التفكير التصميمي منهج حلول مبتكرة للأعمال

نظم مختبر الصويرة للابتكار بشراكة مع جمعية الخير النسوية، يوم 31 ماي/ أيار 2021، ورشة عمل حول موضوع التفكير التصميمي في مجال المُقاوَلات الصديقة للبيئة، لفائدة 25 من النساء الحرفيات والمُقَاوِلات بإقليم الصويرة بالمغرب.

تم تنظيم الورشة بأحد فنادق مدينة الصويرة المصنفة، حيث قامت بمهمة التأطير المدربة جميلة حضري، وهي متخصصة في التفكير التصميمي، وخريجة برنامج الزمالة المهنية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية.

 

استهلت الورشة، التي حضرها مراسل “تطبيق خبّر” الميداني بالمغرب يوسف أسكور، بتقديم نماذج لنساء مقاولات استطعن تحقيق النجاح بفضل أفكار مبتكرة تساهم في الحفاظ على البيئة وتحقق الإدماج الإقتصادي للنساء في وضعية هشاشة.

بعد ذلك، تم تقاسم تجارب النساء المشاركات في مجال المقاولة، اللواتي استعرضن التحديات التي واجهنها لولوج مجال المقاولات، وقمن بطرح إشكاليات التسويق والتنظيم الداخلي والإدارة الجيدة والتجديد والإبتكار، كأبرز التحديات التي تواجههن.

مشاركات في ورشة عمل في التفكير التصميمي بالصويرة بالمغرب

المتدربات خلال ورشة عمل تطبيقية في التفكير التصميمي

أوضحت المدربة حضري في مستهل العرض التقديمي للورشة أن التفكير التصميمي هو منهج ابتكار حلول تتمركز حول البيئة والإنسان، ويقدم حلولًا مرغوبة من وجهة نظر المستفيد، وقابلة للتطبيق تقنيًا، ومجدية اقتصاديًا ومستدامة.

وأضافت أنه بذلك يشكل منهجًا بديلاً للعاملين في مجال المقاولات الاجتماعية بالصويرة، الذين يسعون إلى التأثير في المحيط المحلي من خلال ابتكار حلول بيئية. وبيّنت حضري أن العديد من المشاريع تستخدم بشكل غير واعٍ بعض مزايا التفكير التصميمي، ولكن أغلبها يتخلى لأسباب عديدة عن هذا المنهج كوسيلة لتجاوز وحل المشكلات التي تواجه هذه المشاريع.
التفكير التصميمي.. ورشة عمل لفائدة 25 امرأة بالصويرة

وزّعت المشاركات على 5 مجموعات عمل خلال الورشة

أهم هذه الأسباب، كما ذكرت حضري، عدم تبني التفكير التصميمي في المؤسسات بأكملها، أو عدم أخد المؤسسة بنهج محوره البيئة والإنسان فتفشل في الموازنة بين وجهات نظر المستخدمين، والمنفذين التقنيين، والممولين.

الخوف من الفشل أحد أبرز العوائق أمام الابتكار

يظل أحد أكبر عوائق اعتماد التفكير التصميمي، كما قدمت حضري، هو الخوف من الفشل، مبيّنة أن هناك فكرة يعصب قبولها عادة وهي فكرة ألا شيء خطأ طالما أن الفشل يكون أثناء تجريب الحلول من خلال نموذج أولي منخفض التكلفة، ويتم تجريبه في وقت مبكر، ليكون التجريب في الحقيقة مصدر للتعلم.
وأكدت المدربة جميلة حضري أن ثقافة تصميم الأفكار النابضة بالحياة ستشجع النماذج الأولية السريعة، والرخيصة، والبسيطة باعتبارها طريقة خلاقة لتجريب الحلول، قبل التورط في استثمار مبلغ كبير من المال في تصاميم، دون التحقق من فعاليتها وجدواها.
التفكير التصميمي.. ورشة عمل لفائدة 25 امرأة بالصويرة

شاركت النساء المنتسبات لورشة العمل تجاربهن الخاصة في أعمالهن

وعليه طورت المدربة الحضري بمعية المشاركات تعريفا تشاركيًا للتفكير التصميمي، كونه نهج إبداعي لحل المشكلات، وهو عملية تبدأ مع المستفيدين الذين نصمم لهم الحلول، من خلال بناء التعاطف العميق معهم، مرورًا بتوليد الكثير من الأفكار، وبناء عدد من النماذج الأولية لتجريب تلك الأفكار، وفي نهاية المطاف تقديم حلول جديدة تتناسب مع احتياجاتهم، ومن ثم إطلاقها إلى العالم.
كما أوضحت كيف يمكن استخدام التفكير التصميمي في قطاعات الصناعات المختلفة للتصدي لأكبر عدد من التحديات خصوصًا البيئية منها، من تصميم المنتجات والخدمات إلى تصميم الأنظمة والمساحات، على سبيل المثال لا الحصر.
بعد ذلك تم توزيع المشاركات إلى مجموعات عمل مكونة من 5 مشاركات ف تمي كل مجموعة، وجرى تطبيق مراحل عملية التفكير التصميمي بدءًا من الإلهام، إلى التصور والتنفيذ عبر العمل على منتجات مجالية محلية والتفكير فيها بشكل مبتكر وخلاق.
مراسل “تطبيق خبّر” حاور عتيقة، وهي مشاركة في ورشة العمل وصاحبة مقاولة في الخياطة، أثناء عمل المجموعات، وأخبرته أنها استفادت من الورشة كيفية تمكنها من تمديد العمر الافتراضي للمواد الأولية التي تشتغل بها، وذلك عبر إعادة استعمالها منزليًا وتوظيفها ضمن منتجات جديدة بشكل يحقق لها التميز وتساهم في الحفاظ على البيئة.
الخوف هو عائق أمام الابتكار كما شرحت المدربة في الصورة

ورشة التفكير التصميمي كانت تحديدًا في مجال المُقاوَلات الصديقة للبيئة

في نفس السياق، وخلال نفس ورشة العمل قالت عائشة، وهي صاحبة مطعم تقليدي، إنها استفادت بكيفية تمكنها من إعادة تدوير مخلفات الخضار والفواكه عبر تصنيع مطهرات منزلية تحل محل الصناعة الضارة، في أفق جعل مطعمها يحقق هدف صفر نفايات.
أما نجوى، وهي حاملة لفكرة مشروع لإنتاج الحلزون واستخدامه لدواعي تجميلية، فشاركت خلال ورشة العمل الفرص التي يحملها مشروعها وآفاقه الصديقة للبيئة. كما عبرت عن استعدادها للتعاون مع النساء المشاركات في مراحل إخراج مشروعها إلى حيز الوجود، في أفق التشبيك والتعاون بينهن.
يذكر أن الورشة تدخل ضمن مشروع “الاقتصاد الدائري لأجل مبادرات جيدة” ويهدف إلى تطوير مشاريع صديقة للبيئة وتسريع أثرها الاجتماعي.