شباب جزائري يسعى لإحياء التراث المادي واللامادي في القصبة العتيقة

أطلق مجموعة من الشباب الجزائري مبادرة ثقافية اسمها “الفنارجية”، تهدف لإحياء التراث الجزائري المادي واللامادي للحفاظ عليه بمختلف أشكاله من خلال إحياء عدة أنشطة دورية يتم التجهيز لها مسبقًا، وفي إحدى ضواحي حي القصبة العتيق.
اجتمع الشباب الذين تراوحت أعمارهم بين 20 و22 سنة، في حي القصبة، ومن هناك كانت الانطلاقة، إذ تعاهدوا على خدمة التراث الجزائري. وخصّوا الأنشطة التي بدأت في الاندثار، بالبحث والتواصل مع قدماء الحرفيين الذين كانوا ينشطون في حي القصبة والأحياء العتيقة المجاورة، وتواصلوا معهم لتنشيط ندوات واجتماعات وإعادة الاعتبار لهذه الحرف والفنون القديمة.

التراث كنز ثمين بكل أجزاءه حتى البسيطة

 

وفي تصريح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر عبد المؤمن لعرابي، قالت جهاد هاشمي، إحدى المؤسسات لهذه المجموعة، إن التراث هو كنز ثمين حتى أجزاءه البسيطة التي لا ينتبه إليها الكثير من الناس.

وأوضحت هاشمي أن “التراث يمتد ليتضمن أسلوب العيش والأكل والغناء واللبس والمعمار،والأبنية القديمة والأزقة، ومهمتنا تكمن في كيفية جلب النظر لهذا التراث، ومحاولة تثمينه وإعادة ولو القليل منه للوقوف على قيمته الفنية والتاريخية”.
‎الفنارجية.. مبادرة شبابية للحفاظ على التراث الثقافي الجزائري

التراث كنز ثمين بكل أجزاءه حتى البسيطة

وجاءت تسمية “الفنارجية” من المهنة التي كان يختص فيها من يشعلون الفنارات قديمًا في أحياء القصبة، لإضاءتها، ومن هنا عكف الشباب الثلاثة وهم نزيم لبحور وأسماء أم مجبر وجهاد، على إشعال الضوء على التراث الجزائري.
ونظم هؤلاء الشباب الأسبوع الماضي مبادرة أسموها “تفكيرة دزاير”، حول الطرز الدزيري، الذي أصبح قليل الظهور لدرجة أن الحرفيين المتوارثين هذه الصنعة استغربوا من تناقص الطلب عليه، حسب ماصرحت به جهاد هاشمي لمراسل “تطبيق خبّر”.
وأضافت هامشي أنهم فكرو في أنه يجب إحياء هذه الصنعة من جديد، فأقاموا معرضًا لهذا الفن بحضور جمع من الشباب والشابات، بحضور كريم بطحوش، أحد أشهر من عملوا في الطرز الدزيري منذ القديم.
وبيّنت أنهم حضروا الخيوط والأقمشة وكل المواد التي تخص هذا الطرز، وبدأت سيدة في الحديث عن هذا الفن وأسباب بدءه في الضمور مؤخرًا، كما شرحت للحضور الأساسيات التي يستعملها الناس في اللبس أو الأفرشة بطريقة الطرز الدزيري، أملًا في إحياءه من جديد.
وبعد جولة سياحية في حي القصبة، تلاها إقامة غداء تقليدي في منزل قديم لكل المشاركين، وصل الجميع إلى مكتبة بن شنب حيث أقيمت المبادرة.
شباب الفنارجية خلال مبادرتهم لإحياء التراث

شباب الفنارجية خلال مبادرتهم لإحياء التراث

وكانت مكتبة بن شنب سابقًا ورشة للطرز الدزيري قبل أن تتحول إلى مكتبة، حيث وقع الشباب معها اتفاقية تقضي بالتعاون في إعادة إحياء هذا الفن التراثي من جديد.

يأمل شباب الفنارجية بأن تتحول مبادرتهم لشركة ناشئة ثقافية مختصة في التراث

 
عقب اجتماع مجموعة الفنارجية في القصبة، آثروا أن تكون معظم نشاطاتهم من القصبة وتراثها القديم، فينظمون مبادرات لها علاقة بالتراث، بينما يمكن أن يستقبلوا كل الأفكار المهتمة بهذا المجال حتى من خارج المجموعة.
ويتعامل شباب “الفنارجية” مع بعض الشخصيات القديمة في القصبة، والتي لها تاريخ قديم فيها، من بينهم عمي الزبير الذي يدلهم على الكثير من الحرف والشخصيات والألبسة القديمة التي كانت هناك في السابق.
ويهدف الشباب لأن تتحول هذه المبادرة إلى شركة ناشئة ثقافية مختصة في التراث الجزائري، حتى يستطيعوا خدمة التراث والتعريف به عبر كامل التراب الوطني.