبع نفسية المتعلمين وأسرهم، وبالإضافة إلى ذلك ستشكل عملية لرأب النقص في دروس السنة التعليمية ليجتاز الطلاب بمختلف مستوياتهم الامتحانات بشكل متكافئ.

الفكرة استباقية بعد تأثير كورونا على الدراسة

في سياق مرتبط، قال محمد رغيب، رئيس التمثيلية المحلية للشبيبة التجمعية بمنطقة تافراوت التابعة لإقليم تيزنيت والنواحي، جنوب المغرب، أن مبادرة حصص الدعم المدرسي أو “الدروس الخصوصية المجانية” لفائدة طلاب المدارس المقبلين على الامتحانات ليست هي الأولى من نوعها فيما يتعلق بتأطير أبناء سكان المنطقة، فقد سبقتها نشاطات اجتماعية عديدة.
وأوضح رغيب أن “الجديد هذه المرة هو أن منظمة الشبيبة التجمعية فكرت بشكل استباقي بعد اجتماعات متواترة، وقررت إضافة مبادرة “الدروس الخصوصية المجانية” قبل الامتحانات في لائحة برامج التأطير التي يستفيد منها المجتمع المحلي بالإقليم، بعد أن لاحظت التعثرات التي شهدتها المدراس بسبب الجائحة، ما أثر سلبًا على مستوى الطلاب، فكان من الضروري التدخل.
شباب مغاربة يتلقون دروسًا خصوصية

بسبب الإقبال الكبير، قسم الطلبة على فترتين: صباحية ومسائية

أخذ مكتب المنظمة المحلي – فرع تافراوت على عاتقه توفير أساتذة الأكفاء ومُعيدين لمختلف المواد والتخصصات، من أجل التحضير لـ”برنامج مجاني من الدروس الخصوصية” موجه لمن تعذر عليه أداء تكلفة الدعم والتحضير القبلي.
وقد استفاد من هذه المبادرة ما يناهز 100 تلميذ وتلميذة مقسمين حسب جدولة زمنية امتدت على أسبوعين، حسب رغبة كل طالب والمادة التي يحتاج فيها دعمًا خاصاً بسبب ضعف أو عسر في الفهم.
 وبيّن رغيب لمراسل “تطبيق خبّر” أن العملية سارت بشكل ناجح إذ هيئت قاعات كافية والوسائل اللوجستية ليتمكن جميع التلاميذ من الاستفادة بشكل منتظم ومريح، إذ أن الإقبال الكبير تطلب من المنظمين تقسيم حصص “الدروس الخصوصية المجانية” على فترتين، واحدة صباحية وأخرى مسائية، بمعدل 50 مستفيدًا ومستفيدة في كل فوج.
كما عمل الأساتذة المتطوعون في عملية التدريس في إطار هذه المبادرة على فتح النقاش والتوجيه داخل ورشات للدعم النفسي قصد التخفيف من ضغط الامتحانات، عن طريق مشاركتهم تجارب سابقة، فكانت العملية عبارة عن شحن بالطاقة الايجابية لتمر امتحاناتهم في أحسن الظروف، حسبما كشف رغيب.