المجتمع الأردني طالب بمعاقبة الجاني والد الشاب القتيل

هزت جريمة بشعة المجتمع الأردني، عندما وقعت مساء السادس من رمضان حيث أقدم والد في مدينة إربد شمال العاصمة الأردنية عمان على قتل فلذة كبده نتيجة خلاف تطور فيما بينهما لحظة وضع الإفطار على المائدة.

وجاء الخلاف بعدما تطور إلى ملاسنة بين الشاب ووالده نتيجة استعجاله تحضير الإفطار من قبل والده الذي قام واستل سكيناً وطعن ولده عدة طعنات أدت إلى مفارقته الحياة على الفور، على الرغم من أن جميع من يعرفونه أشادوا بأخلاقه الحميدة على صفحته على فيسبوك، وقالوا إنه “كان لطيفا محبوباً بين زملائه في الجامعة حيث يدرس الهندسة”.

ووكان آخر منشور للشاب القتيل على صفحته يقول فيه: “أنا لست شخصاً سيئاً.. أنا شخص جيد وضعت في ظروف سيئة”، ما أثار حنق العديد من الأردنيين الذين دعوا له بالرحمة والمغفرة ودعوا إلى تنفيذ العقاب العادل على القاتل حتى لو كان والده، حسبما رصدت “أخبار الآن”.

الصحافي الأردني المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية حسن الطرزي كتب على صفحته: ” القاتل والده!”.

 

 

وتابع: “مثل كثيرين، هزني الخبر القادم من إربد عن مقتل الشاب مجدي التل الطالب في جامعة اليرموك بيد والده جمال التل المتقاعد من الدفاع المدني، وكم أدمى قلبي هذا الخبر، كيف لا، وانا أعرف الوالد والولد، أعرف مجدي، أذكره صبيا متأنقا كافحت أمه لإسبال شعره على شق رأسه الأيمن، وأعرف جمال رجلا قوي البنية مرحا هادر الصوت”.

وأضاف الطرزي: “في آخر منشوراته على فيسبوك يقول مجدي: أنا لست شخصا سيئا، أنا شخص جيد واجهته ظروف سيئة”.

 

 

وزاد: “مثل كل سنة، يدخل علي رمضان وأدخل معه حالة من الحنين لكل ركن في بيت أهلي وكل شارع في حارة أهلي وكل أخ وصديق وحبيب في بلاد أهلي، ومثل كل سنة، بللت عبرات الاشتياق وجنتيّ وذكّرتني أياما وليالي ما نسيتها ساعة، حتى أصب الحنق مثل كل سنة على الغربة والساعة التي فكرت فيها بمفارقة بلدي والفرار إلى مغارب الأرض قبل عشر سنوات طوال طوال، لكنْ وخلافا لكل سنة، جفت دموع الحنين باكرا، بعدما أجهضتها دموع الأسى والجزع”.

وتابع قائلا: “قبل أسابيع، قرأت قولا لأحدهم مفاده أن فيسبوك بات دارا للمسنين، بعدما هجرته الأجيال الناشئة وارتحلت إلى مواقع وتطبيقات يتحدث مستخدموها لغة أو لغات لا نفهمها، يناقشون شؤونا لا تندرج بالضرورة بين اهتماماتنا كعجزة، ولعل هذا القول يصف بدقة عمق الهوة بيننا وبين النشء الذي يعرف أكثر مما نعرف ويخوض أكثر مما خضنا ويعاني ربما غير ما عانينا”.

واختتم بقوله “راح مجدي رحمه الله وغفر له، وراحت بمقتله حالة الحنين التي كانت تمزقني بسعادة، لتسكنني حالة اليأس والرعب والخوف، لا أدري لأي شئ حصل كل هذا، ولأي شئ يطعن الوالد ولده فيقتله، ولا أدري أين كان المجتمع بينما كانت السكين تقطع أحشاء الضحية، ولا أدري ما الذي حل بنا وحل بتقاليدنا وعاداتنا، ولا أدري أين ذهبت الرحمة، ولا أدري مَن نعزي بهذه الماساة.

لكنني أدري أننا فقدنا مجدي، وأي شئ بعد الفقد يُجدي؟

أرجوكم الدعاء له وقراءة الفاتحة على روحه”.

وقال حساب “قلعة الكرك”: “الشاب مجدي التل الذي قُتل على يد والده اليوم في منطقة ابان ، وهو طالب جامعي في قسم الهندسة المدنية في جامعة اليرموك .. إنا لله وإنا إليه راجعون”.

وباشرت الأجهزة الأمنية الأردنية التحقيق في القضية تمهيداً لإحالة والد الشاب القتيل إلى النيابة العامة ومن ثم على القضاء لقول كلمته.