تدهور العملة اللبنانية يزيد من معاناة اللاجئين السوريين

يعاني اللاجئون السوريون في لبنان من ألم الأزمة المالية، وانتشار جائحة كوفيد-19 وغربة عشر سنوات بعيدا عن الوطن، في الوقت الذي تأتي فيه الذكرى العاشرة لبدء النزاع في سوريا.

فوسط تمنيات عبد الرزاق داشر وهو أحد اللاجئن في أحد المخيمات غير الرسمية بسهل البقاع، بتعليم أطفاله العشرة، لكن ذلك خارج عن إرادته إذ لا يستطيع سوى إطعامهم بشق الأنفس.

عبد الرزاق وزوجته سميرة لا يستطيعان حتى دفع قيمة استشارة طبيب لطفلهما

يقول عبد الرزاق وزوجته سميرة عبد السلام إنهما لا يتحصلان الآن إلا على ما يكفي لتوفير السكر وزيت الطعام، مع انهيار قيمة العملة اللبنانية وتزايد الصعوبات الاقتصادية وتراجع فرص العمل بسبب قيود فيروس كورونا.

لا يستطيع الزوجان حتى دفع قيمة استشارة طبيب لطفلهما البالغ من العمر 10 سنوات والذي يقولان إنه لا يستطيع أن ينطق بكلمة واحدة.

اللاجئون السوريون تأثروا أيضا بانهيار الليرة اللبنانية، حيث قال عبدالرزاق إنهم كانوا يتلقون مساعدة شهرية قيمتها 27 دولارا للفرد من وكالات الأمم المتحدة. أصبحت تساوي الآن 100 ألف ليرة (أقل من 10 دولارات بسعر السوق السوداء).

عدد القتلى المدنيين في سوريا

يقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره المملكة المتحدة أن حوالي 387 ألف شخص لقوا حتفهم منذ بدء النزاع في عام 2011.

ويقول المرصد إن نحو 100 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب التعذيب في السجون التي تديرها  حكومة النظام السوري وما زال نحو 100 ألف في السجن. ووفقاً للمرصد هناك ما يقارب 200 ألف شخص آخر مفقودين.

البطالة والفقر

كان للنزاع السوري تأثير خاص على الفقر. قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في يوليو من العام الماضي إن 90٪ من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر. و سجلت سوريا معدل بطالة بلغ 54 في المائة في عام 2019 ، وفقًا لمراجعة الاحتياجات الإنسانية للأمم المتحدة.

وحسب بيانات جديدة صادرة عن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة فإن 12.4 مليون سوري – ما يقرب من 60٪ من السكان – يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي.

هذا وقد انخفضت قيمة الليرة السورية بنسبة 98٪ مقابل الدولار الأمريكي في السوق السوداء خلال العقد الماضي. وقالت وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة إن أسعار المواد الغذائية أعلى 33 مرة مقارنة بمتوسط ​​خمس سنوات قبل الحرب.