“مسبار الأمل” يحمل معه جهد 7 سنوات من العمل

تتجه الأنظار، اليوم (الثلاثاء)، إلى دولة الإمارات حيث من المتوقع أن يصل “مسبار الأمل”، أول رحلة عربية استكشافية من نوعها، إلى مدار كوكب المريخ، ما يجعله أول مهمة من أصل ثلاث تبلغ الكوكب الأحمر هذا الشهر.

وأطلقت كل من الإمارات والصين والولايات المتحدة مهمات إلى كوكب المريخ في تموز(يوليو) الماضي، مستفيدة من تموضع فضائي مؤاتٍ لإرسال دفعة جديدة من آليات البحث إلى المدار أو إلى سطح الكوكب الأكثر استقطابا للاهتمام في المجموعة الشمسية.

عيون العالم تتجه نحو الإمارات لترقب وصول "مسبار الأمل" إلى مدار المريخ

صورة أرشيفية: تظهر شاشة تبث إطلاق مسبار الأمل إلى كوكب المريخ في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي. أ ف ب

وفي حال نجاح المهمة، ستصبح الإمارات التي تحتفل هذا العام بذكرى ولادتها الخمسين، خامس دولة في العالم تصل إلى المريخ بينما ستصبح الصين السادسة في اليوم التالي.

وقبيل الموعد المرتقب، أضاءت الإمارات معالمها باللون الأحمر ليلا، ووضعت الحسابات الحكومية على وسائل التواصل الاجتماعي صورة “مسبار الأمل”، بينما يستعد برج خليفة، أطول مباني العالم، لعرض احتفالي ضخم.

عيون العالم تتجه نحو الإمارات لترقب وصول "مسبار الأمل" إلى مدار المريخ

متحف المستقبل في دبي أُضيء باللون الأحمر قبل وصول المسبار الإماراتي إلى مدار كوكب المريخ. أ ف ب

عيون العالم تتجه نحو الإمارات لترقب وصول "مسبار الأمل" إلى مدار المريخ

فندق برج العرب مضاء باللون الأحمر قبل وصول المسبار الإماراتي إلى مدار كوكب المريخ. أ ف ب

عيون العالم تتجه نحو الإمارات لترقب وصول "مسبار الأمل" إلى مدار المريخ

برواز دبي ، مضاء باللون الأحمر قبل وصول المسبار الإماراتي إلى مدار كوكب المريخ. أ ف ب

وستبدأ العملية التي تستغرق 27 دقيقةً الثلاثاء عند الساعة 15,30 ت غ، أي 19,30 بالتوقيت المحلي. وينبغي أن يدور المسبار إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط، وتستمر عملية حرق الوقود باستخدام ستة محركات للدفع العكسي (دلتا في) لمدة 27 دقيقة ليقوم ذاتيا بخفض سرعته من 121 ألف كيلومتر إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة.

وتستهلك العملية المعقدة نصف الوقود في المسبار، كما سيتطلب وصول إشارة من “مسبار الأمل” إلى الأرض مدة 11 دقيقة.

الأميري: 27 دقيقة عمياء تحدد مصير 7 سنوات من العمل

وكتبت سارة الأميري رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، ووزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة هذا الأسبوع في تغريدة “27 دقيقة عمياء تحدد مصير 7 سنوات من العمل”.

https://twitter.com/SarahAmiri1/status/1357910296308899840

وفي حال نجاح المهمة، سيقوم برج خليفة أطول مباني العالم، بعرض احتفالي ضخم.

وقال مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ عمران شرف لوكالة فرانس برس إن “هذا المشروع يعني الكثير للدولة والمنطقة ومجتمع العلم والفضاء العالمي”.

وأكد أن “الأمر لا يتعلق بالوصول إلى المريخ، إنه أداة لهدف أكبر بكثير. أرادت الحكومة رؤية تحول كبير في عقلية الشباب الإماراتي … لتسريع إنشاء قطاع علوم متقدمة وتكنولوجيا في الإمارات”.

محمد بن راشد: إن لم ندخل المدار .. فقد دخلنا التاريخ

وكان رئيس الوزراء ونائب رئيس الدولة وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أكد في وقت سابق في تغريدة أن “نسبة النجاح المتوقعة لدخول مدار المريخ 50 %، ولكننا حققنا 90% من أهدافنا بناء كوادرنا ومعارفنا”.

كما وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رسالة لشعب الإماراتي والعربي وكتب عبر تويتر”خلال الساعات القادمة يصل مسبار الأمل لكوكب المريخ .. وسيكون التحدي الأكبر هو الدخول لمدار المريخ، 50 بالمئة من البعثات البشرية التي حاولت قبلنا لم تستطع أن تدخل المدار .. ولكن أقول .. حتى إن لم ندخل المدار .. فقد دخلنا التاريخ .. هذه أبعد نقطة في الكون يصلها العرب عبر تاريخهم .. أكثر من 5 ملايين ساعة عمل لأكثر من 200 مهندس ومهندسة إماراتيين .. هدفنا هو إعطاء أمل لجميع العرب .. بأننا قادرون على منافسة بقية الأمم والشعوب ..نسأل الله التوفيق في الوصول لكوكب المريخ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

وفي حين أنّ هدف المهمة تقديم صورة شاملة عن ديناميكيات الطقس في أجواء الكوكب وتمهيد الطريق لتحقيق اختراقات علمية، فإن المسبار جزء من هدف أكبر هو بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال مئة عام.

وهذه أول مهمة من نوعها في العالم العربي، وقد صممت لتكون مصدر إلهام للجيل الشاب في منطقة غالبا ما تشهد صراعات وأزمات اقتصادية.

ويستخدم المسبار ثلاث وسائل علمية لمراقبة الغلاف الجوي للمريخ، ومن المتوقع أن يبدأ في إرسال المعلومات إلى الأرض في أيلول(سبتمبر) 2021.

وحدها الولايات المتحدة والهند والاتحاد السوفياتي السابق ووكالة الفضاء الأوروبية نجحت في إرسال بعثات إلى مدار الكوكب الأحمر.

وعلى عكس مشروعي المريخ الآخرين، “تياونوين-1″ الصيني و”المريخ 2020” الأمريكي، لن يهبط المسبار الإماراتي على الكوكب الأحمر بل سيدور بدلا من ذلك حوله لمدة عام مريخي كامل أي ما يعادل 687 يوما.