المبادرة تعكس الترابط الاجتماعي القوي بين أبناء تريم

سعادة بالغة أبداها الشاب عبدالله عبدالقادر لمشاركته في المبادرة التي نظمها شباب حي عيديد القبلي بمدينة تريم بمحافظة حضرموت، جنوبي شرق اليمن، لتنظيف الحي استعدادًا لاستقبال شهر رمضان الفضيل.

 وقال عبدالله لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في اليمن عمر يعقوب، إنه دأب بمعية العديد من أصدقائه وشباب الحي على المشاركة في مثل المبادرات المجتمعية التي تحافظ على المظهر الجمالي للحي، وتعكس صورة الترابط الاجتماعي القوي بين أبناء هذه المدينة.

 

و بيّن أنه خلال شهر رمضان المبارك، يشهد الحي العديد من الفعاليات الاحتفالية، أبرزها الاحتفاء بختم القرآن الكريم في مساجد المنطقة خلال ليالي الشهر الفضيل، وهو ما يعرف بـ”الختومات”، أو “الختائم”.

أما رفيقه الشاب عمر محمد عبدالله، والمشارك في المبادرة، فأوضح أن حي عديد القبلي ليس الوحيد الذي حظي بهذه المبادرة، بل إن هناك العديد من الأحياء التي شهدت مبادرات مماثلة، ولكن مبادرة شباب حي عديد اكتسبت هذا الزخم بسبب المشاركة الواسعة لمختلف شرائح المجتمع، من الأطفال، والشباب، والرجال والشيوخ.
مبادرة لشباب يمنيين ينظفون أحياء تريم

المبادرة تعكس الترابط الاجتماعي القوي بين أبناء تريم

وأشار عمر إلى أن تنظيم المبادرات المجتمعية بات عادة متأصلة في أبناء مدينة تريم الذين دأبوا على تنفيذ العديد من المبادرات، خاصة تلك التي تتزامن مع المناسبات الدينية.
وأعطى مثالًا تزيين الشوارع وإضاءتها احتفالاً بدخول الشهر الهجري ربيع الأول احتفالاً بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكذا ذكرى الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شهر شعبان، وذكرى هجرة الرسول الكريم، وغيرها من المناسبات.

توجيه دعوي ساهم في منح المبادرة زخمًا ومشاركة واسعة

من جانبه، بيّن عبدالرحمن صالح أحمد، أحد منظمي المبادرة وواحد من أبناء حي عديد القبلي، أن مبادرة النظافة هي عادة سنوية، دأبت لجنة الحي على تنظيمها، كغيرها من أحياء تريم، لاستقبال شهر رمضان المبارك. وأضاف عبد الرحمن أن هذه المبادرة جرى تقسيمها على عدة مراحل، وتستهدف رفع الأتربة المتراكة في جنبات الطرق، وكذا المخلفات، تعقبها مرحلة الكنس والبرش، ثم مرحلة الطلاء والتزيين.
وأوضح لمراسل “تطبيق خبّر” أن حملة النظافة بدأت من أمام منزل العلامة الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ، عميد دار المصطفى للدارسات الإسلامية، الذي كان لتوجيهاته ودعمه أثرًا بالغا في أن تحظى هذه المبادرة بزخمٍ كبيرٍ ومشاركة واسعة، بعد دعوته أبناء المنطقة في جلسته الشهرية للمشاركة في الحملة.
وأردف عبد الرحمن أن همة الشباب ازدادت بفعل تلك الدعوة، إذ تواصلت خمس حارات مع مندوب حي عيديد القبلي، الذي قام بدوره بترتيب المتطلبات عبر الشؤون الاجتماعية بالتنسيق مع الجهات المختصة، مثل عاقل الحارة والمدير العام والبلدية والأشغال.
جرافة صغيرة تجمع الأوساخ

السلطات المختصة وفرت آلية لرفع الأتربة

وأضاف أنه تم توفير آلية رفع الأتربة، لرفع بقايا الأتربة ومخلفات أعمال الحفريات، في حين قامت لجنة الحي بتوفير المعدات الأخرى مثل المكانس، وسيارات نقل المخلفات وترتيب سيارة رش الماء، لمنع تصاعد الغبار الذي يضر كثيرًا بالصحة، وخصوصًا كبار السن ومرضى الصدر وضيق التنفس.
بدوره، أكد مندوب لجنة الحي حسن يحيى مثنى أن اللجنة شددت على ضرورة الالتزام بالاجراءات الاحترازية لحماية المشاركين، حيث قامت بتوزيع الكمامات الطبية وأكدت على ضرورة ارتدائها كشرط من شروط المشاركة.
مبادرة مجتمعية لتنظيف وتزيين أحياء تريم بحضرموت استعدادًا لشهر رمضان

توجيه دعوي ساهم في منح المبادرة زخمًا ومشاركة واسعة

ولفت مُثنى إلى أن دور اللجنة لم يقتصر على ذلك، فقد عملت على توزيع ماء الشرب، والعصائر على المشاركين للتخفيف عنهم من وطأة حرارة الجو. وأبدى مُثنى سعادته بالتفاعل الكبير الذي حظيت به هذه المبادرة من مختلف شرائح المجتمع، وحضور بعض الأعيان والشخصيات الاجتماعية تشجيعًا للمشاركين.
مندوب اللجنة، تمنى، في ختام حديثه لـمراسل “تطبيق خبِّر”، على الخيّرين، مساعدة اللجنة لشراء مكانس التنظيف ليستفيد منها جميع المشاركين في حملات التنظيف في حارات تريم، شاكراً جميع المشاركين، وراجيًا من المولى عز وجل أن يكون ذلك في ميزان حسناتهم.