تشجيع أطفال التوحّد على تنمية مواهبهم

يشارك أطفال التوحد من مركز الحمائم 1 للتأهيل والتكوين المهني لأطفال التوحد فرع محافظة نابل التونسية في فعاليات معرض نابل الدولي في دورته الـ 58، وذلك بعرض منتوجاتهم من الصناعات التقليدية في أروقة المعرض.
يستقطب مركز التأهيل والتكوين المهني التابع للجمعية التونسية للنهوض بالصحة النفسية الفئة العمرية من 12 إلى 30 سنة ممن الذين يعانون من مرض طيف التوحد، وذلك بهدف تأهيلهم للحياة المهنية والاجتماعية.

يستفيد 16طفلًا مصابًا بالتوحد من ورشات فنية مختلفة، منها ورشات تزويق على الخزف والرسم على محامل مختلفة والرسم على الأوشحة وصناعة الحلي والمرطبات، فضلًا عن ورشة البستنة ورياضة الملاكمة تحت إشراف مكونين ومدربين مختصين من حاملي شهادات الماجستير أو الأستاذية في الفنون التشكيلية والخزف وأساتذة رياضة ومختصين في صنع المرطبات.

حول مشاركة الاطفال الذين يعانون من مرض التوحد في هذه الدورة من معرض نابل الدولي للصناعات التقليدية التي تقام فعالياتها من 26 أيار/ مايو إلى غاية 13 حزيران/ يونيو الجاري، قالت آمال بومنجل مديرة مركز التاهيل والتكوين المهني لأطفال التوحد بنابل إنها ليست المرة الأولى التي يشارك فيها أطفال المركز بمعارض الصناعات التقليدية.
16 طفلًا من طيف التوحد يعرضون إبداعاتهم في معرض نابل الدولي بتونس

بعض المنتوجات التي أبدعها أطفال التوحد

وأوضحت بومنجل لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في تونس ليلى بن سعد أن أطفال المركز قد شاركوا سابقًا في مثل هذه الفعاليات المقامة بالجهة، مشيرة إلى أن الهدف منها هو تنمية قدرات ومواهب المستفيدين وهو الهدف الأول المنشود، أما الهدف الثاني فهو التعريف بالجمعية وبالمركز فهو الوحيد بمحافظة نابل المخصص للتأهيل والتكوين المهني لهذه الفئة.
ويتلقى المستفيدون به تكوينًا في الورشات التي سبق ذكرها، إذ تكون عملية إدماجهم مدروسة حسب ميول طفل التوحد، لذلك يتم التنويع في الورشات المقدمة وكل منها له أهداف معينة، إذ تهدف ورشة الخزف مثلًا إلى شد انتباه طفل التوحد والتركيز والحركية الدقيقة والتميز البصري.
16 طفلًا من طيف التوحد يعرضون إبداعاتهم في معرض نابل الدولي بتونس

الورشات تساهم في التركيز الحركي والتميز البصري وتحسين التواصل الاجتماعي لأطفال التوحد

أما ورشة الرسم فهي تهدف إلى تعزيز ملكة الإدراك لديهم كما التركيز والتناسق الحسي الحركي والتميز البصري، فيما تنقسم ورشة المرطبات إلى قسمين: ورشة إنتاجية وأخرى علاجية.

ورشات علاجية وإنتاجية يشارك بها طفل التوحّد ووليّه

في هذا الإطار، أكدت بومنجل على أهمية تشريك أولياء أمور أطفال التوحد في الورشة العلاجية ويتم ذلك باستدعاء ولي الطفل للحضور بالورشة والمشاركة مثلًا في صنع كعكة المرطبات صحبة ابنه، وهو مايهدف إلى الوصول بالورشة العلاجية إلى ورشة الإنتاج.
من جانبها، قالت نرجس الكحلي المشرفة على ورشة الرسم لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية، “إننا نحاول من خلال هذه الورشة مساعدة أطفال التوحد على التركيز والانتباه وكيفية مسك ريشة الزينة والتفريق بين الألوان، فضلًا عن إبراز الطاقة الفنية والإبداعية لديهم.
16 طفلًا من طيف التوحد يعرضون إبداعاتهم في معرض نابل الدولي بتونس

تشجيع أطفال التوحد على تنمية مواهبهم

وأضافت الكحلي أن ورشة الرسم تمكن هذه الفئة من التعبير عن نفسها، مشيرة إلى أن المركز يستقطب الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد من غير المدمجين بالمدارس العمومية والخاصة، ويقع تأهيلهم بالمركز المختص عبر إدماجهم في الورشات وإعدادهم للحياة المهنية لكي يكونوا قادرين على إنجاز مشاريع في المستقبل.
كما أشارت إلى أن معاملة طفل التوحد تتطلب دراية ومهارات خاصة وكثيرًا من الصبر والتفاني في العمل، مبيّنة أن هذا المرض هو اضطراب في النمو العصبي، عادة مايؤدي إلى ضعف التفاعل الاجتماعي ونقص في مهارات التواصل مع الآخرين.
ومن جانبها قالت نرجس داود، وهي مختصة في علم الاجتماع ومشرفة على ورشة الحلي، إنها ترافق أطفال التوحد يوميًا وتحاول اكتشاف مواهبهم، مؤكدة على ضرورة تفهمهم والتعايش معهم ودمجهم في الحياة الاجتماعية والمهنية وتسويق منتوجاتهم.
أما عائشة، وهي ولية طفل يعاني من مرض التوحد، فقالت لمراسلة “تطبق خبّر” إن تقديم هذه الورشات يعود على طفلها والأطفال الآخرين بالنفع لأنها تمكنهم من الاندماج في العمل الجماعي،، مضيفة، “لاحظت تفاعل إبني بشكل كبير مع الورشات وهي ورشات مفيدة للأطفال وأولياءهم كذلك “.
طفل من طيف التوحد خلال معرض نابل الدولي في تونس

الرسم يمكن المصابين بالتوحد من التعبير عن أنفسهم

تجدر الإشارة إلى أن الجمعية التونسية للنهوض بالصحة النفسية فرع نابل تأسست في شباط/ فبراير من عام 2011، من طرف أولياء التوحد وبعض المختصين في مجال الطب النفسي للأطفال وتقويم النطق والتأهيل الوظيفي وعلم النفس الحركي.
وأهداف الجمعية هي تهيئة الفضاءات وتوفير المعدات اللازمة لبعث مراكز للتربية المختصة لفائدة الأطفال المصابين بالتوحد والإحاطة الشاملة النفسية الصحية والتربوية لهم، إلى جانب الإدماج المدرسي والاجتماعي لهذه الفئة وتوعية وتحسيس أولياء الأمور والمجتمع.