التشجير سيساهم في تحسين البيئة ودعم الأهالي العائدين نفسيًا

في بادرة تعتبر الأولى من نوعها في مجمعات جنوب قضاء سنجار شمال محافظة نينوى في العراق، انطلقت حملة “شجرة لكل بيت” بهدف  المساهمة في تحسين البيئة ودعم العائدين إلى المجمع في هذه المنطقة المعروفة بطقسها الصحراوي.

في سياق الحملة، قام مركز شباب مجمع تل قصب بزيارة بيوت الأهالي وزراعة شجرة أمام كل بيت، علمًا أن شباب المجمع كانوا قبل أشهر وبمبادرة فردية قد سعوا إلى زراعة المزيد من الأشجار في مناطقهم.

 

 

أتت الحملة بدعم وتمويل من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “هابيتات”، بالشراكة مع صندوق مداد التابع للاتحاد الأوروبي، بمناسبة ذكرى يوم أوروبا الذي يصادف 9 أيار/ مايو من كل عام، وهو اليوم الذي أعلن فيه ولادة الاتحاد الأوروبي.
 
وفي هذا الإطار، قال فارس بابير مسؤول لجنة الإعلام في مركز شباب تل قصب إن “حملة شجرة لكل بيت هي حملة مهمة جدًا كون المنطقة تشتهر بأجواء صحراوية وبذلك تحتاج إلى حملات كهذه، لذلك نحن كشباب المجمع قمنا بها ونسعى إلى تنفيذ الكثير من الحملات المشابهة مستقبلاً”.
"شجرة لكل بيت" لإضفاء الأخضر على مجمع تل قصب بسنجار

التشجير سيساهم في تحسين البيئة ودعم الأهالي العائدين نفسيًا

وأوضح بابير لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في العراق ذياب غانم خلف أن “زراعة الأشجار تعني الكثير للعائدين إلى المجمع حيث الدمار كان يعم المنطقة، والأشجار ستساهم في تجميل المنطقة وإضفاء منافع كثيرة على نفسية الأهالي، ناهيك عن منافعها البيئية”.

تحتاج المنطقة بشكل أساسي  إلى الخدمات الرئيسة 

كما أشار بابير إلى أن “الزراعة بشكل عام هي الرئة الرئيسية التي يعتمد عليها أهالي قضاء سنجار كمصدر للعيش، والمنطقة تحتاج إلى زراعتها بشكل كثيف لأنها كانت جافة وخالية من أي أنواع الزراعة كالخضار لقرابة خمس سنوات”.
ويُعد مجمع تل قصب من أكبر مجمعات قضاء سنجار، وقد عاد إليه أكثر من 500 عائلة بعد أن نزحوا إليه جراء الأعمال الإرهابية التي شنها تنظيم داعش في 2014.
اعتبر فارس بابير في حديثه لمراسل “تطبيق خبّر” أن “المنظمات تعمل بشكل جيد في المنطقة لكنها قليلة النشاط، بمعنى أنه ليس بحجم المعاناة واحتياجات هذه المناطق التي تعيش في مرحلة إعادة تأهيل، وأكثر ما تحتاجه المزيد من الخدمات الرئيسية”، لافتًا النظر إلى أنهم تلقوا وعودًا كثيرة لكنها بقيت حبرًا على ورق، على حد قوله.
مركز شباب تل قصب مركز ثقافي و اجتماعي تأسس قبل عام مع عودة أهالي المجمع إليه، ويهدف إلى خدمة المجتمع وضحايا داعشية على وجه الخصوص.
شباب مركز مجمع تل قصب

شباب مركز مجمع تل قصب الذين نفذوا حملة “شجرة لكل بيت”

 الشاب خيري قاسم حسن، العائد إلى مجمع تل قصب مع عائلته منذ مدة، قال لمراسل “تطبيق خبّر” إنها “كانت حملة مهمة جدًا نحو توفير البيئة المناسبة لمناطقنا المنكوبة بعد ما قتلوا فيها كل شيء جميل، وخطوة مهمة من أجل إعادة الحياة إليها من عدة جوانب”.

الأشجار ستدعم الترفيه لأن الطبيعة هي أساس الترفيه في تل قصب

أكد خيري على “أهمية الجانب المعنوي أو النفسي الذي يشكل أحد الجوانب الرئيسية للمنطقة باعتبار الاهتمام بالطبيعة والتنزه فيها هو أحد أركان الترفيه عند الأهالي، والأشجار خصوصًا حين تكبر ستساهم في ذلك بشكل كبير”.
كما لفت إلى أن “عمل المنظمات ضعيف وليس بالشكل المطلوب لدرجة، فهناك بعض المناطق يعيش فيها الناس بالرغم من وجود آثار الحروب فيها، ويجب دعم مناطقنا بشكل أفضل من ما هو عليه الآن من أجل العودة إلى الحياة الطبيعية”.
شابة تزرع شجرة في تل قصب بسنجار

الأشجار ستدعم الترفيه لأن الطبيعة هي أساس الترفيه في تل قصب

وبحسب وجهة نظره، تحتاج المنطقة إلى المزيد من حملات التشجير والتنظيف، وبشكل خاص الأماكن العامة كالحدائق التي ينعدم وجودها في المنطقة، لكنها ستوفير مناطق ترفيهية.
ووصف خيري هذه الحملة بأنها نادرة جدًا في المنطقة بشكل عام ومميزة، و دعا مركز شباب مجمعه إلى بذل المزيد من الجهد من أجل تحقيق حملات جديدة مثلها، مثمنًا جهودهم ومعبرًا عن دعمه الكامل لهم في عملهم تجاه المنطقة.