نساء أيزيديات تزرعن ألف شجرة بجبال سنجار

زرعت مجموعة من النساء الإيزيديات ألف شجرة في جبال سنجار شمال غرب العراق، في نشاط هو الأول من نوعه في المنطقة.
قامت بهذه المبادرة رابطة دعم المرأة الأيزيدية بالتنسيق مع مجاميع نسوية أخرى في سنجار، وتم زرع الأشجار على سفوح جبال سنجار.
عن هذه الحملة الخضراء، تحدثت ريهام حسن، الإدارية في رابطة دعم المرأة الأيزيدية لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في العراق ذياب غانم خلف، مشيرة إلى تنوع الأنشطة التي ينفذونها بالرابطة.

وقالت ريهام “غالبًا ما نقوم بأنشطة متشابهة تكمن في المساعدات وتوفير مساحات صديقة للطفل، لكن مجيء فصل الربيع دفعنا للتفكير بنشاط مختلف هذه المرة، وهو زرع الأشجار في جبل سنجار”.
وأضافت ريهام “أصرينا على أن تشارك النساء فقط في هذا النشاط كونهن أكثر ارتباطًا بالطبيعة، وهذا النشاط كان بدعم من منظمة Aktion der kleine Prinz الألمانية، ومنظمة Aktion Hoffnungsschimmer ومنظمة Women for Justice”. زراعة أشجار متنوعة في حملة تستمر طوال شهر مارس”
وبيّنت تنوع الأشجار المزروعة، فقالت “فضلنا زراعة أشجار التين والبلوط والزيتون كونها موجودة بشكل أكبر في المنطقة، ومن الممكن أن يستفيد منها الأهالي في المستقبل في ظل وجود قرى جبلية تهتم بالأشجار والزراعة بشكل عام”.
سيدتان تزرعان الأشجار في سنجار

نسوة تزرعن 1000 شجرة في سنجار بالعراق

وكشفت حسن في حديثها لمراسل “تطبيق خبّر” المناطق التي تمت فيها الزراعة، فأوضحت أنهن “قمنا بزرع الأشجار أقصى غرب جبل سنجار، وتحديدًا في منطقة شلو. كما سنقوم بنشاطات مشابهة تستمر حتى نهاية شهر آذار/ مارس الجاري”.
وأضافت “سنحاول أن نغطي المنطقة بأكملها لأنها فقدت طبيعتها بعد الهجوم الذي تعرض له قضاء سنجار من قبل تنظيم داعش”. وفي الوقت نفسه، أكدت حسن أنه “بعد زرع هذه الأشجار سيكون هناك اهتمام ورعاية تامة للمشروع للمساهمة بنجاحه، و ذلك لأنه لا تتوفر المياه في بعض المناطق من الجبل”.
وتظن ريهام حسن أن مثل هذه المشاريع سيكون لها تأثير إيجابي كبير على مدينة مثل مدينة سنجار، كونها تزيد من جماليتها، معبرة عن أملها في أن ترى مدينتها أجمل في المستقبل.

حملات زرع الأشجار ستضيف جمالية لسنجار يمكن استغلالها سياحيًا

من جهته، قال الناشط المدني جمال حاجو لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني ذياب غانم خلف، إنه “لم نجد أي اهتمام من هذا الجانب في منطقتنا من قبل. كان هناك حملات لزرع الأشجار لكنها كانت تشمل مركز القضاء، لذلك أعتقد أنها خطوة جيدة وبالاتجاه الصحيح”.
ولفت حاجو النظر إلى أن “جبال سنجار تفتقد للأشجار في الكثير من أماكنها نتيجة الإهمال الذي يعاني منه، ونأمل أن يكون هذا النشاط بداية للمزيد من العمل في قطاع الزراعة والاهتمام بالبيئة”.
نسوة تزرعن الأشجار

حملات زرع الأشجار ستضيف جمالية لسنجار

كما أضاف أن “هذه المرحلة مهمة جدًا، لذلك يجب استغلالها بشكل جيد، والعمل على مختلف القطاعات التي تعيد الحياة المنطقة بعد أن كانت مهجرة”.
يشتهر قضاء سنجار الواقع على الحدود العراقية السورية بأشجار التين وزراعة التبغ، كما يعتمد غالبية قاطنيه على الزراعة بالدرجة الأولى كمصدر للعيش. خولة خلف عراقية أيزيدية شاركت في حملة زرع الأشجار بجبل سنجار. وهي أخبرت لمراسل “تطبيق خبّر” عن أحاسيسها تجاه الأرض والزراعة.

خولة خلف: زراعة شجرة تعني زراعة أمل جديد

قالت خولة إنه “بالنسبة لي زراعة شجرة تعني زراعة أمل جديد، ومشاركتي في هذا النشاط جاءت بعد دعوة الأخوات في رابطة دعم المرأة الأيزيدية”.
وأعربت عن تمنياتها بأن تشارك نسوة أكثر في المرات المقبلة لمثل هذا النشاط. وقالت إن “ما وجدته في هذا النشاط لم أجده في أي نشاط آخر في قضاء سنجار لأنه نادرًا ما نجد أنشطة خاصة بالنساء في المنطقة، وخاصة بعد هجوم تنظيم داعش”.
كما أكدت خولة خلق على ضرورة وجود النساء في كل الأنشطة التي تجري في القضاء، سواء كانت من قبل المنظمات أو الجهات الحكومية.
من جانبه، يرى المزارع قاسم خلف أن “قطاع الزراعة بدأ بالنمو في سنجار بعد عودة أعداد كبيرة من النازحين إليها، وعودة الحياة الطبيعية إليها بعد ما كانت خالية من السكان”. وبيّن لمراسل تطبيق خبّر أن “غياب الدعم الحكومي لقطاع الزراعة في المنطقة كان له تأثير سلبي على المحاصيل الزراعية في القضاء”.
أيزيدية تزرع شجرة في سنجار

زراعة شجرة تعني زراعة أمل جديد

لكنه أكد في الوقت نفسه أن “وجود دعم كبير من قبل المنظمات غير الحكومية لقطاع الزراعة، ما يمكن أن يكون إيرادًا مهمًا في المستقبل، خاصة وأن قضاء سنجار فيه عدد من المناطق السياحية، ووجود نشاطات لزراعة الأشجار في المنطقة سيزيد من جمالها، كما ستجلب الزوار”.
وقال قاسم خلف إن “سنجار تتميز بموقعه الاستراتيجي، فيمكن أن يستفيد أهالي هذه المنطقة من هذه النقطة واستغلالها بشكل إيجابي”. ودعا خلف المنظمات غير الحكومية إلى الاستمرار في هذا النحو لخدمة المنطقة كونها في مرحلة التهيئة والتأهيل”.
تضم رابطة دعم المرأة الأيزيدية، وهي منظمة غير حكومية، مجموعة من الفتيات الأيزيديات. وكانت قد تأسست بعد عام 2014، ويتمحور نشاطها بالاهتمام بشؤون النساء الأيزيديات، لا سيما المخطوفات والناجيات.
كذلك تعمل الرابطة على مشاريع لدعم عودة النازحين إلى القضاء ودعم العائدين منذ فترة، كما تواصل نشاطها في المنطقة.