إنذارٌ جدي.. انقطاع الكهرباء في لبنان يهدّد استمرارية الانترنت

تستمرّ معاناة اللبنانيين اليوميّة مع التقنين القاسي في التيار الكهربائي وشحّ مادتي البنزين والمازوت، فضلاً عن تدهور قيمة العملة الوطنية وغلاء الأسعار وارتفاع سعر الدولار.

وإزاء كل هذا المشهد القاتم، باتت تلوح في الأفق أزمة أخرى تتمثل في إمكانية انقطاع الانترنت في لُبنان، وفي حال حصل ذلك فإن اللبنانيين سينقطعون عن العالم بشكل نهائي.

وفعلياً، فإن هذا الأمر حذر منه مدير عام هيئة “أوجيرو” للاتصالات في لبنان المهندس عماد كريدية، إذ قال في تغريدة عبر “تويتر” أمس الأحد أن “الارتفاع المستمر بساعات التقنين الكهربائي يتسبب بضغط كبير على مجموعات توليد الطاقة التابعة لهيئة أوجيرو وزيادة الطلب على المحروقات التي باتت نادرة هي ايضاً”، وأضاف: “استمرار الوضع بهذا الشكل يهدد جدياً امكانية اوجيرو بتقديم الخدمات”، وختم: “اللهم اني بلغت، اللهم فاشهد”.

اللبنانيون قد يعيشون في عتمة

وفي الواقع، فإنّ إنذار كريدية يأتي تزامناً مع سيناريو توقف معامل الطاقة في لُبنان عن انتاج الكهرباء، ما يعني أن اللبنانيين سيعيشون وسط عتمة كاملة.

ورغم أن قطاع المولدات يسعى قدر الإمكان لتغطية عجز مؤسسة “كهرباء لبنان” عن توليد الطاقة، إلا أن شحّ مادة المازوت يؤثر بشكل أساسي على استمرارية ذلك القطاع أيضاً.

وبشكل أساسي، فإن شبكات الانترنت في لبنان كما أي مرافق أخرى، تعتمدُ بالدرجة الأولى على الطاقة الكهربائية لكي تعمل. وفي حال انقطاع التيار عنها، فإنها ستتوقف حكماً. ولهذا، يتم استخدام المولدات للتشغيل في ظل التقنين الكهربائي الذي بات يصل إلى 21 ساعة يومياً.

ويوم أمس، انتشرت في لُبنان تقارير عن أن الانترنت سينقطع خلال أسبوعين بناء لكلام مدير عام هيئة “أوجيرو”، وهو الامر الذي أثار هلعاً وبلبلة في صفوف اللبنانيين. فانقطاع الانترنت يعني انعزالاً عن العالم.

وفي السياق، نفى كريدية لـ“أخبار الآن” ما أشيع عن تحديده سقفاً زمنياً لانقطاع الانترنت، وقال: “لم أقل أبداً أن شبكات الانترنت ستتوقف خلال أسبوعين، لكن تحذيري جاء في إطار استباق وقوع الكارثة، لأننا نعاني من تقنين قاسٍ في التيار الكهربائي”.

وأضاف: “إن أزمة عدم توفر الكهرباء في لبنان ستعيق عمل شبكات الانترنت بشكل أساسي، وفي حال توقفت معامل الطاقة عن الانتاج فإن الانترنت وغيره في البلد سيتوقف. ولهذا، جاء التحذير وأردت دق ناقوس الخطر كي لا نصل إلى السيناريو السيء”.

ولفت كريدية إلى أنّ هيئة أوجيرو تعمل على تشغيل المولدات للحفاظ على استمرارية عمل شبكات الانترنت، لكنه حذر أيضاً من أنّ انقطاع مادة المازوت سيساهم أيضاً في ضرر عمل المولدات.

وأكّد كريدية أنّ المساعي مستمرة مع المعنيين للتوصل إلى حلول سريعة، مشدداً على أن الأمر الأبرز هو حل أزمة التقنين الكهربائي وتوفير مادة الفيول للمعامل.

وعن البدائل في حال انقطاع الانترنت، يقول كريدية: “ما من بلدٍ يعمل من دون طاقة. وفي حال كانت لدينا أي بدائل، فلا يمكننا الاعتماد عليها طالما لا كهرباء تغذيها. واليوم، عندما نتحدث عن مشاريع بديلة لتوفير الكهرباء مثل الطاقة الشمسية وغيرها، فإن أمر تنفيذها يحتاج إلى أشهر لا بل سنوات، وعندها ستكون الكارثة قد وقعت على رؤوسنا جميعاً”.

شاهد أيضاً: دموع وخوف من المستقبل.. هكذا عبر أطفال لبنان عن حالتهم