الطلاب رمموا مدرسة قرية تغرات

قام فريق من الطلبة المهندسين التابع للجامعة الدولية بأكادير، عن طريق شراكة مع جمعية نادي سوروبتيميست أكادير المتخصصة في الأعمال الخيرية، بإطلاق مبادرة اجتماعية تمثلت في ترميم مدرسة ابتدائية تقع بين سفوح جبال إيموزار إداوتنان، في مشروع خيري امتد طوال أسبوع.
للتعرف أكثر على هذه المبادرة الاجتماعية، قالت فردوس لعلو، طالبة بالجامعة الدولية بأكادير شعبة الهندسة الصناعية، “جئنا لهذه المنطقة في إطار عمل اجتماعي من أجل ترميم جدران وقاعات مدرسة تابعة لمجموعة الساقية الحمراء الواقعة بقرية تغرات نواحي إيموزار إداوتنان”.

وأوضحت لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب جواد الأطلس أن العمل يدخل ضمن أنشطة اجتماعية يتم تدريسها لكافة الطلبة المهندسين على شكل مادة دراسية في تقنيات التواصل والعمل الاجتماعي.

وبما أن الفرصة سانحة ومدعومة من طرف الجامعة، أضافت فردوس، “فكرنا في توجيهها نحو المناطق القروية النائية التي تعتبر أكثر المناطق حاجة لمثل هكذا أعمال اجتماعية وخيرية، لا سيما أن المناطق الجبلية بنواحي سوس تظل مهمشة”.
طلاب الهندسة في أكادير يرممون مدرسة في قرية تغرات بالمغرب

ساهم الطلبة المهندسون في ترميم جدران المدرسة وطلائها

وبيّنت أن أول عائق يواجه الجمعيات هي الطرقات الوعرة التي تحول دون الوصول للقرى النائية لتقديم أعمال إحسانية، “واليوم تمكنا من التغلب على هذه العراقيل بتآزر الفريق وتعاونه معنويًا ولوجيستيًا، ويرجع كل ذلك لحسن التأطير من طرف أساتذتنا بالجامعة الدولية”.
في توضيح من عضو جمعية نادي سوروبتيميست أكادير حورية بنعيش، قالت إن التنسيق مع فريق طالبات الجامعة الدولية جاء بعد نية إطلاق مبادرة اجتماعية تدخل في إطار مجزوءة دراسية للتواصل والعمل الاجتماعي”.
طلاب الهندسة في أكادير يرممون مدرسة بمنطقة إداوتنان النائية

من طلبة الهندسة المشاركين في ترميم مدرسة تغرات

وبيّنت بنعيش أنه تم تحديد المدرسة المتواجدة بقرية تغرات في مرتفعات إداوتنان، التي تعد الأكثر احتياجًا لهذا الدعم بالرغم من رمزيته لأن النادي على دراية بما تحتاجه المؤسسة بعد سنوات من التواصل والزيارات للمنطقة شهدت أثناءها إنجاز أشواط من الترميم والدعم اللوجيستي، بشراكة مع مديرية التعليم بأكادير.
في سياق مرتبط، وللوقوف على تفاصيل هذا العمل الخيري، أوضحت الطالبة المهندسة بشرى حماد، أن الفريق باشر تنفيذ العمل بجمع تبرعات من شركات خاصة ومواطنين بمدينة أكادير من أجل توفير الدعم المالي الكافي”.
وكشفت بشرى أنه “بالرغم من الصعوبات التي صاحبت عملية جمع هذه التبرعات، فإن العزيمة كانت تدفعنا لتحقيق العمل المخطط له، لكي نكسر ذلك التهميش الذي يطال هذه المدارس الواقعة بين الجبال وتعيش انعزالًا تامًآ عن الحواضر، وتحتاج منا الشيء الكثير من الدعم”.
طلاب الهندسة في أكادير يرممون مدرسة بمنطقة إداوتنان النائية

تضمنت المهمة ألعاب ونشاطات ترفيهية للأطفال

وأضافت أن “الابتسامة التي ارتسمت على محيا أطفال المنطقة فور وصول الفريق لا تقدر بثمن، ولا شك أنها ستُذكي روح التآزر والتآخي في نفوسهم مستقبلًا، فالأمر لا يتوقف عند تقديمنا للدعم الاجتماعي أو ترميم مدرسة فقط، بل سيعلم براعمنا أهمية التضامن الاجتماعي فيما بينهم وقيم الإنسانية”.

30 شتلة زرعت خلال نشاط البستنة

شملت أعمال الترميم أسوار مدرسة تغرات الفرعية التي تتكون من حجرتين دراستين، تم طلائهما بالصباغة ورسم جداريات ملونة لتضفي عليهما جمالية، فضلًا عن طلاء وترميم قاعة المطعم المدرسي وتزينها برسومات مناسبة، إلى جانب نشاط البستنة الذي تم خلاله زرع حوالى 30 شتلة جديدة في أنحاء الساحة الرئيسية داخل فضاء المؤسسة.
وعطفًا على ذلك، فسرت الطالبة المهندسة أسماء باحلو، وهي أيضا عضو مشرف على المبادرة من فريق الجامعة الدولية بأكادير، أن “هذه الزيارة التي قمنا بها لا تقتصر على ترميم المدرسة والأنشطة الأخرى فقط، بل هي مناسبة من أجل التواصل مع تلاميذ المنطقة والتعرف أكثر على صعوباتهم الدراسية لدمجها في مبادرات قادمة”.
أطفال يزرعون شتلات ضمن نشاط البستنة

30 شتلة زرعت خلال نشاط البستنة الذي شارك فيه الأطفال

كما أوضحت لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني جواد الأطلس أن “الزيارة كانت فرصة ثمينة لإخراج هؤلاء الصغار من روتين الدراسة والعزلة الجغرافية عن طريق ورشات توعوية وترفيهية وألعاب بالهواء الطلق، وشهدت هذه الورشات التزيين والرسم على الوجوه ونقش الحناء بزخارف متنوعة أدخلت الفرحة على قلوبهم بشكل غير مسبوق”.
تجدر الإشارة أن مجموعة مدارس الساقية الحمراء الواقعة بقرية تغرات التي تدخل ضمن النفوذ الترابي إيموزار إداوتنان، تعد من أشهر المناطق المعروفة بشجر الأركان والشلالات.
كما تضم المنطقة “براديز فالي” أو وادي الجنة الذي يشتهر كمنطقة سياحية للسياح القادمين من أوروبا وآسيا، لكن تظل العديد من القرى المتفرقة النائية صعبة الوصول إليها إما لانعدام الطرقات أو لحالتها المهترئة، فيما تحوال العديد من الهيئات الخيرية تخطي هذه العوائق والمساهمة ولو بالقليل.