أخيرًا، أطفال جماعة الخنافيف حالفهم الحظ بعد إصرار جماعي من أعضاء جمعية نسائم الخير وسكان المنطقة على تحقيق تنفيد مشروع التعليم الأولي، الأول من نوعه في المنطقة. 
 
إذ بعد ولادة متعسرة، أبصر مشروع التعليم الأولي في جماعة الخنافيف، بإقليم تارودانت المغربي جهة سوس ماسة، النور، بعد أن كان في أدنى سلم الأولويات بالمنطقة.


استفاد ستون طفلًا من هذا المشروع، 30 طفلاً منهم من قرية أمعازة و 30 طفلًا آخرين من قرية البهسية التابعتين لجماعة الخنافيف.
 
والتحق هؤلاء الأطفال بعيون تلألأت فرحًا تحكي بدون مترجم لإحساسه، في قاعتين دراسيتين مجهزتين، تم إحداثهما وافتتاحهما أمام الأطفال في يوم واحد.
 
تتواجد القاعة الأولى بقرية أمعازة والثانية بقرية البهسية. ويأتي هذا المشروع كحق أولي في التعليم و تطوير المهارات العقلية والبدنية للأطفال، وخلق تكوين نفسي لخلق ألفة قوية مع المدرسة والمدرسين .
 
60 طفلا بجماعة الخنافيف يستفيدون من مشروع التعليم الأولي الأول من نوعه بالمنطقة

60 طفلا بجماعة الخنافيف يستفيدون من مشروع التعليم الأولي الأول من نوعه بالمنطقة

بهذا الخصوص، صرح مصطفى لعليو رئيس جمعية نسائم الخير،  لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة، أن هذا المشروع يهدف إلى تمكين الأطفال المتراوحة أعمارهم بين أربع و ست سنوات من الحصول على حقهم في التعليم الأولي كباقي المناطق المغربية، وفق مبدأ تكافؤ الفرص.
 
ولفت لعليو إلى أن جماعة الخنافيف تضم نسبة سكانية مهمة، ما يضاعف الحاجة إلى التعليم، مشيرًا إلى أن المشروع أتى بشراكة مع المديرية الإقليمية للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة.
 
وأضاف مصطفى لعليو أنه، وبعد قبول مطلب الجمعية، تم المرور إلى وضع شراكة بين الجمعية والمديرية الإقليمية الجهوية للتربية والتكوين التي تكلفت بالتمويل، فيما تكلفت الجمعية بعملية البناء والطلاء.
 
استغرقت عملية بناء وطلاء الحجرتين الدراسيتين شهرين من العمل، ولديهما قدرة استيعابية لثلاثين طفلًا في كل منها. 
 
عقب ذلك، تطلبت مرحلة التجهيز أسبوعين، قام فيهما أعضاء الجمعية بجلب الطاولات الدراسية والكراسي وألعاب تعليمية وستائر ومكتبة للكتب، وجميع مستلزمات التدريس التي سيحتاجها الأطفال و المدرسين.
 
60 طفلا بجماعة الخنافيف يستفيدون من مشروع التعليم الأولي الأول من نوعه بالمنطقة

استغرق بناء وتجهيز القاعتين الدراسيتين حوالى 3 أشهر

تقرر انطلاق الدراسة يوم الاثنين الذي تم فيه استقبال الأطفال المسجلين مسبقًا وتوزيع محفظات وكتب وأدوات مدرسية مجانية على الأطفال الذين أبدوا سعادتهم بمشوارهم الجديد الذي مثل لهم أول تواصل مع المجتمع الخارجي.
 
وقد وفر المشروع أيضا فرص عمل لأبناء المنطقة، حيث تعمل حاليًا مدرستين وحارسين بكلا القاعتين.
يطمح رئيس جمعية نسائم الخير مصطفى لعليو، رفقة باقي الأعضاء، مستقبلًا إلى تكوين المزيد من الأطفال الصغار وتمكينهم من حقهم في التعليم الأولي.
 
فبالنسبة له يجب عدم التهاون في ما يعد حجر الأساس في تكوين الجانب السيكولوجي لدى الأطفال أولًا، ثم الجانب التربوي والتعليمي، وخلق تواصل مستقبلا مع المدرسة والمدرسين ومع زملائهم الأطفال.
في هذا الإطار، قال مصطفى، عائدًا بذاكرته إلى الوراء حين كان بعمر خمس أو ست سنوات، ليوضّح أن “ما دفعنا إلى المطالبة بمشروع التعليم الأولي، هو ما وجدناه من صعوبات أمامنا بعد التحاقنا بالمدرسة في صغرنا، وخوفنا من المدرسين ومن المدرسة وشتات الأفكار حينها”.
 
60 طفلا بجماعة الخنافيف يستفيدون من مشروع التعليم الأولي الأول من نوعه بالمنطقة

أول مرة يحصل أطفال قريتي أمعازة والبهسية على التعليم الأولي

وأضاف أن “ذلك انعكس على نفسيتنا ونتائجنا الدراسية، خاصة أن البعض منا كان يعاني مشاكل في التركيز أو الفهم، ما كان يتسبب في تكرار أحد المستويات الأولى التعليمية”.
 
و في ختام حديثه لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية، أشار رئيس جمعية نسائم الخير إلى أن إطلاق مشروع التعليم الأولي لقي أيضًا ترحيبًا واسعًا من طرف آباء الأطفال.
 
وبيّن أن فرحة الآباء كانت مضاعفة لوعي منهم بعراقيل تعليمية خلّفها الماضي، ورغبة منهم في التحول من مجتمع تقليدي في بنيته التعليمية إلى مجتمع أكثر حداثة، وفق ما تفرضه التطورات المنهجية وأساليب الحياة الراهنة، التي دفعت سير التعليم والعلم إلى طريق التنامي.
 
جدير بالذكر أن التعليم الأولي بالمغرب يقصد به ذلك التعليم الذي يتلقاه الطفل قبل التحاقه بالمدرسة، وعادة ما يطلق عليه “المرحلة التعليمية ما قبل المدرسة”، التي يلجها الأطفال قبل سن التمدرس القانوني في الفترة العمرية المتراوحة بين أربع وست سنوات.
 
وينمّي هذا التعليم معارف و قدرات الأطفال الحركية بالخصوص، ويعد بمثابة مرحلة التهيئة النفسية للطفل لتسهيل ولوجه النفسي والتربوي للمدرسة، وإدراك الذات من خلال التعامل  مع الآخر و مع الاستقلالية بعيدًا عن الأسرة، كما التعرف على المجتمع الخارجي.
 
كما يوفر للأطفال اكتساب الآليات الأولى للقراءة والكتابة والتواصل والحساب ومجموعة من القيم الإنسانية والدينية والمهارات، وسط تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وتقليص نسبة الفشل الدراسي.