بلال عبدالكريم يكشف خبايا سجون “تحرير الشام” ويفضح أكاذيب أبو محمد الجولاني
كشف المدعو بلال عبد الكريم خفايا كثيرة عن “هيئة تحرير الشام” في سوريا، خصوصاً أنه تم اعتقاله من قِبل ذلك التنظيم الإرهابي الذي يقوده الإرهابي المعروف بـ”أبو محمد الجولاني“.
ومؤخراً، نشر موقع “ميدل إيست آي” حديثاً مطولاً لعبد الكريم (49 عاماً) سرد فيه تجربة اعتقاله في سجون “تحرير الشام”، كما تحدث عن التعذيب الذي تشهده تلك الأماكن.
ومكث عبد الكريم، واسمه الحقيقي داريل لامونت فيلبس من أمريكا، مدّة 6 أشهر في محافظة إدلب، وأشار إلى أن الجولاني غير لائق للحكم، كما قال إن الأخير “يكذب بشأن الأوضاع في سجونه”.
وكان أبو محمد الجولاني نفى في مقابلة أذيعت هذا الأسبوع عن تعرض محتجزين لدى تنظيمه للتعذيب، لكن هذا الأمر يتعارض مع شهادة عبد الكريم الذي قال: “في كل يوم من أيام الأسبوع تقريباً، كان علي أن أستمع إلى صراخ التعذيب على بعد أمتار قليلة مني”.
ويقدم المدعو عبد الكريم نفسه على أنه صحافي، لكن يشتبه بارتباطه بتنظيمات متشددة في شمال غربي سوريا.
وأثارت المقابلات التي أجراها عبد الكريم مع فصائل ومقاتلين متطرفين الشكوك حول علاقته بها، في وقت كان فيه دخول صحافيين أجانب إلى المنطقة محفوفاً بالمخاطر.
وفي سياق حديثه، زعم عبد الكريم أنه تعرض للتهديد بالاعتداء الجسدي، وغالباً ما جرى احتجازه في السجن الانفرادي بعد اعتقاله في آب/أغسطس الماضي.
ولفت عبد الكريم إلى أنّ اعتقاله جاء “بعد أن أثار مخاوف بشأن التعذيب في سجون الهيئة في تقاريره الخاصة، وإحدى الحالات البارزة التي غطاها كانت حالة توقير شريف، وهو عامل إغاثة بريطاني قال إنه تم تقييده في إطار وتعرض للضرب أثناء احتجازه لدى هيئة تحرير الشام.
وقال عبد الكريم إنه بعد إلقاء القبض عليه، جرى تقييد يديه وتعصيب عينيه واستجوابه بشكل يومي، كما أوضح أنه “سمع مراراً أصوات سجناء آخرين يتعرضون للتعذيب في زنازين قريبة ويمكن للجميع في السجون سماع التعذيب دائماً”.
وعن «حكومة الإنقاذ» التابعة للهيئة، قال “الصحافي” “لا أحد هنا يعطي أي مصداقية كبيرة لحكومة الإنقاذ، أشك في أن هناك واحداً من كل 100 شخص يمكنه حتى أن يخبرك من هو رئيس حكومة الإنقاذ، لأن الجميع يعلم أنه لا يملك أي سلطة”.
كذلك، ذكر المدعو عبد الكريم أن المحقق هدده بالضرب، وتوجه إليه بالقول: “نريد أن نطرح عليك بعض الأسئلة، إذا لم تكن تجيب، فعندئذٍ لدينا السلطة لفعل الأشياء لك جسدياً حتى تخبرنا بما نحتاج إلى معرفته. لقد وضعوني في صف مواجه للحائط كما لو كانوا على وشك ضربي”.
وأشار عبد الكريم إلى “إنه أُعيد في النهاية إلى زنزانته ولم يتعرض لأي نوع من التعذيب الجسدي”، وقال: “لم يكن لدي محام، ولم أتمكن من مقابلة أي شخص في الخارج”.
وبعد وساطة من وجهاء المنطقة في ريف إدلب، جرى اطلاق سراح عبد الكريم في شباط/فبراير 2021 بعد 6 أشهر على اعتقاله، بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”.
ودخل الأخير إلى سوريا عام 2012 آتياً من ليبيا، وفق للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وعمل مع وسائل إعلام بارزة مثل “CNN”، قبل أن يؤسس قناته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتسيطر “هيئة تحرير الشام” حالياً على نحو نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية المجاورة.
تصريحات الجولاني تثير غضب “الجهاديين”
وكانت تصريحات زعيم “هيئة تحرير الشام”أبو محمد الجولاني الأخيرة بشأن العقوبات المفروضة عليه وعلى جماعته، أثارت غضباً واسعاً في “الأوساط الجهادية”، إذ تم اعتبارها متناقضة مع تصريحات سابقة له.
وكان الجولاني تحدث خلال مقابلة مع الصحافي الأمريكي مارتن سميث، وهي جزء من فيلم وثائقي لموقع “فرونت لاين” تحت اسم “الجهادي”.
ووجه الإرهابي رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قائلاًَ أنه “لا نية لدى تنظيمه لشن عمليات عسكرية خارجية”، كما تحدث عن مسألة تصنيفه كإرهابي من قبل الولايات المتحدة وحكومات أخرى، قال الجولاني: “هذا تصنيف غير عادل، إنها تسمية سياسية لا تحمل أي حقيقة أو صدقيّة، لأنه خلال رحلتنا التي استمرت 10 سنوات في هذه الثورة، لم نشكل أي تهديد للمجتمع الغربي أو الأوروبي. أتمنى من أمريكا إعادة التفكير بذلك التصنيف”.
وبعد بروز حديث أبو محمد الجولاني الأخير، نشر المغرد السوري الشهير “مزمجر الشام” تغريدة عبر “تويتر” سرد فيها التناقض في تصريحات الجولاني بين العام 2013 و العام 2021، خصوصاً بشأن تصنيفه على لائحة الإرهاب هو وجماعته.
وقال “مزمجر الشام” الذي يعرف بمتابعة لشؤون الجماعات الإرهابية ومعرفته بخفاياها: “الجولاني 2013 : تصنيفنا على لوائح الإرهاب الأمريكية شرف وفخر لنا… الجولاني 2021 : تصنيفنا خطوة سياسية وليس له مصداقية و أتمنى من أمريكا إعادة التفكير فيه”.
شاهد أيضاً: الجولاني يسجن قيادي بحراس الدين 5 سنوات ويفرج عن آخر متهم بالانشقاق