مخيم القيادة هو أحد البرامج الوطنية في نسخته السادسة 

نظمت جمعية فريق تنمية المهارات القيادية، بشراكة مع مؤسسة المستقبل ومؤسسة هنريش بول بالمغرب، الدورة السادسة من مخيم القيادة والعمل الجمعوي بجماعة أيت أورير ضواحي مدينة مراكش، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 19 و23 أيار/ مايو الحالي (2021).
المخيم هو أحد البرامج الوطنية الكبرى الذي ينظمه الفريق، ويهدف إلى تكوين نخبة من الشباب الواعد في مجال القيادة الفعالة والعمل الجمعوي، وكذلك كيفية تسيير البرامج الجمعوية الناجحة.

 

 

شارك في المخيم عشرون شابًا وشابة تتراوح أعمارهم ما بين 17 إلى 23 سنة من مختلف المدن المغربية (زاكورة، ورزازات، الراشيدية، مراكش، الدار البيضاء، قلعة مكونة وأكادير، فاس وتطوان).

افتتح المخيم بتنظيم ندوة افتتاحية تم خلالها مناقشة الفعل الجمعوي من جوانب التنمية المحلية والوطنية، ونوقش كموضوع لهذه الدورة تدريس العمل التطوعي بين الإمكانات المادية والمعرفية المتاحة والنتائج المنتظرة، وعرفت مشاركة ثلة من الفاعلين المجتمعيين والخبراء في المجال.
مخيم للقيادة والعمل الجمعوي لـ 20 من الشباب المغربي في أيت أورير

20 شابًا وشابة من مختلف المدن المغربية شاركوا في مخيم القيادة والعمل الجمعوي

وبحسب برنامج الورشات التدريبية، الذي توصل بنسخة منه مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، فقد ضم عدة ورشات مقسمة بين ورشات في جانب التواصل والقيادة، وبين ورشات تهدف تقوية قدرات المشاركين والمشاركات في إدارة المشاريع الجمعوية واكتساب مهارات الاشتغال الجمعوي.
وضم برنامج المخيم ورشات في آليات المناصرة والديمقراطية التشاركية، كما تقديم قصص نجاح جمعوية لأجل تقاسم التجارب والتحديات التي يمكن أن تواجه المشاركين والمشاركات وأفكار لتجاوزها.
مخيم للقيادة والعمل الجمعوي لـ 20 من الشباب المغربي في أيت أورير

مخيم القيادة هو أحد البرامج الوطنية في نسخته السادسة

يعتبر تحدي المتطوعين من الفقرات الرئيسية لمخيم القيادة والعمل الجمعوي، والذي شكل الجانب التطبيقي منه، إذ حاول المشاركون والمشاركات من خلاله تطبيق المهـارات المكتسبة طيلة الورشات التكوينية المقدمة.
ويراد من الجانب التطبيقي تعميق تأثير البرنامج بشكل غير مباشر من خلال الجمعيات الشريكة للتحدي والتي تكون مساندة لفكرة البرنـامج، كما تكتسب هـي الأخرى مهارات أساسية حول طريقة بناء الأنشطة، كما يروم التحدي تشجيع فكرة التشبيك والتعاون الجمعوي وجعله خيارًا للتنمية المجتمعية.
مخيم للقيادة والعمل الجمعوي لـ 20 من الشباب المغربي في أيت أورير
كذلك شكل تحدي المتطوعين فرصة تستفيد منها الساكنة المحلية من تطوع المشاركين والمشاركات الذين يقدمون خلال فترة تطوعهم مجموعـة من الأنشـطة لهم، كتنشيط الأطفـال وتأطير ورشات تكوينية مختلفة في التوجيه والتواصل.
ولعب التحدي أيضًا دورًا هامًا في معرفة المنطقة مـن خلال التحدي الذي یتمثل في التعرف على المنطقة وأعلامها وموروثها الثقافي المادي واللامادي، إذ تعتبر الفضاءات التي ينظم فيها التحدي بمثابة منصة للتعلم والابداع مع التسويق السياحي لها.

الحاضري: فرصة للشباب لتطوير مهارات القيادة والعمل الجمعوي

خولة الحياني الحاضري، وهي رئيسة الفريق، قالت لمراسل “تطبيق خبّر” إن المخيم يأتي ضمن جهود الفريق لأجل إعطاء فرصة للشباب الطموح لتطوير مهارات القيادة والعمل الجمعوي عبر تمكينهم الشباب المبادئ الاساسية للعمل الجمعوي والقيادة الفعالة.
وأشارت الحاضري إلى أن المتدربين والمتدربات يستفيدون من ورشات تدريبية في مجال التنمية والعمل التطوعي، بما في ذلك القيادة، تحت تأطير مدربين متخصصين وفاعلين جمعويين، فضلًا عن ممثلي منظمات وطنية ودولية، موضحة أن البرنامج لا يكتفي فقط بالشق النظري وإنما يتخطى ذلك بإعطاء أهمية للعمل التطبيقي عن طريق أنشطة تطوعية وزيارات ميدانية.
مخيم للقيادة والعمل الجمعوي لـ 20 من الشباب المغربي في أيت أورير

خلال 6 سنوات قدم المخيم أكثر من 76 برنامجًا تدريبيًا

ولفتت إلى أن هدف البرنامج الأكبر هو زرع روح المبادرة الفردية والجماعية من أجل خلق تغيير تنموي إيجابي عبر حرص لجنة الإشراف على انتهاء البرنامج بصياغة مشاريع جمعوية من طرف المشاركين والمشاركات، والتي يمكن العمل عليها بعد البرنامج بالإمكانيات المتاحة التي يمكن توفيرها.

أيت جامع: نعمل لتكوين جيل جديد قادر على إدارة ذاته وأفراد مجتمعه

كبيرة ايت جامع، وهي المسؤولة عن التواصل، قالت لمراسل “تطبيق خبّر” إن فكرة المخيم بدأت بعد مشاركة خيرة من الشباب في برنامج تدريبي كان الأول من نوعه بمنطقة الجنوب الشرقي برنامجًا غير مألوف اسمه قادة الجيل، وتلقى من خلاله المشاركون دورات وورشات متعددة حول مواضيع لا يتم التطرق لها عادة بالمؤسسات التعليمية.
وأضافت كبيرة أيت جامع أن البرنامج استمر شهرين، ومستوى الورشات أدى إلى أن تتولد لدى المشاركين فكرة مشاركة ما اكتسبوه مع من لم يحالفه الحظ من زملاءهم.
مخيم للقيادة والعمل الجمعوي لـ 20 من الشباب المغربي في أيت أورير

يهدف المخيم لتكوين جيل جديد قادر على إدارة ذاته وأفراد مجتمعه

من هنا، أوضحت أيت جامع، “جاءت فكرة تشكيل فريق تنمية المهارات القيادية، كفريق يجوب المؤسسات التعليمية ويقدم ورشات للتلاميذ، ومع توالي النجاحات كان لزامًا تحويلها لفريق ومبادرة دائمة تسهر على صياغة برامج ودورات وأنشطة تدريبية مميزة أساسها الابداع وجوهرها الطاقة الشبابية والأساليب المبتكرة”.
وبيّنت أيت جامع أنه سرعان ما تتالت الأفكار وكبر الحلم ليصبح للفريق رؤية وهدف سامي وهو تكوين جيل جديد قادر على إدارة ذاته وأفراد مجتمعه، مشيرة إلى أنه مع حجم المسؤولية وثقل الرسالة كان لزامًا على الفريق تشكيل فريق عمل متجانس وقادر على صياغة برامج ترقى لمستوى الرسالة.
مخيم للقيادة والعمل الجمعوي لـ 20 من الشباب المغربي في أيت أورير
وهكذا توالت البرامج ومعها تطعيم فريق العمل ليصير الفريق منصة خصبة للتأثير بلغ صداها مختلف ربوع الوطن، بحسب ما قالت أيت جامع قبل أن تختم حديثها بلفت النظر إلى أن الفريق اعتمد بشكل كبير على تكوين الشباب في مجالات القيادة والعمل الجمعوي وتأسيس وإدارة المقاولات وبالأخص المقاولة الاجتماعية إيمانا منه أن هذه المجالات كفيلة بتطوير المجتمع وتنميته، “وما استمرار هذه التجربة إلا دليل قاطع على نجاحها نجاعة برامجها وتأثيرها”.
يذكر أن المخيم في نسخته السادسة، وكان قد انطلق سنة 2013، وشارك فيه على مدى ست سنوات 2480 مشاركًا ومشاركة من عدة مدن مغربية. كما قدم أزيد من 76 برنامجًا تدريبيًا، واستطاع أن ينال ثقة أزيد من 50 مؤسسة وجمعية مجتمع مدني.