مناشدات أممية لترحيل القاصرين غداة مقتل 5 اشخاص في الهول

دعت منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” أمس (الأحد)، إلى السماح لكافة القصّر المحتجزين في مخيمات أو سجون في شمال شرق سوريا بالعودة إلى ديارهم.

وتأتي مناشدة يونيسف غداة مقتل خمسة أشخاص بينهم أربعة أطفال جراء حريق في مخيم الهول المكتظ بنازحين فروا من المعارك إبان الحملة العسكرية للقضاء على تنظيم داعش.

وبعدما قادت على مدى سنوات المعارك ضد تنظيم داعش، تحتجز قوات كردية في مخيمات في شمال شرق سوريا آلاف المقاتلين الذين تشتبه أنهم عناصر متطرفة كما وعشرات الآلاف من أفراد عائلاتهم.

وغالبية المتواجدين في المخيم هم من سوريا والعراق بالإضافة إلى أقلية من عشرات الدول الأخرى، وبينهم أطفال كثر.

وجاء في بيان للمدير الإقليمي ليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تيد شيبان “في شمال شرق سوريا، هناك أكثر من 22 ألف طفل أجنبي من 60 جنسية على الأقل، يقبعون في مخيمات وسجون، بالإضافة إلى آلاف من الأطفال السوريين”.

وحضّ شيبان السلطات في شمال شرق سوريا والدول الأعضاء في الأمم المتحدة على “بذل كل ما أمكنها من جهود لإعادة الأطفال المتواجدين حاليا في شمال شرق سوريا إلى ديارهم”. وقال إن هذا الأمر يجب أن يتم “من خلال إدماج الأطفال السوريين في مجتمعاتهم المحلية وإعادة الأطفال الأجانب إلى بلادهم”.

وكانت السلطات الكردية قد باشرت إعادة آلاف من الأطفال السوريين المتواجدين في المخيمات إلى ديارهم.

المناشدات الدولية لم تلق آذاناً صاغية

لكن المناشدات المتكرّرة للدول الغربية لاستعادة مواطنيها لم تلق بغالبيتها آذانا صاغية، واقتصر الأمر على قلة قليلة من الأطفال وبضع نساء.

وفي حصيلة جديدة قضى أربعة أطفال وامرأة جراء “حريق في مخيم الهول أثناء احتفال النازحين السوريين بعرس داخل المخيم وبسبب وقوع صوبيا وانفجارها في مكان الاحتفال”، وفق مسؤول النازحين والمخيمات في شمال شرق سوريا شيخموس أحمد.

وكانت حصيلة سابقة أشارة ألى مقتل ثلاثة أطفال وامرأة.

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بإصابة 26 شخصا.

والأحد أصدر المكتب بيانا جاء فيه “هذا الحدث المؤلم يؤكد حقيقة أنه لا ينبغي لأحد، خاصة الأطفال الأبرياء، أن يعيش في ظل ظروف إنسانية صعبة وخطيرة في مخيم الهول”.

ويستضيف المخيم الأكبر في سوريا والذي تديره قوات كردية نحو 62 ألف شخص أكثر من 90 بالمئة منهم نساء وأطفال، وفق الأمم المتحدة.

ومنذ مطلع العام شهد المخيم أحداثا دامية بينها عمليات قتل بقطع الرأس.

وتحذّر منظّمات إنسانية من الظروف المعيشية السيئة في المخيم.

وفي الأول من شباط/فبراير، حضّت منظّمة “سيف ذا تشيلدرن” (أنقذوا الطفولة) العراق والدول الغربية على تسريع عودة الأطفال المتواجدين في شمال شرق سوريا إلى ديارهم.

وكان تنظيم داعش سيطر على مساحات شاسعة في سوريا والعراق في العام 2014.

وتمكّنت قوات كردية مدعومة بغارات للتحالف بقيادة الولايات المتحدة من السيطرة على آخر معاقل التنظيم في سوريا في آذار/مارس 2019، في معارك دفعت عشرات الآلاف إلى النزوح.