نشر الصحافي الأمريكي مارتن سميث عبر حسابه على “تويتر” صورة تجمعه بالمدعو “أبو محمد الجولاني” قائد “هيئة تحرير الشام” (النصرة سابقاً)، وقد بدا الأخير في مظهر جديد أثار موجة من السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وظهر الجولاني، الإرهابي الذي ارتكب مع جماعته جرائم بحق السوريين، وهو يرتدي بدلة رسمية كما أن شعره كان مصففاً.

وفي تغريدته، قال سميث (72 عاماً): “عدت للتو من زيارة إلى إدلب استغرقت 3 أيام، التقيت فيها مؤسس جماعة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، وتحدثنا عن هجمات 11 أيلول، والقاعدة وأمريكا”.

https://twitter.com/Martin28Smith/status/1356621851984863240

وتداول الكثير من الناشطين صورة الجولاني الجديدة، وقد اعتبر الكثيرون أنّه مهما قام الأخير بتغيير مظهره، فإنه سيظلّ قاتلاً وإرهابياً.

ومع هذا، فقد أشار ناشطون إلى أنّه في الوقت الذي يستقبل فيه الجولاني الصحفيين الغربيين، فإنّ سجونه مليئة بالصحفيين السوريين بتهمة التخابر مع الغرب، قائلين أيضاً أن سجون “هيئة تحرير الشام” تغص بمعتقلي الرأي.

ومن بين التعليقات البارزة على صورة الجولاني، كانت من وزارة الخارجية الأمريكية، إذ نشرت صفحة مكافآت من أجل العدالة التابعة للوزارة، تعليقاً ساخراً عبر حسابها على “تويتر” قائلة: “يا هلا بالجولاني يا وسيم وشو هالبدلة الحلوة. فيك تغير ثوبك لكن انت بتضلك إرهابي. لا تنسى مكافأة الـ 10 مليون دولار”.

ومع هذا، علّق الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، عرابي عبد الحي عرابي عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “تغيير أبي محمد الجولاني مظهره ليس بالنقطة التي يجب التوقف عندها، وما أراه حريًّا بالتفكّر فيه مليًّا هو: كيف يمكن للباحثين الغربيين الوصول إلى أدق المعلومات وإجراء المقابلات مع التنظيمات والجماعات، بينما يخشى الباحثون المحليون على أرواحهم إن كتبوا كلمةً أو وصلوا لمعلومة عابرة؟”.

https://twitter.com/orabiorabi1985/status/1356651576237166598

ووفقاً لـ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فقد اعتقلت الهيئة العشرات من المواطنين الصحافيين على خلفيات منشورات لهم تعارض سياستها، أو على خلفية مزاولة نشاطهم من دون الحصول على “إذن”.

وأكدت الشبكة في آخر تقرير لها، أنّ قرابة 2116 مواطناً سورياً ما زالوا قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، رغم تفشي فيروس كورونا.

“هيئة تحرير الشام” تعلق

وإثر تداول صورة الجولاني، أصدر مكتب “العلاقات العامة” في “هيئة تحرير الشام” بياناً أشار فيه إلى أنّ “صورة الجولاني ببزة رسمية بعيداً عن مظهره الديني/العسكري المعهود، كانت جزءاً من استضافته في إدلب لمدة 3 أيام. وتضمنت الزيارة جولة ميدانية ولقاء رسمياً تناول فيه “بخبرته الطويلة أهم المحطات والتحولات، بالإضافة إلى أسئلة متفرقة حول الواقع والمستقبل”.

وأضاف البيان: “من الواجب علينا كسر العزلة وإبلاغ الواقع بكل السبل الشرعية المتاحة، بهدف إيصال ذلك إلى شعوب الإقليم والعالم بما يساهم في تحقيق المصلحة ودفع المفسدة لثورتنا المباركة”.

وتابع: “منذ اليوم الأول للثورة السورية ونحن على أعتاب عامها الـ10، مازلنا فخورين بها وبكل ما مرّت به من انتصارات وانكسارات، لأنها ثورة شعب وتجربة حديثة سيخرج من رحمها مستقبل مشرق للشعب السوري”.

السخرية تلاحق الجولاني بسبب صورته الجديدة.. و ”هيئة تحرير الشام“ تعلق

وكان اسم الجولاني قد أدرج على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للإرهاب في مايو/أيار 2013 كما وضعت لجنة العقوبات الخاصة بـ”داعش” والقاعدة لمجلس الأمن الدولي اسم الجولاني في قائمة الإرهابيين الخاضعين للعقوبات منذ 24 يوليو/تموز 2013.

ويعدّ الجولاني من أبرز الشخصيات التي تلاحقهم الولايات المتحدة ورصدت مكافأة لمن يدلِ أي معلومات عن مكانه بقيمة أكثر من 10 ملايين دولار.

وخلال شباط/فبراير 2020، كان للجولاني حوار مع “مجموعة الأزمات الدولية”، وقد سعى من خلاله تصوير “هيئة تحرير الشام” على أنها فصيل معتدل، متحدثاً عن فكّ ارتباطها عن “القاعدة” قبل سنوات.

أما سميث، فهو صحافي وصانع أفلام وثائقية شهير حائز على العديد من الجوائز العالمية، وغطى العديد من الأحداث في العالم، من الثورة في أمريكا الوسطى وسقوط الشيوعية في روسيا، إلى ظهور القاعدة والحروب في العراق وأفغانستان وسوريا.